Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مهارات التواصل

6 نصائح مفيدة لتقديم النقد البنّاء (الجزء الثاني)


3. قدِّم تغذيةً راجعةً دقيقة:

كن دقيقاً في ملاحظاتك، كلما كان الشخص أكثر دقةً عند تقديم التغذية الراجعة، كانت الملاحظات أكثر قابليةً للتطبيق، فيما يأتي مثال على كل من التغذية الراجعة المُبهمة والدقيقة:

  • المُبهمة: “أتمنى لو أنَّك تستطيع كتابة بعض المقالات عن التواصل”.
  • الدقيقة: “لا أدري ما إذا كنت تحتاج إلى بعض الاقتراحات، لكن إذا احتجت إليها، فأتمنى أن تكتب بعض النصائح عن الخطابة”.

المثال الأول فضفاضٌ جداً؛ لأنَّ “التواصل” موضوع عام جداً ويحتوي على موضوعات فرعية عديدة مثل “بناء شبكة علاقات” و”لغة الجسد” و”المحادثات القصيرة” و”الخطابة”.

أما المثال الثاني فهو أكثر قابلية للتطبيق؛ لأنَّه دقيقٌ للغاية؛ إذ يخبرك على الفور أنَّه يوجد طلب على مقالات الخطابة، وعندها تستطيع التخطيط لمقال أو سلسلة من المقالات عن هذا الموضوع، ولا يوجد أي لبس.

لا يعني ذلك أنَّ التغذية الراجعة المُبهمَة غبيةٌ أو سيئة؛ لكنَّ التغذية الدقيقة تساعدك على فهم احتياجات الآخرين بسهولة أكبر، مما يسهل عليك تلبية طلباتهم، وينطبق الأمر نفسه عليك، فإذا أردت نتائج ملموسة، وإذا كنت تريد من الأشخاص مساعدتك بطريقة أكثر دقة، عليك مشاركة ملاحظاتٍ دقيقة ومحددة.

فيما يأتي مثالاً آخر: لنفترض أنَّك تقدم تغذية راجعةً على تقرير ما:

  • المُبهمة: “محاولةٌ جيدة، لكن لم يعجبني هذا التقرير، أظن أنَّك تستطيع تقديم أفضل من ذلك”، ليست هذه تغذية راجعة بنَّاءة على الإطلاق، ماذا تقصد بـ “لم يعجبك”؟ فالإعجاب شعورٌ شخصي، وما لم تُقيِّم التقرير وفق معايير موضوعية، يصعب على الشخص حل المشكلة.
  • الدقيقة: “محاولةٌ جيدة، لكن توجد بعض الأشياء التي تستطيع تحسينها، تحديداً التنسيق وملخص التقرير؛ فالتنسيق غير موحد؛ إذ توجد بعض الأجزاء مكتوبة بخطوطٍ مختلفة، في التقارير الرسمية من الأفضل توحيد الخط، وبالنسبة إلى ملخص التقرير، فإنَّ الأفكار جيدة؛ لكنَّها موجزةٌ للغاية، خاصة الفكرة الأولى والثالثة، ستحتاج الإدارة إلى مزيد من البيانات لإجراء تقييمها”، هكذا تقدم تغذيةً راجعة دقيقةً وجيدة؛ إذ تخبر المتلقي بالمشكلات الأساسية وسببها والأماكن المحددة التي تظهر فيها.

إليك كيفية جعل التغذية الراجعة دقيقةً؛ ومن ثَمَّ قابلة للتنفيذ:

  • ركِّز على النقاط الموضوعية أكثر من الآراء الشخصية، عندما تقول: “لم يعجبني ذلك”، فإنَّك لا تقدِّم أي مساعدة، بينما من المفيد ذكر الأشياء المحددة التي لم تعجبك.
  • قسِّم التغذية الراجعة إلى نقاط أساسية، لا تقدمها بوصفها كتلة واحدة كبيرة، قسِّمها إلى نقاط أساسية مختلفة، ثم قدِّم ملاحظاتك نقطة تلو الأخرى.
  • أعطِ أمثلة محددة لكل نقطة، ما هي المواقف أو الأمثلة الدقيقة التي تُبين السلوكات التي أبداها الشخص؟ لا حاجة إلى التركيز على كل مثال؛ إذ يكفي فقط الإشارة إلى مثالين لكل نقطة؛ فالغاية هنا هي توعية الشخص للأشياء التي قد يكون غافلاً عنها وتوضيح ما تقصده.

4. علِّق على الأشياء القابلة للتغيير:

إنَّ المغزى من تقديم التغذية الراجعة هو مساعدة الشخص على التحسن؛ لذلك ركِّز على الأشياء التي يستطيع الشخص أن يفعل شيئاً حيالها، بدلاً من الأشياء الخارجة عن إرادته؛ فالأول يجعل نقدك بنَّاءً؛ والثاني يُحبط الشخص لأنَّه لن يستطيع فعل أي شيء حيال هذه الأشياء حتى لو أراد ذلك، تستطيع التعليق على الأشياء الخارجة عن إرادته إذا كان ضرورياً جداً، لكن احرص على إعادة التركيز بسرعة إلى الأشياء التي يستطيع التحكم بها.

لنفترض على سبيل المثال أنَّ صديقتك تخوض مسابقةً غنائيةً ووصلت إلى النهائيات؛ فطلبت منك أن تقيِّم أداءها، هنا إذا أردت نقدها نقداً بنَّاءً، عليك التحدث عن أدائها العام، ونغمة صوتها ولغة جسدها وربما حتى الأغنية التي اختارتها.

إن قلت: “إنَّ صوتها أجشٌّ جداً”، فإنَّك لم تساعدها؛ أولاً لأنَّها استطاعت الوصول إلى النهائيات؛ لذا ليس صوتها مشكلةً حقيقية أصلاً، وثانياً إنَّه ليس شيئاً تستطيع تغييره، وثالثاً هذه التغذية الراجعة شخصيةٌ جداً، ويوجد أشخاص يحبون الأصوات الخشنة تماماً كما يفضل آخرون أنواعاً أخرى من الأصوات؛ لذا تستطيع الإشارة إلى الأشياء التي لا تعجبك، وجعلها مركز نقدك؛ لكنَّ ذلك ليس مفيداً لها على الأرجح.

في مثال آخر، لنفترض أنَّ صديقك افتتح مطعماً جديداً للتو، فوقَّع عقد إيجار لمدة 12 شهراً؛ لكنَّه يقع في منطقةٍ ذات حركة متوسطة، وقد اتصل بك كي يستشيرك بشأن تسويق مطعمه.

لن تفيده شيئاً إذا قلت: “غيِّر موقع المطعم”؛ لأنَّه قد وقَّع عقد الإيجار، يجب أن تشير إلى مشكلة الموقع وتوصي بأن يفكر في الأماكن ذات الحركة المرتفعة إذا كان باستطاعته تغيير الموقع؛ لكنَّ التركيز على انتقاد اختياره السيئ للموقع فحسب لن يساعده حقاً.

من المفيد من ناحيةٍ أخرى اقتراح بعض الأفكار التي تستطيع أن تخفف من مشكلة الموقع؛ إذ تتضمن الأفكار القابلة للتنفيذ دعوة الأشخاص الذين يدوِّنون عن الطعام لتذوق وجبات المطعم، والقيام بحملةٍ إعلامية وتقديم خصومات ترويجية، وإقامة حفلٍ صاخب لجذب الناس إلى المطعم ووضع إعلانات في المجلات.

حتى تعرف ما هو قابل وغير قابل للتنفيذ، يجب أن تكون متعاطفاً، فافهم موقف الشخص وأهدافه، ثم قدِّم نقدك بناءً على ذلك.

شاهد بالفيديو: كيف تتقبل النقد وتتعامل مع الانتقادات السلبية في العمل؟

 

5. قدِّم توصياتك عن كيفية التحسين:

بعد اتباع هذه النصائح، قدِّم توصيات بشأن ما يستطيع أن يفعله الشخص كي يتحسن.

أولاً، ستُلخِّص التوصيات نقدك تلخيصاً لطيفاً، فتختلف وجهات نظر كل شخص عن الآخر، مما يعني أنَّك تستطيع تفسير كل نقد بطرائق مختلفة؛ لذا فإنَّ التوصيات تعطي الشخص فكرةً واضحة عما يدور في ذهنك، ثانياً، تُحفز التوصيات بقوةٍ على العمل؛ إذ يُفضَّل أن يُطبِّق الشخص التوصيات، وليس أن يماطل.

يجب أن تكون دقيقاً في اقتراحاتك واشرح بإيجاز الأساس المنطقي لكل اقتراحٍ منها.

مثال: تقديم تغذيةٍ راجعة عن عرض تقديمي.

  • توصية ضعيفة: “العرض طويل جداً، اجعله أقصر”، ليس اقتراحاً مفيداً جداً؛ إذ يمكن تقليل مدة العرض بطرائق عدة، مثل تقليل عدد النقاط، وحذف بعض الأمثلة، والتحدث بسرعةٍ أكثر وما إلى ذلك، ماذا تعني بالضبط؟ كما ذُكِر آنفاً، حتى تُقدم نقداً بنَّاءً يجب أن تكون دقيقاً.
  • توصية جيدة: “بدلاً من إعطاء مثالين أو ثلاثة أمثلة لكل نقطة، الأمر الذي ينتقص من المسألة الأساسية، أعطِ مثالاً واحداً لكل نقطة، بهذه الطريقة يصبح العرض أكثر إيجازاً وتأثيراً، وعندها ستقصر مدة العرض بسهولة من 30 دقيقة إلى 20 دقيقة”؛ إنَّها توصيةٌ رائعة ومحددة، كما تُبين أيضاً الأساس المنطقي الذي يشرح وجهة نظرك للشخص.

6. لا تفترض شيئاً:

النصيحة الأخيرة لتقديم النقد البنَّاء هي ألا تفترض شيئاً، فعندما تريد النقد، يجب أن تنقد ما تعرفه حق المعرفة عن الشخص أو الموضوع، ولا حاجة إلى افتراض أي شيء؛ فهو لا يضع الشخص في موقفٍ سيئ فحسب؛ بل يضعك أنت أيضاً، خاصةً عندما يكون افتراضك خاطئاً.

فيما يأتي 3 أمثلة لإبراز الفرق بين الافتراض من جهة، والنقد أو التعليق من جهة أخرى:

المثال الأول عن الخطابة:

  • النقد: “كان الخطاب دون التوقعات، وقد بدا المتحدث متوتراً ولم يستطع أن يقود الجمهور”.
  • الافتراض: “لم يكن لديه أية خبرةٍ في الخطابة أبداً”، إنَّ هذا مجرد افتراض، وليس بالضرورة صحيحاً، قد يشعر الخطباء المخضرمون بالتوتر عند إلقاء الخطب، خاصةً في بيئة جديدة، إنَّه لمن الغرور الافتراض بأنَّ شخصاً ما لا يتمتع بأية خبرة في الخطابة لمجرد أنَّه يبدو متوتراً.

إقرأ أيضاً: فائدة المنتقدين ولماذا تحتاج إليهم

المثال الثاني عن اللكنات:

  • الملاحظة: “يتحدَّث هذا الشخص بلكنة غير مألوفةٍ لي”.
  • الافتراض: “لا يتحدث هذا الشخص لغتنا الأم”، ليس ذلك صحيحاً بالضرورة، لمجرد أنَّك لم تعرف اللكنة أو أنَّك لا تستطيع فهمها جيداً، لا يعني أنَّها ليست اللغة الأم للشخص؛ بل يعني فقط أنَّك لست على دراية بهذه اللكنة.

المثال الثالث عن سلوك شخص ما:

  • ملاحظة: “يبدو أنَّ الزميلة الجديدة تشعر بالقلق في حضور زملائها الذكور، تبدو متململةً وغير قادرةٍ على التعبير عن نفسها جيداً”.
  • الافتراض: “يبدو أنَّها نشأت بين الفتيات”، هذا أيضاً ليس صحيحاً بالضرورة؛ إذ يمكن لأي شخص أن يشعر ببعض القلق عند التعامل مع الجنس الآخر.

عندما تفترض شيئاً كما يقولون، فإنَّك تسيء لنفسك وللشخص الآخر أيضاً؛ لذا فإنَّ التحلي بالتواضع وتجنُّب الغطرسة ضروريٌّ لنجاح أي تواصل، وليس في توجيه النقد فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى