4 أفكار للتواصل مع الآخرين دون الحاجة إلى استخدام الإنترنت
ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “إيان سيلفرنيس” (IAN SILVERNESS)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في العيش دون استخدام شبكة الإنترنت.
هذا هو بالضبط ما فعلته لمدة ثلاث سنوات في أثناء إقامتي في إسبانيا، واتَّضح أنَّه أحد أكثر القرارات التي غيَّرت حياتي على الإطلاق، والجزء الأهم هو أنَّك لست مضطراً للتخلص من الإنترنت لمعرفة ما فعلته.
إليك فيما يأتي بعض الأفكار التي اتبعتها للابتعاد عن الإنترنت والتواصل مع الآخرين:
1. التخلص من الشعور بالخجل من خلال المحادثات الصغيرة:
كلما كنت خارجاً في مكانٍ ما، أو أُشارك في حدثٍ ما، كنت إمَّا أُخرِج هاتفي وأتظاهر بأنَّني مشغول، أو أسارع لتناول الطعام ذريعة لعدم التحدث مع أي شخص، ولم يمض وقت طويل حتى اكتشفتُ هذا الميل لتجنب المحادثات، وقرَّرت أن أفعل شيئاً حيال ذلك.
اكتشفتُ أنَّ عمال الخدمات: كالخدم، والندُل، وما إلى ذلك، لم يثيروا خوفي عند التحدث إليهم، ومنحوني الحماسة والثقة لبدء محادثات مع أشخاص آخرين.
نظراً لأنَّ مخاطر التحدث معهم كانت منخفضة (فمن الطبيعي تماماً التحدث مع أفراد يعملون في مجال الخدمات، ويمكنك حتى طرح أسئلة مضحكة، أو تجربة التحدث في موضوعات مختلفة معهم)؛ كنت أتحدث باستمرار إليهم، وأكون أكثر راحة في التحدث مع الغرباء، كانت هذه أكبر “حيلة” استخدمتها لتحسين محادثاتي مع الناس، ممَّا جعلني أكثر انفتاحاً.
كما أصبحت لدي مجموعة من الأصدقاء ممَّن عملوا في الحي الذي أقطن فيه، وأصبحتُ أُجري محادثات في الشارع كلما خرجت.
2. قضاء مزيد من الوقت خارج المنزل:
جرَّبت مجموعة من الهوايات الجديدة، فقد كان الأمر أشبه بلعبة رمي السهام؛ إذ انضممت إلى فرق رياضية، وجربت الرقص، ومارست اليوجا، والتمرينات الرياضية في الحديقة، ولعبت الشطرنج مع كبار السن في الساحات العامة، وجربت التأمل.
لم أستمر سوى في ممارسة هواية أو هوايتين منها، لكنَّ الأشخاص الذين تعرفت إليهم بالذهاب إلى دروس الرقص عدة مرات ولعب الشطرنج ما زالوا أصدقائي حتى يومنا هذا؛ فقد ساعدني ذلك على إيجاد التوازن في حياتي، فكلما قضيت وقتاً أطول خارج شقتي أُنجِز فيه بعض المهام، زاد عدد الأشخاص الذين ألتقي بهم، وازدادت الدعوات التي أتلقاها للخروج معهم مرة أخرى.
شاهد بالفيديو: 6 مفاتيح أساسية للتواصل بشكل فعّال مع الآخرين
3. ألا تكون لحوحاً لقضاء الوقت مع الآخرين:
نعرف جميعاً أشخاصاً لديهم دائماً الوقت لقضائه معك، وليس لديهم ما يفعلونه، فيستمرون بسؤالك عن مخططاتك، لكن لا تكن ذلك الشخص، فعندما لا يكون لديك إنترنت، من المغري أن ترغب في قضاء الوقت مع شخص ما كل يوم، فليس لديك شيء آخر تفعله، وغالباً ما تطلب من كل شخص تقابله قضاء الوقت معه؛ لذلك إليك طريقتان رائعتان للتعامل مع هذا الأمر دون أن تبدو بائساً تستجدي اهتمام ووقت الآخرين:
تنويع الأصدقاء:
ربما تقضي وقتك مع أصدقائك الذين تعرفت إليهم من خلال تمرينات اليوجا بعد انتهاء التمرين، أو مع تلك الفتاة أو الرجل الذي قابلته في المقهى في الليلة التالية، أو ربما تقضي وقتك مع زملائك في العمل مرة أو مرتين في الأسبوع؛ لكن كن حذراً من أن تكون أنت مَن يفتح الأحاديث مع الجميع دائماً، أو يسألهم عمَّا يخططون له.
عدم استجواب الآخرين:
عندما نلتقي بأشخاص للمرة الأولى نطرح كثيراً من الأسئلة، لكن بدلاً من ذلك، حاول طرح أسئلة أعمق عمَّا يهتم به الشخص الآخر، ولماذا، (اسأل دائماً “لماذا” أو “كيف حدث ذلك”، فهذا هو سر التواصل مع الناس)، وأفسح لهم المجال لسؤالك، وشارك برأيك وخبرتك حتى لا تكون المحادثة غير متوازنة.
4. عدم الحاجة إلى الذهاب إلى النوادي لمقابلة الناس:
سواء كنتَ تبحث عن شريك، أم ترغب فقط في تكوين صداقات، فمن السهل ارتياد النوادي أو المشاركة في الحفلات لتكوين العلاقات، لكن ما اكتشفته هو أنَّني عندما أقوم بأشياء ممتعة خلال النهار، وأبني صداقات وعلاقات خلال ذلك، فعندئذ لن يتحتم عليَّ ارتياد هذه الأماكن أو تكوين صداقات من خلالها.
لقد تمكَّنت من التواصل مع الناس بطريقة أعمق بكثير، وإقامة علاقات دائمة، لا تُسيئوا فهمي، فالحفلات رائعة، ولكن مع تغيُّر حياتي الاجتماعية رأساً على عقب، لم أعد أحتاج إلى مقابلة أشخاص جدد في أماكن كهذه؛ بل يتحقق ذلك بمجرد القيام بنشاطات رائعة.
خطوات عملية:
- البحث عن نشاط أو هواية لطالما رغبت في ممارستها، ثمَّ اكتشاف مكان وموعد ممارسة ذلك النشاط، وتحديد موعد له على تقويمك الخاص.
- البدء بممارسة النشاط.
- التحدث إلى شخص أو شخصين إمَّا عند دخولك مباشرة، أو بعد دقائق من نهاية الفصل.
- تكرار ذلك.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.