8 سلوكات يمارسها الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية

وقد يؤدي ذلك إلى سلسلة من الأخطاء غير المقصودة، ما يجعل الشخص في حيرة من أمره بشأن سبب فشل تفاعلاته الاجتماعية غالباً.
سلوكات تميز الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية
إليك 8 سلوكات يمارسها الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية:
1. تجاهل الإشارات غير اللفظية
لا يتعلق التفاعل الاجتماعي بالكلمات فحسب، فهو تجربة جسدية وعقلية كاملة، وتؤدي الإشارات غير اللفظية دوراً هاماً في ذلك. ومع ذلك، غالباً ما يتجاهل الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية هذه الإشارات. فقد لا يلاحظون التغيرات الدقيقة في لغة الجسد أو تعابير الوجه أو نبرة الصوت التي تشير إلى مزاج الشخص الآخر أو مدى ارتياحه.
تخيل هذا الموقف: أنت في محادثة مع شخص ما، وبدأ ينظر إلى ساعته ويحرك قدميه. إنه يشير بذلك إلى أنه يريد المغادرة، ولكن إذا لم تكن منتبهاً لهذه الإشارات، فقد تستمر في الحديث، مما يجعل الموقف محرجاً.
والجدير بالذكر أنه عندما يغفل الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية عن هذه الإشارات غير اللفظية، قد يجعلون الآخرين يشعرون بعدم الارتياح دون قصد، أو يفشلون في الاستجابة لمشاعرهم بالشكل المناسب. كما أن الوعي بهذه الإشارات غير اللفظية أمر بالغ الأهمية للتواصل الفعال. فالامر لا يتعلق دائماً بما يقوله الناس فحسب، بل بالطريقة التي يعبِّرون فيها عما يريدون قوله أيضاً.
2. الهيمنة على المحادثة
من الشائع أيضاً أن بعض الأشخاص يميلون إلى الهيمنة على المحادثة، مما يجعلها أحادية الجانب بدلاً من جعلها حواراً تبادلياً. على سبيل المثال، قد يقاطع شخص ما الآخرين في أثناء حديثهم ليروي قصصه ويخوض في مواضيع بعيدة بعض الشيء عن الموضوع الأصلي.
وبالتالي يجعل هذا السلوك المحادثة أشبه ببرنامج إذاعي أحادي الجانب بدلاً من حوار تفاعلي. وقد يتسبب ذلك في شعور الآخرين بعدم التقدير وعدم الاهتمام بأفكارهم. اعلم أن التواصل الفعال يعني الإنصات بقدر ما يعني التحدث والمشاركة.
بالاضافة الى ذلك، ينبغي أن يكون الهدف من المحادثة هو تبادل الأفكار، وإظهار الاهتمام الحقيقي بما يقوله الآخرون، حتى يكون الحوار مثمراً وممتعاً لجميع الأطراف.
3. صعوبة في التعاطف مع الآخرين
التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين وتقديرها، وهو عنصر حاسم في التفاعل الاجتماعي الفعال. وقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية غالباً ما يجدون صعوبة في التعاطف.
ودون التعاطف، وقد يكون من الصعب التواصل مع الآخرين على مستوى أعمق. وهذا قد يؤدي إلى سوء فهم، لأنهم قد يسيئون تفسير مشاعر الآخرين أو لا يستجيبون لها بالشكل المناسب.
على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يمر بوقت عصيب، فإن التعاطف معه يكون بفهم مشاعره ومواساته. ولكن الشخص الذي يفتقر إلى المهارات الاجتماعية قد لا يدرك الحالة العاطفية للشخص الآخر أو لا يعرف كيفية الاستجابة بشكل فعال، ما قد يؤدي إلى شعور كلا الطرفين بالإحباط.
وبالنتيجة، لا تقتصر أهمية تنمية التعاطف على تحسين علاقاتنا الشخصية فحسب، بل هو أيضاً أمر بالغ الأهمية في البيئات المهنية حيث أن فهم مشاعر الزملاء والعملاء والاستجابة لها عامل أساسي في النجاح.
شاهد بالفيديو: 10 طرق لتطوير المهارات الاجتماعية
4. تجنُّب التواصل البصري
إن التواصل البصري فعل بسيط، لكنه يحمل أهمية كبيرة في التفاعلات الاجتماعية، حيث إنه طريقة دقيقة للإشارة إلى أنك منتبه ومهتم بما يقوله الشخص الآخر. ومع ذلك، غالباً ما يتجنب الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية التواصل بالعين. وقد يكون ذلك بسبب التوتر أو عدم الارتياح، أو ببساطة بسبب عدم فهم أهميته.
بالاضافة الى ذلك، عندما يتجنب شخص ما التواصل بالعين باستمرار، فقد يُفسَّر ذلك على أنه عدم اهتمام أو حتى وقاحة. من ناحية أخرى، قد يكون الإفراط في التواصل بالعين مزعجاً أيضاً وقد يشعر الآخرون أن هذا تجاوز للحدود الشخصية.
كما إن إيجاد التوازن هو المفتاح. حيث أن الحفاظ على تواصل بصري معتدل يجعل الآخرين يشعرون بالاحترام والتقدير، مما يعزز الألفة في أثناء الحوار.
5. صعوبة في التعبير عن المشاعر
قد يكون التعبير عن مشاعرنا أمراً مخيفاً، فهو يجعلنا في حالة ضعف ويفتح المجال لاحتمال سوء الفهم أو الرفض. غالباً ما يجد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية صعوبة في هذا الجانب من التواصل. فقد يكبتون مشاعرهم أو يعبرون عنها بطريقة غير واضحة أو غير ملائمة. وقد يؤدي ذلك إلى الارتباك والإحباط، سواء بالنسبة لهم أو للأشخاص من حولهم. كما قد يجعل من الصعب على الآخرين التواصل معهم عاطفياً.
وبالتالي، فإن تعلم كيفية التعبير عن مشاعرنا بطريقة واضحة ومحترمة هو جزء هام من بناء علاقات قوية وصحية. قد لا يكون الأمر سهلاً دائماً، لكنه يستحق الجهد. لأن الجميع يستحق أن يشعر بالتقدير والاهتمام.
6. عدم احترام الحدود الشخصية
الحدود الشخصية هي مثل الخطوط غير المرئية التي تحدد الطريقة التي نرغب في أن يعاملنا الناس بها. وغالباً ما يجد الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية صعوبة في فهم واحترام الحدود الشخصية. وقد يفرطون في مشاركة المعلومات الشخصية، أو يتعدون على المساحة الشخصية للآخرين، أو يتجاهلون مستويات الراحة الخاصة بهم.
وعليه فقد يؤدي هذا النقص في الوعي إلى مواقف غير مريحة وعلاقات متوترة. من الهام أن نفهم أن لكل شخص حدوداً ومناطق راحة مختلفة علينا احترامها.
7. عدم تقدير الآخرين
نحن جميعاً نريد أن نشعر بالاحترام والتقدير. قد تُسهم تحية بسيطة أو ابتسامة أو إيماءة في جعل شخص ما يشعر بالتقدير والاحترام. ومع ذلك، قد لا يقدِّر الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية الآخرين دائماً. فقد يمرون بجانب المعارف دون تحية أو يفشلون في الرد على تحية ودية. وقد يبدو هذا السلوك وقحاً، حتى لو لم يكن مقصوداً.
ومن الهام أن نعلم أن لفتة صغيرة من التقدير تؤثر تأثيراً كبيراً في نظرة الآخرين لنا، وتحدد طبيعة معاملاتنا المستقبلية معهم.
8. إساءة تفسير الإشارات الاجتماعية
تشبه الإشارات الاجتماعية لغة سرية منسوجة في تفاعلاتنا اليومية، فهي توجهنا، وتساعدنا على فهم متى نتحدث ومتى نصغي ومتى نرد. ولكن بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، قد يكون تفسير هذه الإشارات صعباً. فقد يضحكون في الوقت غير المناسب، أو يغفلون عن التلميحات الدقيقة، أو يفشلون في ملاحظة متى يكون الشخص الآخر غير مهتم أو غير مرتاح.
وبالنتيجة، قد يؤدي سوء تفسير هذه الإشارات إلى ارتكاب الأخطاء وسوء الفهم. ولكن من الهام أن نعلم أن فهم هذه “اللغة الاجتماعية” يتطلب وقتاً وممارسة. ومع الصبر والمجهود، يمكن تعلمها.
في الختام
المهارات الاجتماعية، مثلها مثل أي مهارات أخرى، ليست فطرية دائماً، ولكن يمكن تعلمها وممارستها وتحسينها مع مرور الوقت.
قد يكون فهم سلوكنا وتغييره أمراً صعباً، إذ يتطلب الأمر الوعي الذاتي والصبر والرغبة في الخروج من مناطق راحتنا. بالنسبة لأولئك الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية، اعلموا أن الأمر لا يتعلق بالكمال، بل بالتقدم. كل تفاعل هو فرصة للتعلم والنمو. وبالنسبة لأولئك الذين يتفاعلون معهم، اعلموا أن التعاطف له تأثير كبير. يمكن للصبر والتفهم أن يُحدثا فرقاً هائلاً.
في نهاية المطاف، نحن جميعاً بشر. جميعنا نتعثر، ونرتكب الأخطاء، ولدينا مجال للتحسين. وهذا أمر طبيعي تماماً. لأننا من خلال هذه التجارب نتعلم، وننمو، ونصبح أشخاصاً أفضل.