كيف تتحدث إلى الغرباء وتتجنب الإحراج؟ (الجزء الأول)
كل شخص لديه مخاوف بشأن التحدث إلى أشخاص جدد؛ لكنَّ البيانات تظهر أنَّ معظم الناس يبالغون في تقدير مدى شعورهم بالإحراج عند التحدث مع الغرباء، وقد يكون التقرب منهم أمراً مخيفاً ومقلقاً بعض الشيء، لكن مع القليل من الممارسة وبعض النصائح، يمكنك مقابلة أصدقاء جدد في كل فرصة.
إليك كيفية بدء محادثة ممتعة مع شخص غريب وترك انطباع أول رائع:
أساسيات التحدُّث مع الغرباء:
يبدأ التحدث مع الغرباء بتغيير في طريقة التفكير؛ فمن الضروري أن تتقبل الخروج من منطقة راحتك ومشاركة شخصيتك الفريدة مع شخص جديد لا يعرف شيئاً عنك، لكن عليك التخلص من بعض معلوماتك السابقة للتحدث مع شخص غريب، وإذا كنت على استعداد لتحمل القليل من الانزعاج فقد تكون الفوائد المحتملة للتحدث مع الغرباء ضخمة:
- الشعور برابط إنسانيٍّ أعمق.
- التدرب على مهارات المحادثة في بيئة مريحة نسبياً.
- تعلم كيفية قراءة أفكار الناس.
- فهم كيف ينظر الناس إليك في المواقف المختلفة.
- التعرف إلى مجموعة متنوعة من وجهات النظر.
- الخروج من منطقة راحتك.
- توسيع شبكة معارفك في مجال عملك.
- إمكانية تكوين صداقات جديدة.
قبل مناقشة كيفية التحدث إلى الغرباء من المفيد فهم الأساسيات الثلاثة المتعلقة بالتحدث إلى الغرباء؛ وهي لماذا، وأين، ومتى يمكنك فعل ذلك؟
1. السبب: اكتشف سبب رغبتك في التحدث إلى الغرباء في المقام الأول:
حدِّد هدفك من الاقتراب من الغرباء في بيئات مختلفة:
- هل تبحث عن صداقات جديدة؟
- هل تقوي مهارات التعامل مع الناس أو تحاول التغلب على خجلك؟
- هل تريد أن تكتسب مزيداً من الثقة في الحفلات وفعاليات التواصل؟
- هل تبحث عن علاقاتٍ إنسانيَّةٍ أعمق؟
هذه كلها أسباب وجيهة لبدء محادثة مع شخص لا تعرفه، وستؤثِّر دوافعك بطبيعتها في أسلوبك في كل تفاعل؛ على سبيل المثال إذا كنت تبحث عن صداقات أو فرص للتواصل فقد ترغب في بذل جهد لتبادل معلومات الاتصال في نهاية التفاعل، من ناحية أخرى إذا كنت تمارس مهارات التعامل مع الأشخاص أو تبحث فقط عن طريقة لتمضية الوقت، فمن المحتمل أن تكون مهتماً أكثر بمحادثة شائقة.
الإجراء: عند بدء المحادثة استعد لتبادل معلومات حسابات وسائل التواصل الاجتماعي أو بطاقة عمل لتبادل معلومات التواصل بسهولة مع الغرباء الذين تشعر برابط معهم.
2. المكان: اذهب إلى الأماكن الصحيحة للتحدث مع الغرباء:
إحصائياً من غير المحتمل أن تجري محادثة جيدة مع عامل التوصيل عند باب منزلك، يجب عليك الذهاب إلى الأماكن العامة للبحث عن أشخاص قد يكونون مستعدين للدردشة.
بعض الأماكن الرائعة للعثور على الغرباء للتحدث معهم:
- المقاهي.
- الحدائق العامة والملاعب أو مناطق الترفيه.
- الشواطئ أو الأنهار أو البحيرات.
- أماكن التجمع؛ مثل طاولات النزهة والساحات المفتوحة.
- طابور الانتظار؛ مثل محل بقالة أو متجر صغير أو مقهى.
- الكافيتريات أو مناطق الأكل العامة.
- غرفة الاستراحة في العمل أو المدرسة.
- الحفلات.
- المؤتمرات والفعاليات.
- المتاجر أو مراكز التسوق.
- المطارات والطائرات.
من ناحية أخرى تشمل بعض الأماكن غير المناسبة للتحدث مع الغرباء غرف تبديل الملابس، أو الأماكن الهادئة مثل المكتبات أو المكاتب؛ إذ يركز الناس على عملهم.
3. الوقت: استخدم لغة الجسد لمعرفة متى يمكنك بدء محادثة مع شخص غريب:
فكِّر في وقت حاول فيه شخص غريب الأطوار التحدث معك، ما الذي جعلك تشعر بأنَّه غريب الأطوار؟ هل كان شكله غريباً؟ أو كان لديك شعور سلبي تجاهه؟ أو أنَّه كان يحاول فقط بدء محادثة في مكان أو لحظة غير مناسبة؟
يُعدُّ تعلم قراءة لغة الجسد مهارة أساسية لأيِّ تفاعل اجتماعي؛ لكنَّها ضرورية خاصة عندما تقترب من الغرباء.
قد تتضمن العلامات الرئيسة التي تدل على رغبة شخص ما في التفاعل معك ما يأتي:
- النظر إليك.
- الابتسام لك.
- فتح الذراعين أو إمكانية رؤية أيديه.
- الاسترخاء.
- جذعهم أو أقدامهم موجهة نحوك.
- ليس مشغولاً بأي مهمة أو محادثة أخرى.
- دعوتك بوضوح للجلوس بجانبه.
إذا كان شخص ما لا يريد التحدث فقد يستخدم إشارات لغة الجسد هذه:
- تجنب النظر إليك.
- تكتيف الذراعين.
- التوتر في عضلات الفك أو الأكتاف.
- عقد الحواجب أو العبوس.
- الرقبة المتشنجة.
- وجود سماعات في آذانه.
- تركيزه على هاتفه أو كتاب.
- جذعه موجهة بعيداً عنك.
قد لا يكون من المناسب الاقتراب من شخص غريب عند تناوله الطعام أو تحدثه إلى شخص آخر أو انشغاله بشيء ما؛ فالرفض جزء من التحدث إلى الغرباء، ومن الضروري عدم أخذ الأمر على محمل شخصي.
شاهد بالفيديو: كيف تتحدث مع الغرباء دون الشعور بالإحراج؟
كيف تعامل شخصاً غريباً دون الشعور بالإحراج؟
تعلم قراءة لغة الجسد، كما أنَّ تعديل لغتك هو سر معاملة الغرباء دون أن تبدو أو تشعر كأنَّك غريب الأطوار، وقد يكون التقرب من شخص لا تعرفه أمراً موتراً، لكن يمكنك اتخاذ بعض الخطوات البسيطة لتكون أكثر وداً حتى تشعر أنت والشخص الآخر براحة أكبر.
الخطوة 1، البدء بالتواصل البصري:
وجد الباحثون أنَّ إفراز مادة الأوكسيتوسين (oxytocin) يزداد خلال التواصل البصري؛ ممَّا يعزز ثقة أكبر بين شخصين غريبين؛ لذا عندما تلاحظ شخصاً قد ترغب في التحدث إليه، ابدأ بالتواصل البصري معه.
حاول تحقيق توازن بين تحريك عينيك دون النظر إلى الشخص الآخر مباشرة والتحديق لفترة متواصلة لا تزيد عن 5 ثوانٍ.
نصيحة 1: 3-5 ثوان من النظر باتجاه شخص كافية لإظهار اهتمامك، إذا رفع شخص ما حواجبه فقد يشير ذلك إلى أنَّه مهتم بالتحدث معك.
قد يجعل التواصل البصري الطويل بعض الناس يشعرون بعدم الارتياح؛ لذا إذا أدار شخص ما نظره بعيداً أو تجنب التواصل البصري تماماً فقد تكون هذه أول علامة على عدم رغبته في التحدث.
نصيحة 2: إذا كنت ترتدي نظارة شمسية أو قبعة تخفي عينيك فاخلعها عندما تريد مقابلة شخص ما، كما يمكن أن يجعلك كشف رأسك ووجهك تبدو ودوداً أكثر.
الخطوة 2، الابتسام بحرارة:
في حين تستعد للاقتراب من شخص غريب تأكد من أن تبتسم ابتسامة دافئة وصادقة، لكن تذكر أنَّ الابتسام فن؛ فإذا ابتسمت بسرعة كبيرة ثم تلاشت تعبيرات وجهك في غضون ثوانٍ قليلة قد تبدو مزيفاً أو غير مهتم، وإذا كنت تبتسم بفك مشدود وخدين مشدودتين فقد تبدو كأنَّك تشعر بالحرج أو عدم الارتياح.
تشمل صفات الابتسامة المريحة والحقيقية ما يأتي:
- شفاه مسترخية.
- الوجه يميل قليلاً إلى الأمام.
- الخدان مرفوعان، لكن مسترخيتان.
- عينان مغمضتان قليلاً.
نصيحة 1: إذا كنت تشعر بالتوتر حيال الابتسام لشخص غريب ففكِّر في شيء مألوف يجلب لك السعادة، سيساعدك ذلك لتبدو ابتسامتك أكثر صدقاً وودية.
نصيحة 2: إذا بادلك شخص غريب الابتسامة فقد تكون هذه علامة على أنَّه لن يمانع تحدثك معه.
الخطوة 3، وضع يديك بمكان يستطيع الشخص الآخر رؤيتهما:
وجدت الاستطلاعات أنَّ الناس ينظرون إلى الآخرين على أنَّهم أكثر جدارة بالثقة عندما يرون أيديهم، ومن هذا المنطلق قد يؤدي إخفاء يديك خلف ظهرك أو في جيوبك أو عقد ذراعيك إلى إعطاء إشارات سلبية من حيث لغة الجسد تبدو دفاعية أو غير ودودة.
هذا هو السبب في أنَّه من الهام جداً وضع يديك بمكان يستطيع الشخص الآخر رؤيتهما وإبقاءهما مسترخيتين إلى جانبك أو مد يدك للمصافحة، هكذا تبدو شخصاً لطيفاً.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن العناصر الأساسية للتحدث مع الغرباء، و3 خطوات للتعامل مع شخص غريب دون الشعور بالإحراج، وسنكمل حديثنا في الجزء الثاني والأخير عن 9 نصائح لبدء وإجراء محادثة مع شخص غريب وكيفية ترك انطباع أول جيد.
