Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات بحثية

مفهوم البحث العلمي وأنواعه وأهدافه


طبعاً سيبقى التميُّز سمة من سمات الشعوب التي جعلت من البحث العلمي طريقةً ومنهجاً لها في العيش حتى صرنا ننظر نحن دول العالم الثالث إلى هذه الدول كنتيجة لمقدار الازدهار والحضارة الذي تنعم به وكأنَّها كوكب آخر وليست دولة أخرى؛ كاليابان مثلاً.

إذاً البحث العلمي المقترن بالإبداع والتنفيذ الفعلي على أرض الواقع من أنجح الطرائق التي تسمو بالشعوب وتجعلها ترتقي وتتطور، وبناءً على أهمية البحث العلمي وحاجة البشرية الملحة إليه، كتبنا هذا المقال للتعرُّف أكثر إلى مفهومه وأهدافه وأنواعه.

أولاً: مفهوم البحث العلمي وأهميته

توجد العديد من التعريفات التي توضح مفهوم البحث العلمي وتفسِّره، ويمكننا جمعها جميعاً في التعريف الآتي: “هو عملية جمع للمعارف والحقائق والبيانات والمعلومات وتصنيفها وتحليلها وتقديمها ضمن إطار علمي ممنهج يساعد على حل المشكلات وتحقيق التقدم والازدهار”، والبحث العلمي ليس وليد اليوم؛ بل هو قديم قدم الوجود البشري نفسه.

فالإنسان بعقله كائن دائم البحث عن التجديد والتطوير وربما لم يكُن البحث العلمي وقتها واضحاً ومفهوماً ومحدداً؛ بل كان يأخذ شكل تلبية للحاجات أكثر، فبدلاً من العيش في الكهوف بدأ الإنسان بالبحث عن مكان أكثر راحة وأماناً مدفوعاً بالحاجة والرغبة في التحسين وجعل الحياة أكثر راحة.

فبدأ مثلاً بصنع البيوت وتطويرها من شكل إلى آخر، ليبدأ بعدها البحث العلمي بالتطور جيلاً بعد جيل ليأخذ منهجاً واضحاً وأكثر دقة أدى إلى الوصول إلى ما نحن عليه اليوم من تطور ورفاهية.

أهمية البحث العلمي:

تنبع أهمية البحث العلمي عن العديد من النقاط، ويمكن تلخيصها بما يأتي:

  1. البحث العلمي المقترن بالعمل الجاد والتنفيذ الدقيق والصحيح يحوِّل هذه الأبحاث من مجرد مادة مكتوبة إلى أداة لتطوير المجتمعات وتقدُّمها وازدهارها.
  2. نتيجة عمليات البحث المستمرة لجمع البيانات وتحليلها وتفسيرها يؤدي البحث العلمي دوراً كبيراً في كشف المفاهيم الخاطئة والسلوكات السائدة في المجتمع وتعديلها وتوجيهها نحو الشكل الصحيح؛ فمثلاً ساد بدايةً الاعتقاد بتسطُّح الأرض حتى جاءت الكثير من الأبحاث العلمية لدحض هذا الاعتقاد وإثبات كرويتها.
  3. إيجاد حلول لما قد تَعُدُّه المجتمعات مشكلة لها في وقت من الأوقات وعائقاً في سبيل التقدم والتطور، ولنبدأ من بداية الوجود البشري على وجه الأرض، فلولا بحث الإنسان عن تطوير حياته وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهه لما اكتشف النار، فهذا الاكتشاف غيَّر حياة البشرية وأفسح المجال للنشاط البشري ليستمر حتى في الليل ومهَّد الطريق أمام عمليات أخرى من البحث العلمي الأكثر جدوى وفائدة.
  4. فتح المجال للجميع للاطلاع على ما توصَّلت إليه الأبحاث العلمية، وهذا يؤدي إلى توسيع مدارك القرَّاء ويحثهم ويشجعهم على المشاركة في عملية البحث العلمي.
  5. يساهم البحث العلمي في تطوير القطاعات وتحسينها، وهذا ينعكس بطبيعة الحال على راحة وتطور بقية أفراد الشعب ويحقق لهم المزيد من الرفاهية في حياتهم.

شاهد بالفيديو: 12 نصيحة لتسريع عملية التعلم

 

 ثانياً: خصائص البحث العلمي

 يتمتع البحث العلمي بالعديد من الخصائص وهي:

1. الحياد:

لا يجب أن تظهر شخصية الباحث وأفكاره الشخصية في بحثه؛ بل يجب أن يكون موضوعياً ويتجرَّد من كل ما هو شخصي قد يؤدي بشكل أو بآخر إلى تحيزه أو تطرفه، فالفكرة الأولى والأخيرة التي يجب أن يضعها الباحث في حسبانه هي قيمة البحث والهدف منه، وهذا ما يحققه فقط بالدراسة والبحث والجد بعيداً عن التشتت والانسياق وراء أمور جانبية لا أهمية لها وكل ما تقوم به هو جعل الباحث يبتعد عن هدفه ومساره.

2. أن يكون البحث ممنهجاً:

يسير وفقاً لخطوات مدروسة ومنظمة توصله إلى الهدف المنشود من البحث؛ إذ يتميَّز البحث العلمي بثبات نتائجه، ففي حال أُعيدَت الدراسة؛ لا بدَّ من الحصول على النتائج ذاتها.

3. لكل مشكلة سبب:

البحث العلمي يتميز بقدرته على إيجاد هذا السبب، فلا شيء مطلقاً يمكن تركه دون تفسير.

4. التراكم المعرفي:

كل باحث عليه أن يطَّلع على أبحاث غيره ويعرف إلى أين وصلوا ليضيف هو عليها ويطرح أفكاره بعيداً عن التكرار والتقليد.

5. عدو البحث العلمي هو الفوضى:

فيجب أن تكون خطوات البحث العلمي منظمة، ويجب على الباحث أن يضع خطاً يسير عليه ولا يحيد عنه.

6. لا يقبل البحث العلمي الشك أو الاحتمالية:

يجب أن يكون مبنياً على الأدلة التي تثبت صحته وتؤكد نتائجه.

7. الدقة:

من الخصائص التي تميز البحث العلمي أيضاً عن أنواع الأبحاث الأخرى، فكل مرحلة من مراحله تتسم بالدقة؛ وذلك لأنَّ هذه الدقة تسبب التطور والتقدم الذي يسعى إليه الباحث في مجاله.

8. القياس الكمي أو الوصفي:

تُختار أداة القياس بناءً على نوع البحث العلمي.

ثالثاً: أنواع البحث العلمي

كثيراً ما نصادف في أثناء بحثنا عن موضوع ما تحديداً لنوع البحث، فقد يكون بحثاً تجريبياً أو نظرياً أو تاريخياً أو اجتماعياً، وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن مدى ارتباط هذه الأبحاث ببعضها، وهل تندرج جميعاً تحت الصنف ذاته؟ في الحقيقة تختلف تصنيفات أنواع الأبحاث العلمية، وسنعرض فيما يأتي هذه الأنواع بناءً على التصنيفات المعتمدة.

أنواع الأبحاث العلمية حسب المنهج المستخدَم:

1. الأبحاث التي تعتمد على المنهج الوصفي:

وترتبط هذه الأنواع بالأبحاث الاجتماعية؛ فهي تتطلب وصفاً للظواهر والأحداث وتجميعاً للحقائق والمعلومات، ليتم أخيراً وضع النتائج النهائية وكتابة التقارير التي تساعد على توضيح الصورة، واعتماداً على ذلك يُتَّخَذ القرار المناسب.

2. الأبحاث التي تعتمد على المنهج التاريخي:

تعتمد هذه الأبحاث على دراسة حدث تاريخي معيَّن هو مشكلة البحث، ثم تحليلها بهدف تعميمها على الواقع أو من أجل الاستناد إليها للتنبؤ بالمستقبل.

3. الأبحاث التي تعتمد على المنهج الاستقرائي:

يُستخدَم هذا النوع في الأبحاث الفيزيائية والرياضية؛ وذلك لأنَّه يعتمد على التحليل والملاحظة الدقيقة.

4. الأبحاث التي تعتمد على المنهج التجريبي:

تقوم على الملاحظة لوضع الفرضيات ثم التحقُّق منها.

5. الأبحاث النظرية:

الهدف منها فهم مشكلة محددة ووضع القوانين والنظريات لكن دون تطبيقها.

6. الأبحاث التجريبية:

وتعني تطبيق وتجربة النظريات للتأكُّد من صحتها لاستخدامها في حال ثبت نجاحها.

7. الأبحاث العلمية:

تتضمن موضوعات علمية من كيمياء وفيزياء وغيرها، ولها دور كبير في تحقيق التطور الأكاديمي لمختلف المجالات.

8. الأبحاث الاجتماعية:

من فلسفة وعلم اجتماع وغير ذلك.

9. الأبحاث الاقتصادية:

لها دور هام في تحسين وتطوير الوضع الاقتصادي بشكل حقيقي.

10. الأبحاث الجغرافية:

من تضاريس ومناخ وبحار ومحيطات.

11. الأبحاث الدينية:

تهتم بدراسة التشريعات الدينية والقواعد الشرعية وكل ما يتعلق بالأديان وطبيعتها.

12. الأبحاث التاريخية:

تشمل موضوعات مثل تاريخ الإنسان في مرحلة معيَّنة وأهم ما يميز هذه المرحلة.

13. الأبحاث الوثائقية:

دراسة للوثائق والمخطوطات لتحصيل معلومات منها تساهم في فهم وتحديد صفات فترة معيَّنة أو مرحلة معيَّنة.

14. البحث العلمي المدرسي:

وهو من أنواع الأبحاث العلمية البسيطة التي لا تحتاج إلى منهج أو الكثير من المعلومات المبتكرة، وتكون شبيهة بالمقالات، وغالباً ما تُطلَب من الطلاب لقياس مدى فهمهم لمناهجهم والمعلومات التي اكتسبوها خلال فترة دراستهم.

  1. أبحاث الجامعات: أكثر إسهاباً من الأبحاث المدرسية، لكن على الرغم من ذلك لا يمكن القول إنَّ هذه الأبحاث تصل إلى مستوى الأبحاث العلمية المنهجية والشاملة.
  2. أبحاث الدراسات العليا “الماجستير”: وهي الأبحاث التي يُعِدُّها الطلاب لنيل شهادة الماجستير؛ وذلك بعد الحصول على الشهادة الجامعية، ويتم ذلك بإشراف متخصصين وباحثين.
  3. بحث الدكتوراه: بحث متكامل يعتمد على الأسلوب العلمي الأكاديمي ليحصل الطالب بعده على شهادة الدكتوراه، وهي أعلى الدرجات العلمية.

أنواع الأبحاث العلمية حسب الغرض منها:

  1. الأبحاث النظرية: الهدف منها فهم مشكلة محددة ووضع القوانين والنظريات لكن دون تطبيقها.
  2. الأبحاث التجريبية: وتعني تطبيق وتجربة النظريات للتأكُّد من صحتها لاستخدامها في حال ثبت نجاحها.

أنواع البحث العلمي حسب محتوى البحث:

  1. الأبحاث العلمية: تتضمن موضوعات علمية من كيمياء وفيزياء وغيرها، ولها دور كبير في تحقيق التطور الأكاديمي لمختلف المجالات.
  2. الأبحاث الاجتماعية: من فلسفة وعلم اجتماع وغير ذلك.
  3. الأبحاث الاقتصادية: لها دور هام في تحسين وتطوير الوضع الاقتصادي بشكل حقيقي.
  4. الأبحاث الجغرافية: من تضاريس ومناخ وبحار ومحيطات.
  5. الأبحاث الدينية: تهتم بدراسة التشريعات الدينية والقواعد الشرعية وكل ما يتعلق بالأديان وطبيعتها.
  6. الأبحاث التاريخية: تشمل موضوعات مثل تاريخ الإنسان في مرحلة معيَّنة وأهم ما يميز هذه المرحلة.
  7. الأبحاث الوثائقية: دراسة للوثائق والمخطوطات لتحصيل معلومات منها تساهم في فهم وتحديد صفات فترة معيَّنة أو مرحلة معيَّنة.

أنواع الأبحاث العلمية حسب المستوى الدراسي:

  1. البحث العلمي المدرسي: وهو من أنواع الأبحاث العلمية البسيطة التي لا تحتاج إلى منهج أو الكثير من المعلومات المبتكرة، وتكون شبيهة بالمقالات، وغالباً ما تُطلَب من الطلاب لقياس مدى فهمهم لمناهجهم والمعلومات التي اكتسبوها خلال فترة دراستهم.
  2. أبحاث الجامعات: أكثر إسهاباً من الأبحاث المدرسية، لكن على الرغم من ذلك لا يمكن القول إنَّ هذه الأبحاث تصل إلى مستوى الأبحاث العلمية المنهجية والشاملة.
  3. أبحاث الدراسات العليا “الماجستير”: وهي الأبحاث التي يُعِدُّها الطلاب لنيل شهادة الماجستير؛ وذلك بعد الحصول على الشهادة الجامعية، ويتم ذلك بإشراف متخصصين وباحثين.
  4. بحث الدكتوراه: بحث متكامل يعتمد على الأسلوب العلمي الأكاديمي ليحصل الطالب بعده على شهادة الدكتوراه، وهي أعلى الدرجات العلمية.

رابعاً: ما هي أهداف البحث العلمي؟

تتحدد أهداف البحث بما يريد الباحث تحقيقه في نهاية بحثه، فالأهداف تختلف باختلاف موضوع البحث، وفيما يأتي سنعرض الأهداف العامة التي تشترك فيها جميع الأبحاث:

  1. الوصف: تهدف جميع الأبحاث بداية إلى وصف الظاهرة “موضوع الدراسة” من خلال البحث عن معلومات عنها، وهذا طبعاً ما يساعد الباحث على تكوين الفرضيات وصياغتها بهدف تفسير الظاهرة.
  2. التنبؤ: دراسة الظواهر وتحليلها يساعد على التنبؤ بالتغييرات التي من الممكن أن تحصل في المستقبل وفقاً لهذه الظواهر.
  3. التفسير: يُعَدُّ من الأهداف الهامة للأبحاث العلمية؛ وذلك لأنَّ الأبحاث تركز في شرح الظواهر وتفصيلها والبحث في الأسباب التي أدت إلى تشكيلها. وللأبحاث حسب هذا الهدف نوعان:
  4. أبحاث تفسيرية بحتة.
  5. أبحاث توضيحية تطبيقية.
  6. التقويم: لتعزيز الظاهرة التي تُدرَس.
  7. النفي أو التأكيد: ويأتي هذا في نهاية البحث وبعد إجراء العديد من التجارب لهذه الظاهرة موضوع الدراسة؛ لينفي الباحث النظرية بسبب عدم ثبات صحتها أو يؤيدها ويؤكد صحتها.
  8. التثبت: أي التأكيد على الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع ذاته.
  9. إيجاد معارف جديدة: تساعد على تطوير العلوم وتقدمها.
  10. ضبط الدراسة والتحكُّم بها: وهذا يحدث في نهاية الدراسة وبعد التأكُّد من صحتها.

خامساً: ما هي أفضل محركات البحث العلمي الأكاديمي؟

نحن نلجأ إلى استخدام محركات البحث العلمي الأكاديمي عندما لا تفي محركات البحث العادية بالغرض أو بسبب الحصول على معلومات غير دقيقة وغير صحيحة؛ ولهذا ابتُكِرَ هذا النوع من محركات البحث المتخصصة والمتميزة بالدقة والاستناد إلى أفضل المراجع والمصادر، ومنها:

1. (Google scholar):

يُعَدُّ محرك البحث هذا متخصصاً بالمقالات والمؤلفات الأكاديمية والعلمية التي يبحث عنها كل متعلِّم وباحث، فيمكنك أن تجد فيه ما يخدم بحثك من تقارير وملخصات ورسائل علمية وكتب ومراجع وجميعها من مصادر موثوقة ومتخصصة وأكاديمية.

2. (Academic INFO):

يُعَدُّ من أكبر محركات البحث العلمية، وتجد فيه دليلاً شاملاً لعدد هائل من الروابط والعديد من الموارد المفيدة جداً لمختلف موضوعات البحث العلمية.

3. (BASE):

تُدير جامعة بيلفيلد الألمانية هذا الموقع، ويُعَدُّ محرك البحث هذا من أضخم محركات البحث العلمي في العالم.

4. (Library of congress):

يحتوي هذا الموقع على آلاف الوثائق من صور وخرائط وصحف ومخطوطات.

5. (Refseek):

يقدِّم هذا الموقع أكثر من مليار مادة علمية بما يتضمَّنه من كتب وموسوعات ومجلات علمية وصفحات ويب.

توجد أيضاً العديد من محركات البحث العلمية العربية؛ مثل “مايو كلينك”، “العلوم للعموم”، “ناسا بالعربي”، وغيرها.

في الختام:

يبقى البحث العلمي الطريقة الأمثل للارتقاء بالدول؛ وهذا يعني أن يهتم المسؤولون بهذا الجانب ويرعوه بشكل كافٍ، كما يجب أيضاً تقديم كل التسهيلات للباحث وتشجيعه وتحفيزه ومساعدته على تطوير بحثه وإدخاله حيز التنفيذ؛ وذلك لأنَّ الفائدة لا تخص الباحث نفسه؛ بل تعود بالنفع على عموم الشعب وتساعد على الارتقاء بالمجتمع وتطويره، وإذا ما نظرنا إلى حال الدول المتقدمة فسنكتشف سريعاً التقصير الواضح في البلدان العربية من ناحية الاهتمام بالبحث العلمي وتطويره، وسنجد أنَّ أغلب الباحثين العرب قد قرروا مغادرة بلادهم وتقديم أبحاثهم في الدول الغربية.

المصادر: 1،2،3


اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading