9 عبارات تدل على تدني مستوى المهارات الاجتماعية

وغالباً ما تكون قلة الوعي ناجمة عن تدني مستوى المهارات الاجتماعية، وضعف قدرة الفرد على تلقي ونقل الإشارات الاجتماعية. كما تؤكد دراسات علم النفس على وجود مجموعة من العبارات التي تدل على تدني مستوى المهارات الاجتماعية عند الفرد.
عبارات تدل على تدني مستوى المهارات الاجتماعية
فيما يلي 9 عبارات تدل على تدني مستوى المهارات الاجتماعية عند الفرد:
1. “أنا أقول الحقيقة وحسب”
يتطلب التعامل مع المواقف الاجتماعية مراعاة كافة أبعاد الحالة، وقد تبين أنَّ تدني مستوى المهارات الاجتماعية يؤثر سلباً على مفهوم الصدق والصراحة بالنسبة للفرد.
بالاضافة الى ذلك، يُعتبَر الصدق من أبرز الفضائل الإنسانية، ولكن لا ينبغي أن يبرر الفرد كلامه الجارح وتعليقاته المجحفة بحق الآخرين بنية التحلي بالصدق والأمانة. يجب أن يَزِن المرء كلامه ويفكر في تداعياته قبل أن يتلفظ به حرصاً على مشاعر الآخرين. تدل العبارة “أنا أقول الحقيقة وحسب” على تدني المهارات الاجتماعية، وقسوة القلب، والفظاظة.
كما تؤكد دراسات علم النفس أنَّ جودة التواصل تعتمد على المعلومة وأسلوب الكلام في آنٍ معاً، ومن الضروري أن يراعي الإنسان مشاعر الشخص الذي يتحدث إليه.
وبالنتيجة، يمكن أن يحافظ الفرد على مصداقيته دون أن يجرح الآخرين عندما يتحدث بأسلوب لبق ويتعاطف معهم.
2. “أنا لا آبه بآراء الآخرين”
يحتاج الفرد في بعض الأحيان لإبراز استقلاليته عن محيطه وقد تراه يصرخ قائلاً: “أنا لا آبه بآراء الآخرين”. حيث يبرز هذا التصريح قوة الفرد وثقته العالية بنفسه، لكنه يدل من ناحية أخرى على فظاظته، وتكبره.
والجدير بالذكر أن دراسات علم النفس تنصح بعدم التأثر بآراء الآخرين والاعتماد عليها في تقييم الذات، ولكن يدل رفض هذه الآراء علانيةً على غرور الفرد وتعاليه مما يؤدي إلى نفور الناس منه.
وبالتالي، يجب أن تدرك الفرق بين تقدير آرائك الخاصة، ورفض أفكار ومشاعر الآخرين.
شاهد بالفيديو: 10 طرق لتطوير المهارات الاجتماعية
3. “لست مسؤولاً عما جرى”
المسؤولية قضية شائكة، وكثيراً ما تتحكم ظروف الحياة بالتجارب الإنسانية، ولكن لا يمكن إنكار دور القرارات والأفعال التي يقوم بها الفرد في تحديد نتائج التجارب التي يخوضها. حيث تدل العبارة “لست مسؤولاً عما جرى” على تدني مستوى المهارات الاجتماعية دون أن يدرك الفرد الانطباع الذي يكوِّنه الآخرون عنه بسببها.
كما وتؤكد دراسات علم النفس الاجتماعي أنَّ إلقاء اللوم على الظروف الخارجية في أوقات الأزمات يدل على قلة وعي الفرد وعجزه عن تولي مسؤولية قراراته وأفعاله.
وبالتالي، عليك أن تحكِّم عقلك قبل أن تقول “لست مسؤولاً عما يجري”، وتتأكد أنك لا تحاول التملص من مسؤوليتك. و يجب أن تعيد النظر في المسألة، وتقيِّم قراراتك وأفعالك، وتبحث في إمكانية تحسينها في تجاربك المقبلة.
4. “أنت تبالغ في رد فعلك”
يشكل التجاوب مع العواطف الإنسانية جزء أساسي من عمليات التواصل والتفاعل الاجتماعي، ولكن كثيراً ما يؤدي تدني مستوى المهارات الاجتماعية إلى إغفال هذا العنصر، وتبرز هذه الحالة عند استخدام عبارات معيَّنة مثل “أنت تبالغ في رد فعلك”.
حيث يشعر الفرد بعد أن توجه إليه هذا الاتهام القاسي أنك تهاجمه، وترفض مشاعره، وتستخف بها، وهو ما يجرحه ويمكن أن يؤدي إلى نشوب الخلافات بينكما.
وننوه هنا الى أن دراسات علم النفس تشدد على أهمية تطوير مهارات الذكاء العاطفي الذي يقتضي إدراك مشاعر الآخرين واحترامها بدل رفضها أو الاستخفاف بها.
وعليه، يمكن أن يستخدم الفرد هذه العبارة لكي ينفي وجود المشكلة ويتجنب التعامل معها، لهذا السبب ينبغي أن تقدِّر الموقف بموضوعية وعقلانية قبل أن تدلي برأيك.
5. “أنا أتصرف على سجيتي فحسب”
لكل إنسان سمات شخصية تميزه عن غيره، ولكن تبرز المشكلة عندما يحاول الفرد تبرير سلوكياته الخاطئة والمرفوضة من قبل المحيط بنمط شخصيته المختلف. كما تُستخدَم عبارة “أنا أتصرف على سجيتي فحسب” للدفاع عن النفس دون أن يدرك الفرد أنها تبرز ضعفه وتعطي انطباع سلبي عنه.
وتؤكد دراسات علم النفس على أهمية التمسك بالمبادئ والقِيَم الشخصية، ولكن تبرز المشكلة عندما يبرر الفرد سلوكياته الخاطئة بنمط شخصيته. ينم هذا السلوك عن انغلاق الفرد، وعناده، ورفضه لتطوير شخصيته وتحسين أسلوب تعامله مع الآخرين.
وبالتالي، يجب أن تتحقق من إمكانية تطوير شخصيتك أو تحسين سلوكياتك قبل أن تستخدم عبارة “أنا أتصرف على سجيتي فحسب” لكي تطور علاقاتك الاجتماعية.
6. “لا أقصد إهانتك، ولكن …..”
هذه العبارة شائعة بين معظم الناس، وغالباً ما يليها تعليق جارح أو ملاحظة مهينة وخاصة عندما يستخدمها شخص يظهر مستويات متدنية من المهارات الاجتماعية. ويعتقد البعض أن استخدام هذه العبارة يخفف من حدة التعليقات القاسية لكنها لا تؤدي هذا الغرض في معظم الحالات.
والجدير بالذكر أن الطرف المقابل يعرف عندما يتلقى هذا الرد أنه على وشك التعرض لإهانة قاسية، ويمكن أن يدل هذا الكلام أيضاً على تدني مستوى التعاطف والتفاهم وعدم تقدير ظروف الطرف الآخر.
بالتالي، ينبغي أن تبحث عن طريقة تبدي فيها تعاطفك وتفهمك أثناء طرح أفكارك وآرائك، وتتجنب استخدام عبارة “لا أقصد إهانتك، ولكن….”.
7. “مهما يكن”
يمكن أن يلجأ الفرد لهذه الكلمة عندما يعجز عن مواجهة الطرف المقابل، ولا يعرف كيف يدافع عن نفسه أو يعبر عن أفكاره، فيختار تجنب خوض المحادثة. كما تحمل هذه الكلمة في الواقع معنى الرفض، وتنم عن قلة الاحترام، والاستخفاف بمشاعر الآخرين وآرائهم.
وتؤكد دراسات علم النفس على أهمية التواصل القائم على الاحترام في تقوية العلاقات الإنسانية، ومن هذا المنطلق، يُفضَّل أن تعبر عن أفكارك ومشاعرك بصراحة وصدق بدل أن تتهرب من النقاش، كما يمكنك أن تطلب من الطرف الآخر أن يمنحك بعض الوقت لترتب أفكارك وتشرح له وجهات نظرك.
8. “أنا أمزح معك”
تساعد الفكاهة في تقوية العلاقات الاجتماعية، ولكنها يمكن أن تجرح مشاعر الطرف المقابل في بعض الحالات، وغالباً ما تُستخدَم العبارة “أنا أمزح معك” لتدراك المواقف التي تتسبب فيها التعليقات الساخرة والمسيئة في شعور الفرد بالإهانة والانزعاج.
بالإضافة الى أن دراسات علم النفس تؤكد أن استخدام هذه العبارة ينم عن استخفافك بمشاعر الآخرين، ويجب أن تدرك أن الفكاهة مسألة شخصية، ما يعني أن ما تراه مزاحاً، قد يراه غيرك إهانة، ومن هذا المنطلق، وعليك أن تعتذر عندما تلقي دعابة مسيئة وتعترف بخطئك وتحسن سلوكياتك لكي تحافظ على علاقاتك الاجتماعية.
9. “ألا تستطيع أن تكون مثل فلان“
يجب أن تحترم الاختلافات التي تميز الناس عن بعضهم لكي تنجح في حياتك الاجتماعية، وغالباً ما تستخدم العبارة “ألا تستطيع أن تكون مثل فلان” دون أن يدرك الفرد مدى الأذى النفسي الذي يمكن أن ينجم عنها.
كما وتحمل هذه العبارة معنى المقارنة والاستخفاف بقيمة الطرف المقابل، ومن هذا المنطلق، عليك أن تدرك اختلافات الأفراد عن بعضهم وتتقبلهم على وضعهم ولا تقارنهم مع غيرهم.
وبالتالي، ينبغي أن تقدِّر قيمة سمات وخصال الشخص الذي تتعامل معه قبل أن تتلفظ بمثل هذه العبارات المؤذية، وتتذكر أنَّ الاختلافات تشكل جوهر التجربة الإنسانية.
في الختام
يؤثر أسلوب الكلام على العلاقات الإنسانية، والانطباعات التي يكوِّنها الأفراد عن بعضهم، والمكانة الاجتماعية. يجب أن تضع في حسبانك أنَّ جودة التواصل لا تتعلق بالفكرة المطروحة فقط، بل بأسلوب الطرح، وكيفية تجاوب وتلقي الطرف الآخر للمعلومة.
ولقد قدم المقال مجموعة عبارات شائعة تؤثر على الانطباعات التي يكوِّنها الأفراد عن بعضهم دون أن يدركوا التداعيات السلبية لهذا الكلام على حياتهم الاجتماعية.
وبالنتيجة فإن المهارات الاجتماعية مكتسبة، ويمكن أن يطورها الإنسان وينمِّيها مع مرور الوقت، وهذا يتطلب توفر عاملي الوعي الذاتي والاستعداد للتغير والتطور.
بالتالي، يجب أن تنتبه لأسلوب كلامك، وتتجنب استخدام العبارات الواردة في المقال وتطرح أفكارك وآراءك الشخصية بطريقة تبرز ذكاءك الاجتماعي وقدرتك على إبداء التعاطف.