نزار قبانى فى ذكرى رحيله.. نظم الشعر فى سن مبكرة والتحولات نقلته إلى أرض النساء
ولد نزار قباني في مدينة دمشق لأسرة من أصل تركي، واسم عائلته آقبيق وهى عائلة مشهورة في دمشق، آق تعني الأبض وبيق يعني الشارب حيث قدم جده من مدينة قونية التركية ليستقر في دمشق، عمل أبوه في صناعة الحلويات وكان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا عمه أبو خليل القباني رائد المسرح العربي ومن أوائل المبدعين في فن المسرح العربي.
اشتهر بشعر الغزل فكتب عن المرأة الكثير من القصائد وكان لانتحار أخته بسبب رفضها الزواج من رجل لا تحبه أثر عميق في نفسه وشعره، فعرض قضية المرأة و العالم العربي في العديد من قصائده.
نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة فكانت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” 1967 ومن ثم أتبعها بعد ذلك بقصائده السياسية التى ظلت تنشر فى الصحف حتى وفاته، والتى تناولت الحدث السياسى العربى فى كافة المراحل التى شهدها.
جمع في شعره كلا من البساطة والبلاغة اللتان تميزان الشعر الحديث، وأبدع في كتابة الشعر الوطني والغزلي، غنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم أم كلثوم عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفيروز وماجدة الرومي وكاظم الساهر ومحمد عبد الوهاب، واكتسب شهرة ومحبة واسعة جدا بين المثقفين والقراء في العالم العربي.
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة وأصدر أول دواوينه ” قالت لي السمراء” عام 1944 بدمشق وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة له عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها طفولة نهد ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، أنت لي.
لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها: “قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب”، ويعتبر قصتي مع الشعر السيرة الذاتية لنزار قباني حيث كان رافضا لأن تكتب سيرته على يد أحد سواه وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم المجموعة الكاملة لنزار قباني.
يقول فى مقدمة كتابه قصتى مع الشعر: لن يكون هذا الكتاب تاريخاً بالمعنى الأكاديمي للتاريخ. لأن التاريخ هو علم الحوادث الميتة، علم الحوادث التي توقفت عن الفعل والانفعال.
ولن يكون هذا الكتاب بحثاً جيولوجياً لمادة قصائدي، وتربتها، وتشكيلها، فالقصيدة ليست إناءً رومانياً أو فينيقياً من الفخار تنتهي مهمتنا بقراءة الكتابة المحفورة عليه.
القصيدة ليست مادة منتهية، ليست زمناً ميتاً، إنها جسر ممدود على كل الأزمنة.
هذا الكتاب سيكون نوعاً من السيرة الذاتية، والسيرة الذاتية تكاد تكون مجهولة في تاريخ أدبنا، الأديب العربي لا يحب السفر في داخل نفسه، ولا يحب استعمال المرايا..
حديث النفس للنفس في بلادنا مكروه. نحن لا نفهم المونولوج الداخلي، ونعتبره نوعاً من الغرور والنرجسية.
الشاعر العربي يبقى صامتاً بانتظار حفلة تأبينه، فحفلات التأبين هي المناسبة الذهبية التي يجلس فيها النقاد على قبر الشاعر كي يلعبوا الورق…
وأنا طبعاً لن أسمح لأحد أن يلعب الورق على قبري، لأنني أريد أن اشترك في اللعبة”.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.