Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة

مذكرات نجيب الريحاني.. كيف حكى الضاحك الباكي مواقف قللت من شأنه؟



نجيب الريحاني.. تمر اليوم الذكرى الـ 134 على ميلاد الضاحك الباكى، كما يطلق النقاد على الممثل الكبير الراحل نجيب الريحانى، والذى ولد فى القاهرة فى 21 يناير 1889، وهو أحد أساطير الكوميديا فى السينما المصرية، وواحد من رواد المسرح العربي الحديث، أسس فرقة نجيب الريحاني التى استقطب فيها عمالقة التمثيل، وخلال مشواره فى المسرح قدم ما يقرب من ثلاث وثلاثين مسرحية منها “مسرحية الجنيه المصرى عام 1931، الدنيا لما تضحك عام 1934، الستات ما يعرفوش يكدبوا.


 


نجيب الريحاني، واحد ممن كتبوا مذكراتهم، وتركوا لنا سيرتهم الذاتية، محملة بالكثير من الحكايات والكواليس، بعضها مضحك وبعضها مبكي، تماما كحال صاحبها الذى اشتهر باسم “الضاحك الباكي” تعبيرا عن أدائه العظيم وقدرته على البكاء والضحك وإيصال كل دور يقدمه بمشاعر صادقة، جعلته واحدا من عظماء الفن المصري والعربي.


 


لكن ما الذى دفع نجيب الريحاني إلى كتابة مذكراته، وكيف حكى تلك المواقف التى قد تقلل من شأنه، وهل حاول مواربة تلك المواقف أم حكاها كلها بشجاعة ووضوح كما اعتاد جمهوره في حياته.


يقول نجيب الريحاني فى مقدمة مذكراته:


قبل أن أسمح لنفسي بنشر مذكراتي، فكرت فى الأمر كثيرًا، لا لشيء إلا لأنني خلقت صريحا، لا أخشى اللوم في الحق، ولا أميل إلى المواربة والمداراة. فهل يا ترى أظل فيما أكتب متحليا بهذه الخليقة؟ أم يدفعني ما درج الناس عليه من مجاملة إلى المواجهة والتهرب؟


 


ذلك هو موضع التفكير الذى لازمني قبل أن أخط في مذكراتي حرفا واحدا. أما وقد ارتضيت، فقد آليت على نفسي أن أملي الواقع مهما حاقت بي مرارته، وأسجل الحقائق مهما كان فيها من ألم ينالني قبل أن ينال غيري ممن جمعتني بهم أية جامعة، وربطتني بهم أقل رابطة.


 


ومضيت في مذكراتي على هذه الوتيرة، فإذا بي أشعر في دخيلة نفسي أنني أؤدي واجبا مفروضا، هو في الحقيقة تسجيل صحيح لناحية من نواحي تاريخ الفن في بلادنا العزيزة، وأصارح القراء الأفاضل بأنني كنت كلما سردت واقعة فيها ما يشعر بالإقلال من شأني، كنت أحس السعادة الحقة في هذه الآونة، سعادة الرجل الصادق المؤمن حين يقف أمام منصة القضاء فيدلي بشهادته الصحيحة، ويغادر المكان مستريح الضمير، ناعم البال، هادئ البلبال.


 


على أنني في مذكراتي هذه تناولت الكثيرين بما قد لا يرضيهم، ولكن أحدا لا يستطيع أن يناقضني في حرف واحد مما أثبت هنا، لأنه إن حاول أن يفعل، وقفت الحقائق حائلا بينه وبين ما يريد.


 


فهناك الزميل القديم علي يوسف مثلا … لقد شرحت الكثير مما كان بيني وبينه من مواقع حربية في ميدان الغرام والهيام، وكذلك الحال مع السيدة (ص. ق) التي بلغ تنازعنا عليها حد شك المقالب، وتدبير الفصول الساخنة … كل ما ذكرته عنهما حقائق صادقة.


 


ولعل بعض من تحدثت عنهن قد يسوءهن أن أكشف عن حقيقة رابطتهن الأولى بالمسرح بعد أن أصبحن في سمائه كواكب لامعة. وقد سبق لهن أن تحدثن إلى الصحف كثيرا، وشرحن تاريخ حياتهن كثيرا، ودبجن المقالات كثيرا، فشرحت كل منهن كيف كانت تمثل أمام المرآة، وكيف شغفت بالتمثيل منذ الصغر، وكيف عشقت الفن لذاته … وكيف، وكيف مما لست أذكره، ولكن هل ذكرت في أحاديثها — ولو من باب تقرير الواقع (وبلاش المجاملة حتى) — شيئا عن كيف تقف على المسرح، وكيف تنطق أبجديته؟ أبدا … وكأنه من العار عليها إذا اعترفت بأنها كانت ممثلة في فرقة الريحاني … (وبلاش) مبتدئات يا سيدي!!


 


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى