يوميات دريفوس في جزيرة الشيطان.. كيف انتهى أكبر سجن فرنسى فى التاريخ؟
كانت جزيرة الشيطان عبارة عن مستعمرة فرنسية، وما بين عامي 1852 إلى 1953، ضمت الجزيرة سجناء تراوحت جرائمهم ما بين إهانة نابليون الثالث إلى جرائم القتل، وما أكثر أولئك الذين قضوا نحبهم هناك دون أن يرتكبوا ذنباً على الإطلاق، قبل ذلك التاريخ كانت تلك الجزيرة (المكونة في الواقع من 3 جزر متجاورة) ملاذاً لأولئك الباحثين عن الخلاص الروحي والاستشفاء، فكثيراً ما قصدها المستوطنون الفرنسيون المصابون بالحمى الصفراء خلال ستينيات القرن الثامن عشر.
ولمدة 4 أعوام طوال، تحمل دريفوس حياة مؤلمة في جزيرة الشيطان. فقد احتُجز في زنزانة معزولة، وكُبل في سريره، وأُطعم لحماً فاسداً، وحُرم من الكلام مع السجناء الآخرين، ولكن في فرنسا، كان التيار قد بدأ يتحول إلى صالحه. وفي خطاب مفتوح بعنوان “أنا أتَّهِم” (J’accuse!)، اتهم الكاتب الفرنسي إيميل زولا الحكومة الفرنسية بتلفيق التهمة إلى دريفوس في عملية تستر ضخمة.
وفى النهاية رضخت الحكومة الفرنسية، وعرضت العفو عن دريفوس عام 1899، وقد قبله على الرغم من أن ذلك كان يعني اعترافه بارتكاب تلك الجريمة. قال دريفوس: “أعادت لي حكومة الجمهورية حريتي، لكن ذلك لا يعني لي شيئاً دون شرفي”. ولم تبرئ الحكومة الفرنسية دريفوس بالكامل حتى عام 1906.
توقفت الحكومة الفرنسية رسمياً عن إرسال السجناء إلى الجزيرة في عام 1938، غير أن اندلاع الحرب العالمية الثانية حال دون إغلاقها بالكامل، وتواصل إرسال قليل من السجناء الآخرين حتى عام 1946، ولم يرحل آخر معتقل في جزيرة الشيطان حتى عام 1953.
وفي السنوات التي كانت جزيرة الشيطان فيها سجناً، وصل عدد سجنائها إلى 80 ألفاً، وبالرغم من أن الجزيرة عادت لتستقبل الزوار والسياح بعد ذلك إلا أن أنقاض السجن الذي لا يزال موجوداً في الأدغال إلى اليوم يعتبر الذكرى التعيسة الباقية من الأيام الخوالي.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.