3 فوائد للنقد البنَّاء
يبدو أنَّ لا أحد يتحدث عن هذا على الإطلاق، عندما يكون النقد محموداً، فإنَّنا لا نسميه نقداً؛ بل نسميه قبولاً وثناء وتقديراً، وعلى أي حال يرتبط النقد البنَّاء بثلاثة أشياء؛ وجود اهتمام من جانب الناقد والمنتقَد، ووجود مسوِّغ للنقاش، وطرح النقد على شكل حوار متبادل.
يستفيد الطرفان من النقد الصادق عندما يستوفي النقد هذه المعايير الثلاثة، لذا إليك 3 فوائد للنقد البنَّاء:
3 فوائد للنقد البنَّاء:
1. يعطي وجهة نظر جديدة ومعلومات مفيدة:
تكون لدينا الفرصة لمساعدة هذا الشخص على تقديم وجهة نظرنا أو رؤيتنا للموقف، وذلك عندما يدعونا شخص ما إلى انتقاده، وعلى سبيل المثال لنفترض أنَّ شخصاً ما طلب رأينا بمقال كتبه، فمن المحتمل أنَّ الشخص يريد معرفة رأينا لتحسين مقاله؛ إذ تمنحه قراءتنا الموضوعية للمقال معلومات مفيدة عن كيفية تحسين المقال، وإذا أدرك أهمية أو فائدة رأينا، فقد يعيد كتابة المقال أو تنقيحه لتحسينه، وبذلك تزداد قيمة الكاتب والمقال بسبب النقد البنَّاء.
لدى كل شخص وجهة نظر ومعارف مختلفة عن الحياة؛ أي إنَّ كل شخص يقدم وجهة نظر فريدة، وإذا استمعنا وحاولنا فهم وجهات نظر هؤلاء، فيمكننا تطبيقها في عملنا لتحسينه.
فكر في الأمر، ولنفترض أنَّ شخصاً ما يريد تحسين تصميم موقعه على الويب، فمن يستطيع تقديم النقد المفيد؟ هل هم مصمِّمو المواقع الإلكترونية أم القرَّاء العاديون؟
لكل منهم وجهة نظر فريدة من نوعها.
شاهد بالفيديو: كيف تواجه الانتقادات السلبية؟
2. يعزز الترابط والثقة:
إذا كنا قادرين على إبداء رأينا الصادق بشأن شيء ما، ووجد الشخص الآخر أنَّه ذو قيمة، فسوف يزداد ترابطنا وثقتنا مع هذا الشخص، فيُظهر تقديم النقد البنَّاء للشخص الآخر أنَّنا نقدِّر عمله، والنتيجة هي زيادة مستوى الاحترام بيننا وبينه، وإذا كنَّا محظوظين ولدينا أصدقاء رائعين يبادلوننا النقد، فسوف يقدمون وجهة نظرهم القيِّمة لنا أيضاً.
لنفترض أنَّنا نساعد صديقنا على مراجعة مقالته وتصويب الأخطاء الإملائية والنحوية فيها حتى يتمكن القرَّاء من قراءتها بسهولة، بالتأكيد في هذه الحالة سيشعر بالامتنان ويقدِّر معروفنا، وفي المقابل عندما نريد مراجعة إحدى مقالاتنا، فيمكننا إرسالها إلى صديقنا ونطلب منه رأيه الصادق فيها، وعلى الأرجح أنَّه سيرد الجميل، وكما يقول الكاتب “جيم رون” (Jim Rohn): “العطاء خير من الأخذ؛ لأنَّ العطاء هو الذي يفتح الباب أمام عملية الأخذ”.
3. لا يؤدي إلى الكره:
عندما نبدي أدنى قدر من الاختلاف مع الآخرين أو أعمالهم دون طلب منهم، فإنَّنا نخاطر في كرههم لنا، فيقول الكاتب “هانز سيلي” (Hans Selye): “نحن نتعطش للقبول بقدر ما نخشى الشجب”.
يختلف النقد البنَّاء من حيث أنَّنا لا نقدمه إلا عندما يُطلب منا ذلك، فنحن نقدم النقد البنَّاء للأشخاص الذين نعرفهم ونثق بهم، والأشخاص الذين ننتقدهم يعرفون نوايانا الحقيقية، ونحن نقدم النقد البنَّاء على سبيل النقاش، وعلى أساس أنَّ وجهة نظرنا هي وجهة نظر واحدة فقط وليست بالضرورة حقيقة قاطعة، كما أنَّ النقد البناء يتعلق بإعطاء نظرة شاملة للأشياء: ما الذي يسير على نحو جيد؟ وما الذي يمكن تحسينه؟ وما أشبه ذلك، ويشعر في المقابل الأشخاص الذين ننتقدهم بالامتنان؛ لأنَّنا قدمنا لهم تغذية راجعة مفيدة لتحسين أنفسهم أو عملهم.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.