Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات بحثية

بحث عن التنمر المدرسي – موقع بحوث


مقدمة

يعد التنمر أحد المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على حياة الأفراد في مختلف المجتمعات حول العالم. ويمكن تعريف التنمر بأنه سلوك عدواني يستخدمه شخص أو مجموعة من الأشخاص لإيذاء شخص آخر بطريقة متعمدة ومتكررة، ويمكن أن يشمل هذا السلوك السخرية، الإهانة، العنف اللفظي والجسدي، والعزلة والتمييز. يتميز التنمر بأنه يحدث في كل مكان، سواء في المدارس أو المجتمعات أو مكان العمل، ويؤثر على الأفراد بطرق مختلفة، بما في ذلك الأثر النفسي السلبي، والتأثير على الصحة العقلية، والانخفاض في الأداء الأكاديمي أو المهني، ويمكن أن يؤدي إلى العزلة والتحفظ عن الآخرين. وتعد مكافحة التنمر من الأولويات الهامة في مجال العمل الاجتماعي والتربوي، وتتطلب جهوداً مشتركة من جميع أفراد المجتمع للحد من هذه الظاهرة الخطيرة، وتحقيق بيئة مدرسية ومجتمعية آمنة وصحية للجميع. ولتحقيق ذلك، يجب على الأفراد والمؤسسات العمل معًا لتوعية الناس بأهمية التعاون والاحترام المتبادل والحفاظ على الصحة النفسية والعقلية.

مفهوم التنمر

يعرف التنمر على “أنه شكل من أشكال العدوان، لا يوجد فيه توازن للقوى بين المتنمر والضحية، ودائمًا ما يكون المتنمر أقوى من الضحية، والتنمر قد يكون لفظيًا أو بدنيًا أو نفسيًا، وقد يكون مباشرًا أو غير مباشر” (علي، 2013، ص36)

 أما فقد عرفه (أبو غزالة، 2009، ص36). بأنه “عدوان متكرر سواء بصورة لفظية أو نفسية أو جسدية يصدر من فرد أو مجموعة أفراد ضد الآخرين”.

ويمكن تعريف التنمر بأنه سلوك عدواني يتم استخدامه لإيذاء شخص آخر بطريقة متكررة ومتعمدة، وقد يتضمن السخرية، الإهانة، العنف اللفظي والجسدي، والعزلة والتمييز. ويحدث التنمر في مختلف المجالات، بما في ذلك المدارس والمجتمعات ومكان العمل، ويؤثر على الأفراد بطرق مختلفة، بما في ذلك الأثر النفسي السلبي، والتأثير على الصحة العقلية، والانخفاض في الأداء الأكاديمي أو المهني، ويمكن أن يؤدي إلى العزلة والتحفظ عن الآخرين. تتفاوت أشكال التنمر وأنواعه بين الثقيلة والخفيفة، ويمكن أن يحدث التنمر على الانترنت أيضًا (التنمر الإلكتروني) وهو يشمل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والرسائل النصية لإيذاء الآخرين. ويؤثر التنمر على جميع الأعمار والأجناس والثقافات، وقد يؤثر على الضحية والمتنمر على حد سواء. ومن أجل مكافحة التنمر، يجب أن يكون هناك تعاون بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، ويجب على المؤسسات التربوية ومكان العمل والمجتمعات توفير بيئة آمنة وصحية، وتوعية الناس بأهمية الاحترام والتعاون والمساواة بين الجميع، وتشجيع الناس على التحدث عن التنمر والبحث عن الدعم والمساعدة عند الحاجة.

الدراسات السابقة عن التنمر المدرسي

  • دراسة خوج (2012م):

الدراسة بعنوان: التنمر المدرسي وعلاقته بالمهارات الاجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بمدينة جدة، وهدفت الدراسة إلى التعرف إلى الفروق بين مرتفعي ومنخفضي التنمر المدرسي في المهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى التعرف إلى المهارات الاجتماعية التي يمكن أن تسهم في التنبؤ بالتنمر المدرسي لدى عينة الدراسة التي اشتملت على (243) تلميذًا وتلميذة من تلاميذ الصف السادس بالمرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية. وشملت أدوات الدراسة مقياس التنمر المدرسي: إعداد الباحثة، ومقياس المهارات الاجتماعية: إعداد السمادوني وتعديل الجمعة (1996)، وباستخدام معامل ارتباط بيرسون، واختبار “ت” لدلالة الفروق بين المتوسطات غير المرتبطة، وتحليل الانحدار المتعدد التدريجي، أظهرت النتائج وجود علاقة دالة وسالبة بين التنمر المدرسي وبين المهارات الاجتماعية, كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات مرتفعي التنمر المدرسي ومنخفضي التنمر المدرسي في المهارات الاجتماعية لصالح منخفضي التنمر المدرسي، كما بينت النتائج أن عوامل المهارات الاجتماعية التي تسهم في التنبؤ بالتنمر المدرسي كانت على الترتيب: عامل الضبط الاجتماعي، ثم الضبط الانفعالي، ثم الحساسية الاجتماعية.

  • دراسة راضي (2001) :

هدفت الدراسة إلى معرفة الفروق بين التلاميذ ضحايا التنمر في المدرسة والتلاميذ غير الضحايا في متغيرات تقدير الذات، والاكتئاب، والوحدة النفسية، وذلك على مجموعة من التلاميذ (503) ذكورًا وإناثًا بالمدارس الابتدائية والمتوسطة، وقد توصلت نتائج هذه الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين درجات التلاميذ ضحايا التنمر ومتوسط درجات نظرائهم غير الضحايا في كل من (تقدير الذات، والاكتئاب، والوحدة النفسية) وذلك لصالح غير الضحايا.

  • دراسة إريك وآخرون (2003م):

كانت الدراسة عن معرفة العلاقة بين التنمر والقلق الاجتماعي والوحدة النفسية لدى المراهقين لدى عينة من المراهقين بلغت (383) ممن تراوحت أعمارهم ما بين (13- 16) عامًا من جنسيات مختلفة (أمريكية، وأفريقية، وأسيوية). وقد توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الضحايا ونظرائهم من غير الضحايا في كل من متغيري القلق الاجتماعي والوحدة النفسية وذلك لصالح التلاميذ المراهقين من ضحايا سلوك التنمر، وأن الذكور كانوا أكثر وقوعًا لضحايا التنمر مقارنة بالإناث.

أسباب انتشار التنمر

يمكن أن يكون هناك عدة أسباب لانتشار التنمر في المدارس والمجتمعات، من بينها:

1- الضعف النفسي والعاطفي: قد يتم التنمر على الأشخاص الذين يعانون من الضعف النفسي أو العاطفي، وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإيذاء والاستهداف من قبل المتنمرين.

2- الضغوط الاجتماعية: قد يكون التنمر على الأشخاص ناتجًا عن الضغوط الاجتماعية، مثل الاستعراض والمنافسة والتمييز بين الأفراد.

3- النمط الثقافي: قد يكون للنمط الثقافي دورًا في انتشار التنمر، حيث يمكن أن تتم تحريض الأفراد على التصرف بشكل عدواني تجاه الآخرين.

4- الغياب عن التوجيه النفسي: قد يتسبب الغياب عن التوجيه النفسي والتعليم الإيجابي للطلاب والأطفال في انتشار التنمر، حيث يمكن أن يؤدي عدم تعليم الأطفال والطلاب كيفية التعامل مع الآخرين بطريقة إيجابية واحترامهم إلى إنتاج جيل من المتنمرين.

5- الإنفصال الاجتماعي: يمكن أن يتسبب الإنفصال الاجتماعي والعزلة في انتشار التنمر، حيث يشعر بعض الأشخاص بالإحباط والضعف عند التعرض للعزلة والانفصال، ويقومون بالتصرف بشكل عدواني تجاه الآخرين لتخفيف ذلك الشعور.

6- العنف المنزلي: قد يؤدي العنف المنزلي والأسري إلى انتشار التنمر، حيث يتعرض الأطفال والشباب للعنف والإيذاء في بعض الأحيان في المنزل.

الخاتمة

يعتبر تنمر المدرسي أحد المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تواجه المدارس في العصر الحالي. وهو يشير إلى السلوك العدواني الذي يتعرض له الطلاب من قبل زملائهم في المدرسة، ويمكن أن يشمل هذا السلوك السخرية، الإهانة، العنف اللفظي والجسدي، والعزلة والتمييز. ومن المؤسف أن هذا السلوك السلبي يؤثر بشكل كبير على الطلاب المتعرضين له، وقد يؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية خطيرة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق وعدم الرضا عن الذات. يمكن أن ينجم تنمر المدرسي عن عدة عوامل، بما في ذلك الأحكام الاجتماعية والثقافية الخاطئة، والضغوط النفسية التي يتعرض لها الطلاب، والتحديات الشخصية والعائلية، والفوارق الاجتماعية والاقتصادية. وقد تتسبب العديد من المشكلات في التنمر المدرسي، بما في ذلك الفزع الأمامي والتعرض للتمييز والشعور بالضعف، ويجب علينا كمجتمع العمل على معالجة هذه المشكلات والعمل على تقليل الفجوات الاجتماعية والاقتصادية وتحسين الظروف المعيشية لجميع الناس.

ومن المهم أن تتخذ المدارس إجراءات فعالة لمكافحة التنمر المدرسي، بما في ذلك الحملات التوعوية والتدريب على التواصل الفعال والتحفيز على التعاون والاحترام المتبادل بين الطلاب.

مراجع

  1. أبو غزالة ، معاوية محمود (2009): التنمر وعلاقته بالشعور بالوحدة والدعم الإجتماعي، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، مجلد (5)، عدد (2)، ص ص 89 – 113.
  2.  خوج، آمال جوده (2012م) : ” الوحدة النفسية وعلاقتها بمفهوم الذات لدى الأطفال في محافظة غزة “، المؤتمر التربوي الثاني الطفل الفلسطيني بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل، كليه التربية، الجامعة الإسلامية، ص ص 775-805 .
  3. راضي، فوقية محمد (2001). تقدير الذات والاكتئاب والوحدة النفسية لدى التلاميذ ضحايا مشاغبة الأقران في المدرسة. المجلة المصرية للدراسات النفسية، القاهرة، 11 (29)، 119- 151.
  4. علي موسي الصبحيين، محمد فرحان القضاة( 2013): سلوك التنمر عند الاطفال والمراهقين” مفهومه، أسبابه، علاجه”، مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض.
  5. القريطي ، عبد المطلب أمين (2003): الصحة النفسية، ( ط. الثالثة )، القاهرة: دار الفكر العربي.
  6.  إريك وآخرون (2003 ): العلاقة بين التنمر والقلق الاجتماعي والوحدة النفسية ، ترجمة: عبد الطيف خليفة، وفاء عبد الفتاح، لمياء بكرى، مركز البحوث والدراسات النفسية، جامعه القاهرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى