ومضات تاريخية.. “أمنحتب بن حبو” كاهن ومهندس وكاتب فى عهد الملك أمنحتب الثالث
حكايتنا اليوم مع “أمنحتب بن حبو”، كاهن ومهندس وكاتب وتولى أيضا العديد من المناصب الرسمية في عهد الملك أمنحتب الثالث، وهو الذي اشتهر فيما بعد بحكمته وأصالة رأيه لدرجة أن الشعب قد رفعه في عهد البطالمة إلى مرتبة الآلهة.
ولقد ولد “أمنحتب بن حبو” في بلدة “أتريب” (بنها الحالية) من أعمال المقاطعة العاشرة من مقاطعات الوجه البحرى، كما ذكر لنا ذلك في ترجمته لنفسه التي تركها في نقوش عدة، ولذلك كان مما يفخر به أنه يحمل لقب “رئيس كهنة إله بلدته” الذي كان يُدعى “حور خنتي ختي”، على أن بلدة “أتريب” مسقط رأسه لم تكن ذات مكانة تُحسد عليها في خلال الأسرة الثامنة عشرة، ومع ذلك فإن “أمنحتب” هذا كان كثير التفاخر بانتسابه إليها لأسباب لا تزال مجهولة، كما ذكر الدكتور سلسم حسن فى موسوعته مصر القديمة، فنراه يذكر لنا بسرور وغبطة في ترجمة حياته، كيف أن الفرعون أجاب ملتمسه فزين هذه المدينة بأحسن الزينة وأفخرها.
وتدل كل الأحوال على أنه ولد من أبوين فقيرين، أي إنه نشأ من عامة الشعب؛ فقد ذكر لنا اسم والده «حبو»٧ واسم والدته “إتو” مجردين عن كل لقب، ومن هذين الأبوين المغموري الذكر نشأ «أمنحتب»، وتدرج إلى معارج الرقي، حتى أصبح يقبض على زمام أمور الدولة المصرية في عهد «أمنحتب الثالث» أشهر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة.
ولم يذكر لنا “أمنحتب” شيئًا ما عن حياته قبل اعتلاء سميه “أمنحتب الثالث” عرش الإمبراطورية المصرية، وأوَّل وظيفة تقلَّدها في حكم هذا الفرعون هي “مساعد كاتب الملك”، ولا بد أنه كان قد ناهز الخمسين من عمره حينما تقلد أعباء هذه الوظيفة الصغيرة. ومن المحتمل أنه كانت توجد بينه وبين الملك الشاب رابطة جعلته ينخرط بسرعة في سلك الوظائف المدنية، ويذكر لنا أن الفرعون قد رقاه بعد فترة من الزمن إلى وظيفة “كاتب المجندين” برتبة “رئيس كتبة الملك”.
وقد كلفه الفرعون بوصفه “كاتب المجندين” أن يسهم في إقامة المباني الملكية، ولهذا منحه لقب “مدير كل المباني الملكية”، وقد كان نطاق وظيفته هذه بالإضافة إلى وظيفة “كاتب المجندين” قاصرًا على الوجه البحري.
وقد بقي “أمنحتب بن حبو” بعد اعتزاله أعمال الحكومة وتقاعده يشغل وظيفة “حامل المروحة على يمين الفرعون” في البلاط، وبذلك ظل مرتبطًا بالبيت المالك تمام الارتباط، ويغلب على الظن أن “أمنحتب” هذا قد نال لقب “مدير ثيران آمون” في الوجه القبلي والوجه البحري في آخر أيام حياته.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.