5 طرق لتنمية رأس المال الاجتماعي
ومن هنا برزت الحاجة إلى الاهتمام برأس المال الاجتماعي الذي يُعنَى بالعلاقات المهنية وتحسين جودة التفاعلات الاجتماعية واستثمارها في تحقيق الأهداف المهنية والاقتصادية؛ إذ يحتاج الفرد إلى إنشاء هذه الروابط والعلاقات حتى يبرز نفسه في الأوساط المهنية وينتبه إليه أصحاب القرار، أو يرشحه أحد معارفه لمنصب ما؛ وبالنتيجة يحصل على وظيفة.
ينجم رأس المال الاجتماعي عن بذل الوقت والجهد في الاستثمار في العلاقات، ويتم ذلك عن طريق إبراز نفسك بصفتك شخصاً قيِّماً ومفيداً ومؤثراً ضمن شبكة علاقاتك والأوساط الاجتماعية التي توجد فيها، وهذا يعني أن تبني شبكة معارف وتقدِّم توصيات وتبرز بصفتك شخصية قيِّمة ومصدراً موثوقاً يلجأ إليه معارفك.
يتواصل الأفراد مع بعضهم بصورة طبيعية على مختلف الأصعدة والمستويات، ويتم ذلك عن طريق التعارف وإجراء محادثات ممتعة مع الآخرين بادئ الأمر، ثم ما تلبث أن تتطور العلاقة بشكل تدريجي وتنشأ الثقة بين الطرفين، وينجم رأس المال الاجتماعي عن كونك فرداً نزيهاً، ومستقيماً، ومعروفاً، ومحبوباً، وموثوقاً من قِبل الآخرين.
هذا يعني أنَّ رأس المال الاجتماعي يعبِّر عن درجة تأثير الفرد في تفاعلاته وعلاقاته الاجتماعية، وهو عامل ضروري لتحقيق النجاح في المسار المهني وإضفاء المعنى والهدف على الحياة عموماً، ويتم اكتساب رأس المال الاجتماعي عن طريق التواصل والتفاعل مع الآخرين.
5 طرائق لزيادة رأس المال الاجتماعي:
وفيما يأتي 5 طرائق لزيادة رأس المال الاجتماعي:
أولاً: استخدام تقنيات الإصغاء
يقتضي بناء الروابط والعلاقات الاجتماعية مد يد العطاء والمساعدة للآخرين، ولا سيما إذا كنت تعمل على زيادة رأس مالك الاجتماعي.
فيما يأتي 3 تقنيات بسيطة للإصغاء بفاعلية إلى الأشخاص الذين تقابلهم:
1. طرح أسئلة مفتوحة:
قد تستخدم الأسئلة المفتوحة التي تبدأ بكلمات الاستفهام “مَنْ”، و”ماذا”، و”متى”، و”أين”، و”كيف” لكي تبيِّن اهتمامك بأفكار وقناعات الآخرين؛ إذ يحب الفرد أن يكون محط اهتمام الآخرين، ولهذا السبب يجب عليك أن تطرح على محاورك أسئلة مفتوحة وتصغي إلى كلامه.
2. تحويل كلام المتحدِّث إلى أسئلة مفتوحة:
تقتضي هذه التقنية أن تقوم بصياغة سؤال مفتوح بالاعتماد على أجوبة محاورك، وهي تساعدك على الحصول على مزيد من المعلومات والتفاصيل، كما تتطلب هذه التقنية الإصغاء باهتمام حتى تبيِّن للطرف الآخر أنَّك تحترمه، فيشعر محاورك في هذه الحالة بالراحة، ولهذا السبب يجب عليك أن تنتبه إلى كلام الطرف المقابل في جميع عمليات التواصل التي تجريها وتفهم ما يرمي إليه على مهل دون أن تستعجله أو تجعله يشعر بأنَّك ضقت ذرعاً بحديثه على سبيل المثال.
3. السماح للآخرين بالتعبير عن أفكارهم:
هذا يعني أن تفسح المجال أمام الطرف المقابل للتعبير عن أفكاره على أكمل وجه؛ إذ تساعد هذه التقنية على التقرب من محاورك وبناء علاقة وطيدة ووثيقة معه، فقد تفسح المجال للطرف المقابل للتعبير عن نفسه من خلال التوقف عن الكلام بعد طرح السؤال على سبيل المثال، وتساهم هذه الطريقة في زيادة قدرته على التعبير عن أفكاره، وخواطره، ووجهات نظره بأريحية، وهو ما يؤدي إلى تحسين جودة التواصل ومستوى العلاقة بينكما.
شاهد بالفديو: مهارات التواصل مع الآخرين
ثانياً: مساعدة الآخرين
يميل بعض الأفراد إلى حضور الفعاليات الاجتماعية، واختيار عدد من الأشخاص للتقرب منهم بناءً على مصالحهم الشخصية، فلا تُعَدُّ هذه الطريقة مجدية في بناء العلاقات، ولا يجب عليك أن تتقرب من شخص ما لأنَّه قادر على تلبية احتياجاتك ومصالحك الشخصية؛ وإنَّما يجب عليك أن تقدِّم يد المساعدة للجميع دون أن تنتظر مقابلاً، وتساعدك هذه الطريقة على تنمية رأس مالك الاجتماعي، وإنَّك ستلاقي جزاء مساعدتك وتحصل على ما تحتاج إليه في نهاية المطاف.
ثالثاً: طرح أسئلة وجيهة
حدد الفرص، والمصادر، ونوع المعارف والعلاقات التي يحتاج إليها الطرف المقابل عبر طرح أسئلة مفتوحة من قبيل:
- ماذا تتمنى أن تحقق في حياتك؟
- ما الذي يفيدك ويساعدك على تحقيق أهدافك؟
- ما هو التقدم الذي تتوقع أن تحرزه في حياتك المهنية؟
- كيف تعتزم دخول مجال العمل الجديد؟
- ما هي طبيعة الشخصيات التي تود أن تتعرف إليها؟
حاول أن تتجنب السؤال عن الأسباب والدوافع حتى لا يشعر الطرف المقابل بأنَّك تنتقده أو تحكم على قراراته وتصرفاته، فقد يشعر محاورك بأنَّه بحاجة إلى الدفاع عن نفسه عندما تطرح عليه أسئلة من قبيل “لماذا اتخذت ذلك القرار؟”، لهذا السبب يفضل أن تطرح أسئلة حيادية مثل “ما هي العوامل التي ساعدتك على الوصول إلى تلك النتيجة؟”.
رابعاً: تقديم شخص إلى شخص آخر
قد يشعر الفرد بالإهانة عندما تزكِّيه إلى شخص آخر؛ لأنَّه قد يفسر هذا على أنَّه لا يمتلك المؤهلات اللازمة لنجاحه، لذلك تقتضي الطريقة المثلى في مثل هذه الحالة أن تقدِّمه إلى شخص آخر لديه الاهتمامات نفسها، ويكفي أن تقول له: “أنصحك بالتواصل مع هذا الشخص والاستفادة من خبراته”.
خامساً: مشاركة مصادر مفيدة
يتم تبادل الخبرات والمعارف خلال عمليات التواصل والتفاعل الاجتماعي، فيمكن تقديم مقترحات وتوصيات خلال عمليات التواصل الاجتماعي مثل الكتب القيِّمة على سبيل المثال، فيزداد رأس المال الاجتماعي عند مساعدة الآخرين بهذه الطريقة، كما يصبح الفرد ذا قيمة ومنفعة للآخرين من خلال علاقاته ومصادره.
في الختام:
يجب عليك أن تكون مستعداً للعطاء والمساعدة والمساهمة في خدمة الآخرين في جميع الفعاليات التي تحضرها؛ إذ تساعدك هذه العقلية على إزالة الضغط الواقع على عاتقك، وبناء مزيد من العلاقات والروابط، وتنمية رأس مال اجتماعي يساعدك على تحقيق أهدافك.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.