Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مهارات التواصل

7 نصائح لمساعدتك على رفض الطلبات التي لا تريد تلبيتها


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة “سيليستين تشوا” (Celestine Chua)، وتُخبرنا فيه عن تجربتها في كيفية رفض بعض الأمور في الحياة لإفساح المجال لأمور أكثر أهمية.

حقيقة قول “نعم”:

مع أنَّ قول “نعم” قد يبدو طريقة سهلة للخروج من المشكلات المذكورة آنفاً، فإنَّه في الواقع كان حلاً فظيعاً؛ ومع أنَّه يوفر راحة سريعة على الأمد القصير نتيجة تجنُّب المواجهة مع الآخرين والتعامل مع المشاعر غير المريحة، فإنَّ قول “نعم” له آثاره على الأمد الطويل؛ لأنَّنا في كل مرة نقول فيها “نعم” لشيءٍ ما، يؤدي ذلك إلى تأجيل أولوياتنا؛ لذا ضع في حسبانك ما يأتي:

  • في كل مرة تقول فيها “نعم” لأشياء لا تستمتع بها حقاً، فأنت ترفض بالمقابل الأشياء التي تستمتع بها.
  • في كل مرة تقول فيها “نعم” لأشياء لست مهتماً بها، فأنت ترفض الأهداف التي يمكن أن تعمل عليها.
  • في كل مرة تقول فيها “نعم” للقاءات غالباً لا تقدِّم ولا تؤخِّر في حياتك، فأنت ترفض قضاء الوقت مع الأشخاص الذين تهتم بهم حقاً.
  • في كل مرة تقول فيها “نعم” لتحقيق مصالح الآخرين، فإنَّك ترفض الأشياء الأكثر أهمية بالنسبة إليك.

لذلك عندما بدأت عملي لأول مرة، وافقت على كل شيء تقريباً، مثل اللقاءات وجلسات التواصل والاجتماعات والمقابلات وورش العمل، ونجح هذا الأمر في السنوات القليلة الأولى، لكن مع نمو عملي، ومع ازدياد شهرته وجدت نفسي أمام طلبات ودعوات ومطالب تَفُوق قدرتي الجسدية والذهنية، كما تلقيت باستمرار طلبات لأشياء لم أكن أهتم بها حقاً، من أشخاص سبقوا غيرهم للحصول على وقتي، مما وضع طلباتهم باستمرار في أعلى قائمة أولوياتي.

فجأة، امتلأت أيامي بما يريده الآخرون مني، وانشغلت بمقابلة الناس وإرضاء فضولهم بشأن ما أفعله، دون أن أحرز أي تقدُّمٍ في مهامي الخاصة وانشغلت بإجراء المقابلات والرد على رسائل البريد الإلكتروني لمساعدة الناس والتعاون مع الآخرين، وتقديم المشورة المجانية لمشكلات الناس، دون إيجاد وقت لمشاريعي الخاصة.

سرعان ما بدأت أشعر بالاحتراق الوظيفي، ولم يعد وقتي ملكي؛ إذ استحوذَتْ عليه طلبات الآخرين، كنت غير سعيدة وبائسة ومُنهكَة بشدة، أدركت حينها أهمية أن تقول “لا” في بعض المواقف.

لماذا يُعدُّ الرفض أمراً ضرورياً؟

في الحالة المثالية، نرغب في أن نقول “نعم” للجميع، لكن قول “نعم” فقط لتجنُّب الصراع أو الخلاف ليس أمراً جيداً، فقول “لا” ضروري لتحقيق ما يأتي:

  • إنجاز الأمور: الحقيقة هي أنَّ الساعات في يومنا جميعاً محدودة، فما لم نقل “لا” للأشياء الأخرى، لن يكون لدينا الوقت لإنجاز مهامنا.
  • تخصيص الوقت للأشياء الهامة: توجد فئة من الأهداف شديدة الأهمية على الأمد الطويل؛ لكنَّها ليست مُلحَّة أبداً، وهي تشمل العثور على هدفك، وتحديد رؤيتك لمدة خمس سنوات والعمل على شغفك، وحتى بدء مشروعك، والرفض يعني حماية أهدافك الهامة على الأمد الطويل، والتأكد من أنَّك توفر لها الوقت الكافي.
  • وضع الحدود: يفترض بعض الناس أنَّك متفرغ طوال الوقت، أو أنَّ طلباتهم هي الأهم، أو أنَّك يجب أن تخصص وقتك لهم فقط؛ لكنَّ هذا ليس صحيحاً، فعندما لا ترفض طلبات الآخرين ولا تضع حدوداً لها، سيستمر الناس في افتراض أنَّك ملزم بالعطاء دوماً؛ فالرفض يتعلق بوضع حدود وحماية نفسك من الآخرين.
  • استعادة السيطرة على حياتك: أخيراً، إنَّ قول “لا” أو رفضك لبعض الأمور يتعلق باستعادة السيطرة على حياتك وعلى جدولك الزمني لرفض أي شيء لا يتناسب مع أهدافك، ولا يجعلك سعيداً حتى تتمكن من إنشاء الحياة التي تريدها.

ستشهد في النهاية آثار قبولك لأشياء لا تناسبك في وقتك وطاقتك وسعادتك وأهدافك، ومع أنَّ تأثير كل أمر تقبل به قد يكون صغيراً، فإنَّ المرات المتكررة التي تقول فيها “نعم” ولا ترفض فيها طلبات الآخرين على مدى فترة طويلة سوف تشتتك عن المكان الذي تريد أن تكون فيه.

لتجنُّب كل هذه الآثار السلبية، والانحراف عن مسارك المنشود، عليك أن ترفض حتى تتمكن من قول “نعم” وإفساح المجال لمهامك الخاصة.

كيف ترفض؟

عندما يتعلق الأمر بقول “لا”، يكون هناك هدفان: أن ترفض رفضاً جدياً وفاعلاً، وأن ترفض بلباقة، وإليك فيما يأتي 7 نصائح عن كيفية الرفض:

1. كن صريحاً:

بالنسبة إلى الطلبات التي تريد رفضها، من الأفضل بكثير رفضها على الفور بدلاً من تأجيل الأمر، فكلما طالت مدة المماطلة، أصبح الأمر أكثر تعقيداً؛ فبذلك أصبح لديك ضغطٌ إضافي لشرح سبب استغراقك لوقت طويل للرد؛ لذا كن صريحاً وادخل في صلب الموضوع.

عندما أجد صعوبة في رفض طلب شخص ما، أستخدم جملتين لإنهاء الأمر على الفور؛ أبدأ بعبارة “آسفة، لا أستطيع”، ثم اذكر سبب ذلك في جملة واحدة، (أو إذا كنت لا ترغب في إبداء السبب، فما عليك سوى إنهاء الأمر عند هذا الحد).

إنَّ اختصار سبب رفضك في جملتين يجعل الرفض أسهل؛ لأنَّك بدلاً من تقديم شرحاً مطولاً عن سبب عدم قدرتك على فعل شيء ما، مما يجعلك تماطل في الرفض، تدخل مباشرةً في صلب الموضوع، حتى إذا انتهى بك الأمر بالرد في 3 أو 4 جمل أو أكثر، فإنَّ أول جملتين تساعدانك على البدء، وإليك بعض الأمثلة:

  • “أنا آسف، لا أستطيع الحضور لهذا الموعد”.
  • “سأفوت هذه الفرصة، آسف لذلك”.
  • “هذا لا يلبي احتياجاتي في الوقت الحالي، شكراً لتفكيرك بي”.
  • “أنا مشغولٌ بشيء ما ولن أكون قادراً على القيام بذلك”.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لتكون ذكيّاً في التعامل مع الناس

 

2. كن صادقاً:

نحن نشعر في أحيان كثيرة بالقلق من أنَّنا إذا قلنا “لا”، سندمر علاقاتنا مع الآخرين؛ لذلك نستسلم ونقول “نعم”، أو نلين ونقول “نعم” عندما يُصر الشخص على طلبه.

الحقيقة هي أنَّ معظم الناس ستقبل الرفض عندما تكون صادقاً في ذلك، دون أكاذيب أو حيل، كأن تقول على سبيل المثال: “لست متفرغاً للقاء أحد من الآن وحتى شهر كذا لأنَّني مشغول بـ (أمرٍ ما)”، أو “هذا لا يتناسب مع ما أرغب في فعله الآن، آسف”.

دعاني شخص بمستوى معين من الأهمية ذات يوم للانضمام إلى مجلس المستشارين، ومع أنَّني أردت رفض تلك الدعوة، فإنَّه لم يكن لدي سبب يبرر القيام بذلك، ولم يكن ذلك بسبب انشغالي بأمرٍ آخر؛ بل أردت ببساطة التركيز على عملي الخاص.

بعد شعوري بالقلق بشأن هذا الأمر لبضعة أيام، وكتابة رسالة بريد إلكتروني وإعادة تعديلها، قررت أن أكون صادقاً وأقول الحقيقة وهي أنَّ المشاركة في هذا الأمر ستشغلني عن مشاريعي الخاصة، ولن أرغب في المشاركة فيه إذا لم أستطع منحه 100% من اهتمامي، ثم نقرت على زر “إرسال”.

تلقيت الرد خلال يوم واحد؛ إذ أخبرني ذلك الشخص أنَّ رسالتي الإلكترونية أسعدته، وأنَّه تقبَّلها تماماً ولا داعي للقلق بشأنها على الإطلاق.

لا يكون لمخاوفنا في أحيان كثيرة بشأن الآخرين أساس من الصحة؛ لذا ركِّز على أن تكون صادقاً في ردك، دون كذب أو إعطاء الأعذار، فإذا كان الشخص الآخر متفهماً، سوف يفهم عذرك، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فمعنى ذلك أنَّ ما يتوقعه منك يفوق قدراتك في المقام الأول، ومن الأفضل ألا تثقل كاهلك بمثل هذه التوقعات.

3. ركِّز على الطلب وليس على الشخص:

كان أحد الأسباب الذي أدى إلى مواجهتي صعوبة في الرفض في الماضي هو أنَّني لم أرغب في رفض الشخص، فلم تكن أمي موجودة من أجلي عندما كنت طفلة، جعلني هذا الأمر أرغب في أن أساعد الآخرين وأقف إلى جانبهم، ومع ذلك كما ذكرت آنفاً، إنَّ قبولي لطلبات الجميع جعلني أشعر بالإرهاق، لقد كنت مُنهَكةً تماماً وبائسة.

عندما تعلمت الرفض، تعلَّمت التركيز على الطلب وليس على الشخص؛ أي بدلاً من الشعور بأنَّني مضطرةٌ لقول “نعم” بسبب خوفي من خذلان الشخص، تعلَّمت النظر في الطلب وتقييم ما إذا كان يتناسب مع خططي، فهل هذا شيء يمكنني فعله؟ وهل هذا شيء باستطاعتي القيام به الآن؟ وفي ضوء كل الأشياء الموجودة في قائمة مهامي، هل باستطاعتي القيام بذلك دون التضحية بواجباتي الأخرى؟

إذا كانت الإجابة عن كل تلك الأسئلة هي “لا”، سأرفض الطلب، الأمر لا يتعلق بالشخص، فالمسألة ليست شخصية؛ بل يتعلق ببساطة بالطلب نفسه، وأنَّه ليس شيئاً أستطيع تنفيذه في الوقت الحالي، وعندما تحلِّل الطلبات فقط، فإنَّك ترفض بموضوعية الطلبات التي لا تتوافق معك، مقابل إجبار نفسك على قول “نعم” لإسعاد الناس فقط.

4. كن إيجابياً:

لقد تعلَّمنا ربط الرفض بالسلبية، وأنَّ قول “لا” سيؤدي إلى حدوث نزاع، لكن من الممكن أن ترفض وتبقى محافظاً على علاقة متناغمة؛ فالأمر يتعلق بكيفية القيام بذلك.

بدايةً، توقف عن ربط الرفض بالسلبية، وحاول أن تدرك أنَّه جزء لا يتجزأ من التواصل البشري، فعندما ترى الرفض شيئاً سيئاً، سيكون ردك سلبياً عن غير قصد، لا داعي للشعور بالسوء أو الذنب أو القلق بشأن مشاعر الشخص الآخر؛ وهذا لا يعني أنَّك يجب أن تكون بلا لباقة في ردك، لكن يجب ألا تكون مهووساً بما يشعر به الآخرون.

بعد ذلك، عندما تقول “لا”، اشرح موقفك بهدوء، ودع الشخص يعرف أنَّك تقدِّر دعوته/ طلبه؛ لكنَّك لا تستطيع قبوله لسببٍ ما، فربما لديك أولويات عدة، أو لديك عمل ما، أو ببساطة ليس لديك وقت، وقد ترغب في المساعدة أو المشاركة إذا كان ذلك ممكناً، لكن هذا ليس شيئاً باستطاعتك القيام به الآن.

على الرَّغم من أنَّك ترفض طلب الشخص، احتفظ بالخيارات مفتوحة للمستقبل، ودع الشخص يعرف أنَّه يستطيع دائماً إعادة التواصل للالتقاء والتعاون ومناقشة الاحتمالات وما إلى ذلك.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح مهمة لتعيش بإيجابيّة في جميع الأوقات

 

5. أعطِ حلاً بديلاً:

هذا أمرٌ اختياري، لكن إذا كنت تعرف بديلاً فشاركه، على سبيل المثال إذا عرفت شخصاً يمكن أن يقدِّم المساعدة بدلاً عنك، فشاركه معلومات التواصل به (بإذن من الشخص بالطبع)، ويجب أن يتم ذلك فقط إذا عرفت بديلاً، وليس للتعويض عن عدم قبول الطلب، فأنت لست مسؤولاً عن إيجاد حلول بديلة للشخص الآخر.

6. لا تكن مسؤولاً عن مشاعر الآخرين:

يوجد سبب آخر كبير لتجنُّب الرفض في الماضي، وهو أنَّني لم أرغب في جعل الآخرين يشعرون بالسوء، فقد شعرت بالمسؤولية تجاه شعور الآخرين، ولم أرغب في أن يكونوا تعساء.

كانت النتيجة أنَّني ضحيت لأسعد الآخرين، فقد سهرتُ ليال كثيرة لوقت متأخر لأكمل عملي؛ إذ إنَّني وضعت احتياجات الآخرين أمام احتياجاتي، ولم يكن لدي وقت سوى في الليل لمتابعة مهامي الخاصة، وقد كان ذلك سيئاً لصحتي وسلامتي.

نحن نحتاج في مرحلة ما إلى رسم خط فاصل بين مساعدة الآخرين ومساعدة أنفسنا، ولكي نستطيع مساعدة الآخرين وخدمتهم، نحتاج إلى حماية صحتنا وسلامتنا؛ لذا لا تجعل نفسك مسؤولاً عن مشاعر الآخرين، خاصةً إذا كانوا يردون بسلبية على أسبابك الخاصة للرفض، ويتوقعون أنَّك يجب أن تكون إلى جانبهم، ولا يقبلون الرفض، فإذا قَبِل الشخص سبب رفضك، فهذا جيد وإذا لم يقبله، فلا تهتم بالأمر كثيراً، افعل ما تستطيع، ثم تابع حياتك إذا تجاوز الطلب ما يمكنك تقديمه.

7. كن جاهزاً لنسيان الأمر:

إذا كان الشخص لا يحترم احتياجاتك ويتوقع أنَّك يجب أن تقول “نعم” دائماً، فعليك إعادة تقييم العلاقة، فنحن نحاول في أحيان كثيرة الحفاظ على الانسجام بأي ثمن، ولهذا السبب نحب ألا نرفض، فنحن لا نريد نشوب أي خلافات؛ إذ يقول الناس “نعم” على الرَّغم من عدم تقبلهم للأمر، قبل إظهار الاستياء والتذمر من ذلك لاحقاً.

لكن عندما تستنزفك علاقة ما، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كان نوع التواصل هذا هو ما تريده؛ ففي العلاقة الصحية، يدعم الطرفان كلاهما بعضهما بعضاً، ولا يقتصر العطاء على أحد الطرفين، بينما يستمر الشخص الآخر في الطلب والأخذ دوماً.

العلاقات التي تستنزفني، هي تلك التي لا أكون فيها على طبيعتي؛ إذ يتوقع مني الطرف الآخر أن أقبل بكل شيء، ويستاء إذا رفضت، بالنسبة إلى مثل هذه العلاقات يكون الشخص الآخر غير سعيد لاحتمال وجود رفض، فلا يهم كيف تقول “لا” له؛ لأنَّه يتوقع القبول ببساطة.

إذا كنت تتعامل مع مثل هذا الشخص، فإنَّ السؤال المطروح لك هو، هل تستحق هذه العلاقة الحفاظ عليها؟

  • إذا كانت الإجابة “لا” فالأمر بسيط، تخلَّ عنه ببساطة.
  • إذا كانت هذه علاقة هامة بالنسبة إليك، فأخبر الشخص بهذه المشكلة.
  • من المحتمل أنَّه لا يعرف ما يفعله، وستنبهه المحادثة الصريحة والصادقة إلى ذلك.

لذا بدلاً من القلق بشأن قول “لا” لشخص لا يستطيع قبول هذا الرفض، وهي ليست المشكلة الحقيقية، فإنَّك تعالج المشكلة الجذرية، وهي أنَّك في علاقة؛ إذ يتوقع منك الطرف الآخر دائماً أن تكون مانحاً؛ لذا بقيامك بذلك أنت تزيل العلاقات السامة وغير الصحية من حياتك، أو تعزِّز علاقتك مع الشخص من خلال التكلم معه بصراحة، وحرية اختيار قبول طلبه أو رفضه، دون الشعور بالذنب أو الخوف أو التردد، وهو ما يجب أن يكون عليه الرفض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى