الزعيم محمد فريد .. كيف أصبح رئيسا للحزب الوطنى؟
وأصبح محمد فريد فى موقع القيادة الوطنية، وتم انتخابه رئيسًا للحزب الوطنى، فكان أول ما فعله محمد فريد هو اقتراح مشروع إقامة تمثال مصطفى كامل، وتجديد الاحتجاج على الاحتلال البريطاني عبر برقية يرسلها الحزب إلى وزير خارجية إنجلترا.
وعندما تولى فريد زعامة الحزب الوطنى، لم يكن يشغل تفكيره سوى وضع دستور يضمن حقوق المصريين، إلى جانب توجيه جزء كبير من اهتمامه بالتعليم، ويسبق كل ذلك الرغبة الأقوى وهى تحقيق الجلاء البريطانى عن مصر، وكما جاء فى كتاب عبد الرحمن الرافعى (1889-1966) بعنوان “محمد فريد”، فإن فريد بدأ زعامته للحزب بإرساله برقية إلى إدوارد جراى، وزير خارجية بريطانيا فى ذلك الوقت، أخبره فيها بأنه سيسير على درب من سبقوه حتى يتم الجلاء.
قام بمطالبة الخديوى عباس حلمي الثاني بالدستور، فتلقى توقيعات من أفراد الأمة من العاصمة والأقاليم يؤيدون مطلبه، فثارت سلطات الاحتلال، فكانت هذه المطالبة عاملاً قوياً شاركت بنصيب كبير فى تفتيح الوعي الثوري من جديد لدى المصريين، وشجعهم على تكرار المطالبة بحقوقهم، وإعلان كراهية النفوذ الاستعمارى والاستبداد، والتمسك بالمبدأ الذى صار أساس نظام الحكم في مصر، وهو “الأمة مصدر السلطات”.
فى عام 1912م انتهزت الحكومة فرصة عقد أحد المؤتمرات الوطنية وخطبته فيها، لتقدمه إلى المحاكمة بتهمة التحريض على كراهية الحكومة ومحاولة قلب نظام الحكم، ولم يعد أمامه من سبيل إلا الهجرة من وطنه، فغادر مصر ليواصل جهاده خارجه، فترك وطنه مضطراً لتجنب الاضطهاد والسجن.
وبسبب المنفى الإجبارى الذى عاش فيه، قرر التقدم باستقالته، وجاء رد محمد فريد فى رسالة بعثها من فرنسا، ونشرتها الأهرام فى 26 سبتمبر 1912 وهذا بعض مما جاء فيها “سلاما وتحية، وبعد فيما إنه من الضرورى لسير أعمال الحزب ان يكون الرئيس مقيما بالقاهرة لمباشرة الأعمال بنفسه، وحيث إنى سأقيم خارج القطر الى أجل غير محدود، فمراعاة لصالح الحركة الوطنية أقدم لكم هذه الاستقالة من رئاسة الحزب وعضوية لجنته الادارية”، فكانت هذه نهاية فصل الزعامة قصيرة الأمد التى تولى خلالها فريد مقادير الحزب الوطنى قبل استقالته وخروجه من مصر وموته بعيدا عن أرضها وحيدا وفقيرا وعاد لها جثمانا يوارى الثرى.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.