ومضات تاريخية.. أمنحتب الثانى أطلق عليه الملك الرياضى وحكم مصر 25 عامًا
حكايات وأسرار يكشفها المصرى القديم عبر حضارته العظيمة التى تبلغ آلاف السنين، وما زالت تبهر العالم حتى الآن، فبين الحين والآخر يتم حل لغز من ألغاز ذلك التاريخ الممتد على مدار قرون عدة، سجلت بعضها على جدران المعابد فى زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، لكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
حكايتنا اليوم مع الملك أمنحتب الثانى، الذى يعد من أشهر فراعنة الدولة الحديثة المحاربين، وورث إمبراطورية كبيرة فقد وُلِد من أبوين يجري في عروقهما الدم الملكي، فوالده “تحتمس الثالث” ابن الفرعون “تحتمس الثاني”، وأمه هي الملكة “مريت رع حتشبسوت” ابنة الملكة “حتشبسوت” بنت “تحتمس الأول”.
و يدل ما وصل إلينا من الرسوم والنقوش على أن “أمنحتب” الثاني كان رجل رياضة عظيمًا قوي العضلات، كما تدل موميته على أنه كان طويل القامة قوي الساعد، كما ذكر الدكتور سليم حسن فى موسوعته مصر القديمة، والواقع أن “أمنحتب” كان مولعًا بالرماية، بل كانت شغله الشاغل طوال حياته منذ نعومة أظفاره.
وقد حاول أمنحتب الثانى الاحتفاظ بالإمبراطورية الأسيوية التى امتلكها عن والده الملك تحتمس الثالث العظيم وذلك باستخدام القسوة فى سحق أى تمرد قد يبدر ضده، فنراه فى السنة الثالثة من حكمه يرسل حملة إلى شمال سوريا، وكانت تلك أول الحروب التى شنها على آسيا، حسب ما قال الدكتور حسين عبد البصير فى كتابه “الفراعنة المحاربون”، كما قاد الملك فى العام السابع من حكمه حملة إلى فلسطين فأخضع أمراءها، ثم استولى عليها فى مدة قصيرة، ثم عبر النهر، ثم استولى على العديد من البلدان والقرى.
ثم اتجه بعدها إلى مدينة قادش الشهيرة التى ما إن علم أهلها بوجوده حتى ذهبوا يقدمون له يمين الولاء والطاعة، وبعد ذلك اتجه الفرعون الرياضى إلى إلفنتين وعاد منها بغنائم كثيرة لمصر العظيمة، وفى العام التاسع من حكمه، أرسل حملة ثانية إلى شمال فلسطين لإخماد ثورة قامت فيها، فهزم أهلها هزيمة نكراء، وأخذ منهم أسرى يقدر عددهم بتسعين ألف أسير، ووصل بجيشه إلى نهر الفراتببلاد النهرين (العراق حاليًا).
ونتيجة لانتصاراته المدوية، أسرع إليه أمراء آسيا محملين بالهدايا ومقدمين إلى جلالة الفرعون الرياضى فروض الولاء والطاعة، وبعد العام التاسع من حكمه، توجه الملك أمنحتب الثانى إلى الاهتمام بشئون البلاد الداخلية بعد أن شعر بالرضا عن إنجازاته الحربية التى جلبت له الاستقرار والراحة والأمان فى أرجاء الإمبراطورية المصرية الفسيحة.
وقد توفي هذا الفرعون العظيم بعد أن حكم البلاد خمسًا وعشرين سنةً وعشرة أشهر كما يقول “مانيتون”، وقد أكد لنا ذلك ما جاء على الآثار، إذ عثر على إناء نبيذ معتق مؤرخ بالسنة السادسة والعشرين من حكم هذا الفرعون.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.