6 أخطاء يقترفها الجميع خلال محادثاتهم
فيما يأتي 6 أخطاء يقترفها الجميع دون استثناء خلال محادثاتهم:
1. كلمات الحشو:
مثال (1):
قبل أيام، حدث معي، هممم، كما تعلم، عندما تكون في خضم محادثة، وأنت تبذل ما بوسعك لتقول شيئاً؛ لكنَّك تعجز عن الكلام، لا أعرف كيف أصف الموقف؛ لكنَّني شعرت بأنَّ الكلمات غابت عن ذهني.
مثال (2):
لم أستطع أن أتحدث ذلك اليوم؛ إذ لم يتبادر إلى ذهني أي كلام لأقوله.
مثال (3):
أجريت محادثة مع عميل محتمل الأسبوع الماضي؛ لكنَّ أفكاري لم تسعفني ولم أستطع أن أبوح ببنت شفة.
يتضح ممَّا سبق أنَّ المثال الثالث هو الأبلغ، والأكثر ترابطاً، وقدرةً على لفت انتباه الطرف المقابل، ويستحيل أن تنجح في عالم الأعمال وتعقد صفقات إذا كنت تتحدث كالمثال الأول؛ لأنَّه يفتقر إلى الترابط والاتساق، ومليء بكلمات الحشو التي توحي بالتردد وتجعل المستمع يفقد اهتمامه بالحديث.
لقد اختُصِر عدد من كلمات الحشو في المثال الثاني مثل: “هممم”، و”كما تعلم”، وغيرها من العبارات الزائدة التي لا تخدم سياق الحديث، ويقدم المثال الثالث معلومات محددة ومباشرة بأسلوب واضح وبليغ، وتبقى الحوارات الإنسانية المباشرة عالقة في الذاكرة عندما تكون محددة وواضحة.
لو أنَّ الرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد ريغان” (Ronald Reagan) قال في خطابه عن “جدار برلين” (Berlin Wall): “لا داعي لأن يبقى الجدار موجوداً بعد الآن؛ بل يجب أن نتخلص منه بسرعة”، لما كان قصده واضحاً؛ لكنَّه دعا رئيس الدولة في الاتحاد السوفيتي “ميخائيل غورباتشوف” (Mikhail Gorbachev) بصراحة إلى هدم الجدار، قائلاً: “اهدم هذا الجدار”.
توجد 3 طرائق فاعلة للتخلص من كلمات الحشو؛ تقتضي الأولى أن تسجِّل صوتك خلال الحديث باستخدام تطبيقات هاتفك الذكي، وتبدأ بعد ذلك مرحلة تحليل الكلام، ومناقشة الأسئلة الآتية: كيف كان بإمكانك أن تطرح فكرتك باقتضاب وبلاغة؟ هل يُحبَّذ أن تكتفي بالصمت بدلاً من أن تملأه بكلمة “هممم”؟
قد تلاحظ في بعض الأحيان أنَّك تكثر من استخدام كلمات معينة؛ ولتكن كلمة “تماماً” مثلاً، وتتطلب الطريقة الثانية للتخلص من كلمات الحشو الاستعانة بصديق، فيقوم صديقك خلال المحادثة باستخدام أداة تصدر أصوات مزعجة، بحيث يقوم بتشغيل الأداة كلما قلت كلمة حشو لا داعي لها، ستنزعج بدورك من الصوت وتحذف الكلمة وتغير أسلوب كلامك.
تقتضي الطريقة الثالثة كتابة الحديث وإجراء التعديلات عليه، من خلال مناقشة الأسئلة الآتية: “كيف يمكن اختصار هذه العبارة؟ هل يمكن الاستعاضة عن الجمل الطويلة بكلمة أو كلمتين؟”.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات سهلة لخوض نقاش واعٍ
يمكنك أن تغير أسلوب كلامك من خلال العمل على تحسين مهاراتك في الكتابة، وستتعجب عند تطبيق هذه الطريقة من قدرتك على انتقاء وتوظيف المفردات، وإيصال الأفكار بأسلوب مقتضب ومترابط منطقياً، كما يختلف أسلوب الكتابة عن الكلام الشفوي؛ لكنَّ كل واحد منهما يؤثر في الآخر.
2. التحدث على نحو متقطع:
تبرز هذه المشكلة بصورة واضحة في برامج تحويل النص المكتوب إلى كلام مسموع، ويسبب أسلوب الكلام المتقطع شعوراً بعدم الراحة والانزعاج لدى المستمع، بالمقارنة مع أنماط الكلام الإيقاعية المضبوطة، ويقتضي تصويب هذا الخطأ استخدام طريقة تُسمَّى “الربط”، والرابط هو طريقة لفظ تقابل الكتابة بالحروف الموصولة في اللغة الإنجليزية، وتربط الكلمات مع بعضها أيضاً، فتسهم هذه الطريقة في جعل الخطاب طليقاً ومتسقاً من حيث الإيقاع.
جرب أن تقول العبارة الآتية مع التشديد على كل مقطع صوتي، والفصل ما بين الكلمات بفترات صمت قصيرة، ثمَّ استمع إلى إيقاع كلامك: “لقد ذهبتُ إلى النادي الرياضي ذاك اليوم، وتمرنت على نحوٍ جيد”.
يناقض الكلام بهذه الطريقة تقنية الربط، ويحدث عندما يشدد المتكلم على كل مقطع صوتي ينطقه، وهو خطأ شائع يقترفه الخبراء أيضاً.
يمكن أن يكون أسلوب الكلام المتقطع فاعلاً ومؤثراً في بعض الحالات، ويقوم المتحدث البارع باستخدام الصمت بين الكلمات، والتشديد على المقاطع الصوتية بغرض التأكيد على فكرة معينة يود إيصالها إلى المستمع، كما يتطلب الحديث السلس والمتناغم استخدام تقنية الربط في أنماط الكلام الاعتيادية التلقائية، والآن حاول أن تنطق العبارة نفسها مع الحرص على دمج الكلمات مع بعضها بحيث تصبح الجملة كلمة واحدة طويلة على النحو الآتي:
“لقد-ذهبت-إلى-النادي-الرياضي-ذاك-اليوم، وتمرنت على نحو جيد”.
يحتجُّ بعضهم بأنَّ أسلوب الكلام هذا غير مترابط وليس متين البنية، وهذه حجة واهية؛ لأنَّ ربط الكلمات يجعل الخطاب طليقاً ومريحاً بالنسبة إلى المستمع، وإنَّك ستكتشف أنَّ المتحدثين المفضلين بالنسبة إليك يتبعون هذه الطريقة في الكلام.
3. التحدث بسرعة:
قد تحتج بأنَّك لا تتحدث بسرعة خلال تواصلك مع الآخرين، وقد يكون هذا صحيحاً؛ لكنَّك على الأرجح تزيد من سرعة كلامك في بعض الأوقات دون وجود أي مبرر منطقي لهذه العجلة، فيتحدث الإنسان بسرعة عندما يكون متحمساً أو غاضباً، وقد يكون بعضهم معتاداً التحدث بسرعة بصورة تلقائية، وقد أثبتت الدراسات ارتباط معدلات الذكاء المرتفع مع التحدث بسرعة، وكثيراً ما يرتبك المستمع ويسيء فهم المتحدث السريع؛ بسبب صعوبة التقاط كلامه واستيعابه، كما يمكن أن يتلعثم المتحدث أيضاً نتيجة العجلة، ويمكنك أن تكتشف مثل هذه العادات من خلال استخدام تطبيقات تسجيل الصوت.
يمكنك أن تضبط سرعة كلامك من خلال تطبيق بعض التقنيات؛ كأن تتنفس بعمق قبل كل جملة، وتذكِّر نفسك بضرورة التريث وإبطاء الكلام طوال الوقت، كما تصبح العملية أسهل عندما تضع في حسبانك أنَّ المستمع مهتم بشخصيتك وبالكلام الذي تعتزم طرحه؛ لذا فلا داعي للعجلة وإنهاء الحديث بسرعة.
4. استخدام لغة جسد مغلقة:
يدرك معظم الأفراد الفرق بين لغة الجسد المفتوحة والمغلقة، وتراهم على الرغم من ذلك يستخدمون المغلقة في المواقف التي تتطلب لغة جسد مفتوحة، وتقتضي لغة الجسد المفتوحة استخدام إشارات، ونظرات، وحركات ودية تشجع الطرف الآخر على إجراء محادثة معك، وتشمل وضع الذراعين على جانبي الجسد، وفتح راحتي اليدين، والجلوس بمواجهة الطرف الآخر مع المحافظة على أصابع القدم باتجاهه أو نحو الخارج، إنَّ حركة الاستسلام المتعارف عليها عالمياً “رفع اليدين إلى الأعلى وتوجيه راحتي اليدين إلى الأمام” تُعَدُّ لغة جسد مفتوحة.
تأتي خصائص لغة الجسد المغلقة على النقيض تماماً من نظيرتها المفتوحة، الأمر الذي يمنع الطرف الآخر من فتح حديث معك، وتبرز إشارات التواصل غير الكلامي في هذه الحالة في السلوكات العدائية، وتشمل شبك الذراعين والساقين، وإغلاق القبضتين، وتُبادَل الأفكار خلال عمليات التواصل، وتؤدي التصورات النمطية السابقة إلى التحفظ والانغلاق في بعض الأحيان، كما يؤدي خلافك مع أحدهم إلى التحفظ والنفور بصورة غريزية؛ فتعبِّر عن هذا النفور من خلال إغلاق عينيك، أو تجنب النظر إلى وجه الطرف المقابل، أو شبك الذراعين، ويميل الفرد إلى استخدام لغة جسد مفتوحة عندما يود مِن الطرف الآخر أن يستمع إليه، ويتفهمه، ويُصادقه.
تعبِّر أجزاء الجسد الرئيسة عن انفتاح الفرد أو انغلاقه؛ وبناءً على ما سبق يُستحسَن أن تدرس وضعية جسدك بأكمله خلال محادثاتك، وتحدد ما إذا كانت الأجزاء الرئيسة مفتوحة أو مغلقة، كما يجب أن تتمرن على مراقبة جسدك طوال الوقت، وتركز انتباهك على الذراعين وتعبيرات الوجه.
5. اختلاف الآراء:
يمكن عدُّ اختلاف الآراء من الأخطاء الجدلية ضمن سياق المحادثات الاجتماعية اليومية مع أشخاص بالكاد تعرفهم، ولن تستفيد من اتفاقهم معك بشيء، ولا تكون اختلافات وجهات النظر أمراً بغيضاً في بعض الحالات؛ فقد أجرى باحثان من جامعتي “بنسلفانيا” (University of Pennsylvania)، و”كورنيل” (Cornell University) بحثاً علمياً تحت عنوان “الطبيعة الديناميكية للنزاع” (The Dynamic Nature of Conflict)، واستنتجا أنَّ أداء المجموعات الشريكة في النزاعات المرتبطة بالمهام وإجراءات العمل هو أفضل من أداء الأطراف المتنازعة ضمن سياق العلاقات الشخصية؛ ما يعني أنَّ النزاعات تحفز عمليات الإبداع، والتعلم، والتطور، وهي أمور ليس لها داعٍ في المحادثات الاجتماعية، ومعظم الأفراد ينفرون منها.
قد ينفر منك الآخرون عندما تصوِّب وجهات نظرهم الخاطئة باستخدام عبارات من قبيل: “أنا أخالفك الرأي”، أو “أنا أتفهم وجهة نظرك، ولكن…”، فتدل كلمة “ولكن” على أنَّك تعارض الطرف الآخر.
لا ترتبط الخلافات بالمشاحنات اللفظية وحسب؛ بل إنَّها تعمل على المستوى النفسي أيضاً، فثمة عقلية معينة تفرض على المرء نزعة تصويب أخطاء الآخرين التي لا تؤثر فيه ولا في العالم من حوله؛ بل هي تُعَدُّ إحدى أنواع الصراعات الاجتماعية التي يحاول أحد الأطراف المنخرطين فيها إثبات تفوقه على باقي الجماعة، كما تشير الملاحظات إلى أنَّ تصويب خطأ شخص غريب يدفعه إلى التمسك بوجهات نظره الأساسية رغبةً منه بالحفاظ على مشاعر القيمة الذاتية المتبقية.
لنفترض أنَّك قلت لمقدمة البرامج الحوارية الأمريكية “أوبرا وينفري” (Oprah Winfrey) الفكرة الآتية: “أظنُّ أنَّ النساء سيكنَّ قادرات على الإنجاب يوماً ما”، فإنَّها لن تجادلك بحقيقة عدد النساء اللاتي يلدن مع مرور كل ثانية حول العالم؛ بل إنَّها ستقول على الأرجح كلاماً من قبيل: “هذا مثير للاهتمام”، وتنتقل إلى موضوع آخر، أو أنَّها ستطرح عليك السؤال الآتي: “لمَ تقول مثل هذا الأمر؟”.
عندما تختلف بالرأي مع أحد الأشخاص حاول أن تكتشف مزيداً من المعلومات عن الأسباب الكامنة خلف وجهات نظرهم أو غيِّر الموضوع؛ فلا داعي لأن تكمل الحديث إذا كنت لا تتقبل وجهات نظرهم على الإطلاق؛ بل يجب أن تأخذ الموقف بروح رياضية وتبحث عن أشخاص يشاطرونك أفكارك ووجهات نظرك.
6. الافتقار إلى موضوعات تطرحها في أثناء الحوار:
من الطبيعي ألَّا يجد الفرد ما يتحدث عنه حتى لو كان خبيراً، لا سيما خلال التواصل مع شخص لا يعرفه، كما يتعرض الجميع بلا استثناء خلال المحادثات للصمت المحرج وعدم قدرتهم على استهلال الحديث وإيجاد موضوع للنقاش.
تشمل موضوعات المحادثات القيِّمة الاستفسار عن أحوال الطرف المقابل، أو الأخبار، أو طلب النصيحة، أو الموضوعات التي تثير اهتمامك وتود مناقشتها مع الآخرين ضمن مكان العمل أو في الخارج.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.