رمضان والشعر.. قصيدة الحلاج “لبيك لبيك يا سري ونجوائي”
قال الشاعر الحلاج:
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي لَبَّيكَ لَبَّيك يا قَصدي وَمَعنائي أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت وَجدًا فَصِرتُ رَهينًا تَحتَ أَهوائي أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني طَوعِا وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي إِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ تَغَوُّثاً وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ إِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي ذاكَ العَليمُ بِما لاقَيتُ مِن دَنَفٍ وَفي مَشيئَتِهِ مَوتي وَإِحيائي يا غايَةَ السُؤلِ وَالمَأمولِ يا سَكَني يا عَيشَ روحِيَ يا ديني وَدُنيائي قُلي فَدَيتُكَ يا سَمعي وَيا بَصَري لِم ذي اللُجاجَةُ في بُعدي وَإِقصائي إِن كُنتَ بالغَيبِ عَن عَينَيَّ مُحتَجِبًا فَالقَلبُ يَرعاكَ في الإِبعادِ وَالنائي.
الحلاج
الحسين بن منصور الحلاج (858 – 26 مارس، 922) (244 هـ 309 هـ)؛ شاعر صوفي من شعراء الدولة العباسية، يُعد من روّاد أعلام التصوف في العالم العربي والإسلامي. اشتهر بقوله: «أنا الحق»، والذي اعتبره الكثيرون ادعاءً بالألوهية، بينما فسره آخرون على أنه حالة من إبادة الأنا، والسماح لله بأن يتكلم من خلاله. اكتسب الحلاج عددًا كبيرًا من الأتباع كخطيب قبل أن يتورط في صراعات السلطة مع البلاط العباسي والتي أُعدم على أثرها بعد فترة طويلة من الحبس بتهم دينية وسياسية. على الرغم من أن معظم معاصريه الصوفيين لا يوافقون على أفعاله، إلا أن الحلاج أصبح فيما بعد شخصية رئيسية في التقليد الصوفي.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.