Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مهارات التواصل

6 نصائح مفيدة لتقديم النقد البنّاء (الجزء الأول)


يقول الشاعر “آرثر كريستوفر بنسون” (A. C. Benson): “نادراً ما يرفض الناس المساعدة إذا قدَّمها أحدهم بالطريقة المناسبة”.

إنَّ مشاركة التغذية الراجعة وتلقيها، سواء في العمل أم في العلاقات، هي جزءٌ لا يتجزأ من التحسين، إن كانت لديك أفكار من شأنها أن تُحسِّن شخصاً ما، فلا تخفِها؛ بل شارك نقدك مشاركة بنَّاءة.

بالطبع عليك مراعاة مشاعر الآخرين وأن تقدِّم ملاحظات عندما تشعر بأنَّ الشخص الآخر مستعد لتقبلها فقط، وخلاف ذلك يبدو أنَّك تفرض آراءك على الآخرين، خاصةً إذا أخبرتهم باستمرار بما يجب فعله دون أن يطلبوا رأيك.

إليك 6 نصائح تُساعد على تقديم نقدٍ بنَّاء مفيد للآخرين:

1. استخدم طريقة شطيرة التغذية الراجعة:

طريقة شطيرة التغذية الراجعة هي طريقة شائعة لتقديم النقد البنَّاء تُستخدَم غالباً في الشركات، ويجب تقسيم التغذية الراجعة وفقاً لهذه الطريقة إلى 3 أقسام:

  • تبدأ بالتركيز على نقاط القوة؛ أي ما الذي يعجبك في العنصر المعني؟
  • بعد ذلك، تقدِّم النقد وتتحدَّث عن الأشياء التي لا تعجبك، والمجالات التي تحتاج إلى التحسين.
  • تختتم تغذيتك الراجعة بتكرار التعليقات الإيجابية التي قدمتها في البداية، والحديث عن النتائج الإيجابية التي يمكن توقعها إذا أُجريت التغييرات بناءً على النقد.

يُطلق على هذه الطريقة اسم “شطيرة التغذية الراجعة”؛ لأنَّك تضع نقدك بين افتتاحية وخاتمة، بوصفها قطعة حلوى وُضِعت بين كعكتين.

إليك مثالاً على هذه الطريقة: تريد أن تنتقد الموقع الإلكتروني لشخصٍ ما، إليك كيفية استخدام هذا الأسلوب:

  • الطبقة الأولى: تتحدث عما يعجبك: “يا له من موقعٍ رائع، أحب التنسيق العام ومدى سهولة استخدامه، والتصميم لطيف ولائقٌ ويتوافق مع علامتك التجارية، إضافة إلى أنَّنا نستطيع الوصول إلى القائمة بسهولة ويسهُل الوصول إلى أقسام الموقع المختلفة، ولقد وجدت أنَّ مقطع الفيديو التقديمي كان مفيداً في إعطائي نظرة عامة على ما تفعله”.
  • الطبقة الثانية: تتحدث عن مجالات التحسين: “لكن أودُّ أنَّ أقترح شيئين يمكن أن يكونا أفضل؛ أولاً: يوجد محتوى كبير في الشريط الجانبي، مما يفسد تجربة الاستخدام، ربما يكفي أن يحتوي الشريط الجانبي على الأشياء الأساسية فقط، مما يُسهل تصفح الموقع، ثانياً: حجم الخط صغير جداً بالنسبة إلي، لقد وجدت صعوبة في القراءة والتحديق باستمرار”.
  • الطبقة الأخيرة: تكرر النقاط الإيجابية والنتائج الإيجابية المتوقعة عند العمل على مجالات التحسين: “إنَّه موقعٌ رائع، أعجبني كثيراً التصميم والتنسيق والفيديو التقديمي، وأظن أنَّه إذا استطعت تبسيط الشريط الجانبي وزيادة حجم الخط، فإنَّك ستقدِّم حقاً تجربة استخدام رائعة لأي زائر”.

تعد شطيرة التغذية الراجعة إطاراً جيداً لتقديم النقد البنَّاء؛ لأنَّك من خلال البدء بالتعليقات الإيجابية، فإنَّك تخبر المتلقي أنَّك في صفه وأنَّك لا تحاول الإساءة إليه، إنَّك تعترف أيضاً بالأشياء التي يقوم بها بطريقة صحيحة، بدلاً من الحديث عن المشكلات فقط، الأمر الذي قد يجعلك تبدو وقحاً، خاصةً إذا لم تعرفا بعضكما في البداية، بعد ذلك سيصبح المتلقي أكثر تقبُّلاً لنقدك.

بعد مشاركة الأشياء التي لا تعجبك أو التي تشعر بأنَّها تحتاج إلى التحسين، اختتم النقد بمزيد من النقاط الإيجابية، يساعد ذلك على إنهاء نقدك بنبرة إيجابية، بدلاً من إزعاج المتلقي، كما يذكِّره بما يفعله فعلاً صحيحاً، ويعزِّز فوائد الإجراءات التي يتخذها بناءً على نقدك.

هذه الطريقة هي الأنسب عندما توجه انتقادات لأشخاص لا تعرفهم أبداً أو تعرفهم قليلاً فقط، وإلا فقد تبدو عدوانياً ووقحاً للغاية إذا بدأت مباشرةً بالنقد، وبمرور الوقت، وبعد أن تبني الألفة مع المتلقي وبعد أن تصبح طريقة تفكيرك مألوفةً له، تستطيع البدء بالنقد مباشرة.

قد يكره بعض الأشخاص استخدام هذه الطريقة لأنَّهم يظنون أنَّه من السخف الثناء على الناس بقصد الثناء فقط؛ لكنَّ الهدف من هذا الأسوب ليس تقديم مدح كاذب أو خداع الناس.

غالباً ما يسارع الناس إلى الانتقاد أو الحكم أو حتى إذلال بعضهم، مما يقلِّل من شأن ما قام به الآخرون على نحوٍ جيد والجهود التي بذلوها في عملهم؛ لذا فإنَّ شطيرة التغذية الراجعة هي طريقةٌ رائعة لتكون كريم العواطف؛ وذلك لأنَّنا يجب علينا بكل تأكيدٍ دعم الناس في عملهم الشاق، وتساعد هذه الطريقة الشخص على معرفة الأشياء الصحيحة التي يقوم بها، وتُعدُّ أيضاً أساساً لمشاركة النقاط التي تحتاج إلى التحسين.

2. ركِّز على الموقف وليس الشخص:

يركِّز النقد البنَّاء على الموقف المَعني وليس الشخص، على سبيل المثال تقديم تغذية راجعة عن أسلوب العرض التقديمي لشخصٍ ما:

الطريقة السيئة: “إنَّك ممل حقاً، لقد واصلت الحديث عن نقطة معينة على الرَّغم من أنَّنا تجاوزنا الوقت المحدَّد، لقد جعلتني أشعر بالنعاس”، مع أنَّك ربما قلت ذلك بنوايا حسنة وترغب حقاً في مساعدة الشخص على التحسن، فإنَّ هذا ليس نقداً بنَّاء حقاً، إنَّه يبدو هجوماً شخصياً ويجعل الأمر يبدو كأنَّ الشخص بحد ذاته هو المشكلة.

الطريقة الجيدة: تحدَّث أولاً عن النقاط الجيدة (كما في النصيحة السابقة)، ثم انتقل إلى النقد كما يأتي: “ظننتُ أنَّ بعض النقاط نستطيع إيصالها بإيجازٍ أكبر، على سبيل المثال الوقت المخصص للعرض التقديمي هو 30 دقيقة؛ لكنَّنا استغرقنا أكثر من ذلك بـ 10 دقائق، وهو ثلث الوقت المحدَّد؛ لوجود 5 نقاط، فربما نستطيع تخصيص 5 دقائق لكل نقطة، وهو ما قد يستغرق 25 دقيقة مقابل 5 نقاط، ثم يتبقى 5 دقائق للخاتمة، وهذا سيجعل العرض التقديمي يسير بوتيرةٍ ملائمة”، هكذا نفصل بين الموقف والشخص، ونوجِّه النقد للموقف نفسه.

المثال الثاني: تقديم تغذيةٍ راجعة عن سمات الشخص

الطريقة السيئة: “إنَّك دائماً سلبي جداً، وإنَّ قضاء الوقت معك يستنزفني تماماً”، هذه التغذية الراجعة تمثل إساءةً شخصية، كما أنَّها لا تُخبر الشخص بما يمكنه فعله، وليست نقداً بنَّاء على الإطلاق.

الطريقة الجيدة: “أحياناً ما تؤذيني التعليقات التي تدلي بها؛ لأنَّها مهينة بعض الشيء على سبيل المثال في المرة الأخيرة التي قصصت فيها شَعري، قلت لي إنَّني أبدو قبيحاً جداً، لقد فاجأني ذلك وشعرت بإحباطٍ شديد”.

مع أنَّه من الصعب تقديم نقد بنَّاء عندما يتعلق الأمر بشخصية شخص ما، فإنَّك تستطيع القيام بذلك بنجاح من خلال فصل أفعال الشخص عن شخصيته، وهذا يُسهِّل عليك انتقاد السلوك دون الإساءة إلى الشخص المعني.

هكذا تُطبق هذه النصيحة:

  • افصل أولاً الموقف عن الشخص، فهذا الفصل أمر هام جداً، ركِّز على السلوك أو التصرف أو الموقف أو القضية المطروحة، بدلاً من التركيز على الشخص بحد ذاته.
  • علِّق على المشكلة وليس الشخص على سبيل المثال: “الملابس متسخة” وليس “إنَّك قذر”، أو “التقرير متأخر”، وليس “لقد تأخرت”، “الطعام سيئ”، وليس “إنَّك لا تجيد الطهو”.
  • لا تسئ مباشرةً للشخص، بعض التعليقات مثل: “لقد سئمتُ وتعبتُ جداً وتعبتُ من تصرفاتك”، أو “إنَّك غبي أو سلبي أو كسول أو غير منظم” تبدو بوصفها اتهامات، فابتعد عنها.
  • استخدم صيغة المبني للمجهول، فبدلاً من أن تقول: “لقد قدمت عرضاً تقديمياً سيئاً” قل: “كان العرض المُقدَّم سيئاً”، لاحظ أنَّ صيغة المبني للمجهول تحوِّل الانتباه بعيداً عن الشخص وتوجهه إلى الموضوع.
  • أخبر الشخص بتأثير الموقف فيك، بدلاً من الاستمرار في الحديث عن مدى سوء الأمر، أخبره كيف يؤثِّر فيك، يُحوِّل ذلك التركيز بعيداً عن الشخص ويوجهه إليك، مما يتيح للشخص بعض الوقت لتقييم الموقف، وتكوين فكرةً عن سبب انتقادك له.

ليس النقد البنَّاء متوقعاً فقط؛ بل مطلوبٌ أيضاً وواحد من أساسات النجاح؛ فقد تعرفنا في هذا الجزء إلى أول نصيحتين تساعدانك على تقديم نقدٍ بنَّاء قادرٍ على التأثير في الآخرين وتقديم مساعدة حقيقية لهم، فتابع القراءة في الجزء الثاني والأخير كي تطَّلع على ما تبقى من نصائح من شأنها أن ترتقي بالجميع إلى النجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى