أسرار القاهرة.. حكايات فى صور قديمة.. فن العمارة فى شوارع وسط البلد
نشاهد اليوم صورًا قديمة تحكى تاريخ فن العمارة فى شوارع وسط البلد، حيث تظل القاهرة الخديوية شاهدًا دائمًا على مرحلة مهمة من جمال مصر ونهضتها المعمارية، ورغم تعرض الكثير من المبانى لأضرار مختلفة مع الزمن، لكنها لا تزال تقاوم فى وسط البلد فيما تتصدر شوارع وسط البلد قمة هرم فن العمارة الحديثة فى العالم نظرًا لما تحتضنه من بنايات تفوح بثقافات مختلفة وتصميمات مبهرة تؤرخ ثقافات مصمميها وتفصح عن هوية مشيديها، مبانى تؤرخ لشوارع القاهرة فتكتب التاريخ وتسطر الواقع.
شغف الخديوي إسماعيل بفن العمارة الحديثة فى شوارع أوروبا، دفعه إلى فكرة تصميم القاهرة الخديوية أو ماعرفت بالقاهرة الحديثة، متأثرًا بما رآه فى فرنسا وإيطاليا من جمال معمارى، صممت المبانى بنظرية الحفاظ على التراث فى بعض المناطق المتأثرة بحقبة الفاطميين والمماليك وشوارع خالصة بالطراز المعماري الحديث لفن العمارة المقتبس من مختلف دول العالم، فظهرت شوارع وسط البلد بشكلها الفريد المختلف عن الأبنية والعقارات الموجودة آنذاك، فقد شيدها مصممون ومعماريون من مختلف دول أوروبا استقر عدد كبير منهم في مصر، واستدعي آخرون للتصميم ثم غادروا إلى بلادهم، وإن كان مهندسو الجالية اليونانية هم أقرب من استقروا في مصر واستعين بهم فى بواكير التصميم والبناء وذلك تأثرا باعتماد محمد على والى مصر عليهم، الذي شرع في بناء دولته الحديثة، فقرر الاستعانة بخبراء أجانب في مختلف التخصصات.
فكان اليونانيون في المرتبة الأولى، وذلك لأنها أكثر الجاليات الأجنبية انتشارًا في مصر وأكبرها، فالجالية اليونانية تأسست بمصر في مدينة الإسكندرية عام 1843 على أيدى عدد من رجال الاقتصاد اليونانى المقيمين في مصر وقتها، أعقبها تدشين مقار للجالية في عدد من المدن الأخرى، أبرزها القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية وميت غمر وأسيوط. ونتيجة لنظام الامتيازات الأجنبية الذي كان يعفى اليونانيين من دفع الضرائب فقد نزحت الأغلبية منهم إلى القاهرة وجعلوا منها مركزًا تجاريًا لهم.
عمارة جروبي
القاهرة عام 1962
شارع عابدين عام-1893م
شارع عابدين عام 1900
شوارع وسط البلد عام 1896م
شارع طلعت حرب 1924
شارع عماد الدين والقباب التى تميز البنايات