Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة

قصة “سره الباتع” لـ يوسف إدريس.. الجزء الثامن



سره الباتع .. قصة للكاتب الكبير يوسف إدريس، تحولت إلى مسلسل للمخرج خالد يوسف بعد مرور 65 عامًا على صدورها ضمن مسلسلات رمضان 2023، وتزامنًا مع عرض مسلسل سره الباتع، ينشر “اليوم السابع” قصة “سره الباتع” التى نشرت لأول مرة عام 1958 ضمن مجموعة قصصية بعنوان “حادثة شرف”.


سره الباتع لـ يوسف إدريس.. الجزء الثامن

والواقع أني لم أكن في شغف شديد لقراءة الصفحات، كانتْ حالتي أقرب ما تكون إلى الذهول، لم يكن ذهول الدهشة، ولكنَّه ذهول الاطمئنان، فأنا لم أُصارِح أحدًا برأيي هذا، ولكني كنتُ كثيرًا ما أفكِّر فيه، كنتُ أحيانًا ينتابني خوفٌ من نوعٍ ما، خوفٌ أن أكون قد ضخَّمتُ الموضوع أكثر ممَّا هو في الواقع، خوف أن يثبت لي في النهاية أنَّ السلطان حامد هذا ليس له لغز ولا مشكلة، وأنني أنا الذي صنعتُ اللغز وخلَقْتُ الإشكال، وممكن أن لا يثبت أن هناك سِرًّا وراءه ولا يحزنون.
 


ولو حدث هذا كنتُ أُصِبْتُ حقيقة بالذهول.

 


لحظتَها كنت أحسُّ براحةٍ غريبة، راحةٍ تمنعني عن الحركة وحتى عن محاولة معرفة الحل، وكأنَّه كان يكفيني أن أعرف وأتأكَّد أنَّ هناك حقيقةً سِرًّا، راحة مضتْ تدفعني إلى أن أفكر في أي شيء إلَّا التفكير في تصفُّح الأوراق.


وخطَرَتْ لي شطانوف، لماذا لم أتذكَّر أنَّ جدي الأكبر طالَمَا حدَّثني عنها، وطالَمَا ذكَّرني أن لنا هناك أقرباء، وأنَّ جدي الأعلى غادَرَها في أيام القحط، واستقرَّ في بلدنا، ولماذا لا يكون السلطان حامد قد أقام فترة في شطانوف في الزمن القديم، ولماذا لا أكون من أحفاده؟!


وقلتُ أرحَمُ نفسي وأقرأ الخطاب.

 


ولكنِّي وجدتُ الصفحات مكتوبةً بالفرنسية وأنَّ محصولي فيها ضعيف؛ ولذا أسرعتُ إلى أحد الأصدقاء الضليعين فيها، واشتركنا في ترجمته، وهكذا كانت بدايته:


الخطاب رقم 10


هذا هو الخطاب الأخير في المجموعة، وإنْ كان بعض الناس يعتقدون أنه لم يكن الأخير، وأنَّ الأستاذ كليمان أرسل بعده خطابًا إلى صديقه المسيو دي روان ولكن الصديق مزَّقَه عقب قراءته لسبب لا يزال مجهولًا.


أمَّا مصير روجيه كليمان بعد كتابته هذا الخطاب فليس معروفًا على وجه الدقة، ومع أنَّ بعض الثقات يؤكِّدون أنَّه عاد إلى فرنسا في أُخْرَيات أيامه حيث وافاه الأجل، فإنني شخصيًّا ضد هذا الرأي.


س. مارتان


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى