مثيرو الفتنة.. مهووسون غربيون يستفزون المسلمين
ووصف وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، الاستفزازات المعادية للإسلام بـ”المروعة”، وذلك بعد أن أحرق سياسي يميني نسخة من القرآن خلال احتجاج أقرته الشرطة خارج السفارة التركية في ستوكهولم يوم السبت.
وقال بيلستروم في تغريدة على صفحته الرسمية بتويتر: “الاستفزازات المعادية للإسلام مروعة.. تتمتع السويد بحرية تعبير بعيدة المدى، لكنها لا تعني أن الحكومة السويدية، أو أنا، أؤيد الآراء التي يتم التعبير عنها”.
ووقعت الحادثة خلال واحدة من مظاهرتين أعطت لهما الضوء الأخضر من قبل شرطة ستوكهولم لتنفيذها خارج السفارة التركية يوم السبت.
وتظهر مقاطع فيديو من الحادثة السياسي اليمينى راسموس بالودان، وهو يخاطب مصورًا حاملا نسخة من القرآن، وبعد إلقاء خطابه شرع بالودان بعد ذلك في إشعال النار.
وقال المتحدث باسم شرطة ستوكهولم، أولا أوستيرلينج، لشبكة CNN إن حشدًا صغيرًا يتكون من حوالي 10 إلى 15 شخصًا اجتمع مع بالودان، في حين أن “بضع مئات” من المتظاهرين انضموا إلى المظاهرة الثانية المؤيدة لتركيا بالجانب الآخر من السفارة، ووقع شجاران طفيفان في هذا الاحتجاج.
من جانبها أعربت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” عن إدانتها الشديدة للسلوك ، الذي قاد حركة “الخط المتشدد” السويدية، للإقدام على حرق نسخة من المصحف الشريف، في مشهد يبرهن على الانهزام الحضاري ومجانبة روح التسامح المؤمن بالتنوع الثقافي والعقدي، بما يفضى إلى إثارة مشاعر البغضاء وإحياء خطاب الكراهية.
وأكدت “الإيسيسكو” في بيان أوردته اليوم وكالة أنباء الشرق الأوسط أن الاستهانة بالقيم والمبادئ الحاكمة لحياة الأمم والشعوب هى أخطر أسلحة الدمار المخلخلة لبنية الأمن والنماء في المجتمع الدولي، واستنادا إلى هذه الحقيقة الساطعة، فإن المنظمة تنبه إلى ما جرَّ إليه هذا الاجتراء البغيض، من رفع لوتائر التوتر والعداء وحث لمشاعر الكراهية والصدام، بما يقود العالم نحو مزيد من شواهد الاحتراب الدولي الذي تعاني البشرية من تمدد خطره الداهم في الراهن المعاش، ولتعيش البشرية في أتون مهددات أمنها، بدلا من التفاتها صوب موجبات السلم الضامنة لازدهارها وتقدمها.
وأوضحت أن تكرار هذا النمط من التعديات، لن ينال من قيمة القرآن الكريم، الذي تتزايد أعداد المؤمنين به يوما بعد يوم، في مشارق الأرض ومغاربها.. مجددة التحذير من أن سماح السلطات – أينما كانت – لمثل هذه التوجهات بمثل هذا التعبير الأهوج يُعَدُّ استقواءً بآلياتها في الابتعاد بالإنسانية عن الجادة الحضارية الملتزمة باحترام قيم الشعوب وأخلاقيات ثقافاتها وأعرافها.
كما جددت المنظمة تأكيدها بأنها لن تتوانى في المضي مع القوى العالمية المحبة للسلام، حملاً لمشاعل التنوير، وترسيخاً لدعائم الاعتدال، بما يحول دون انتشار هذه النزعات الرعناء وتمددها.
من ناحية أخرى، أدانت الكنيسة الكلدانية بالعراق، إقدام متطرف سويدي بإحراق نسخة من القرآن الكريم.
وأفاد البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو في بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية أن الكنيسة الكلدانية تدين قيام شخص سويدي متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام السفارة التركية في السويد موضحا أن هذا السلوك يتنافى مع القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، ويجرح مشاعر الملايين من المسلمين في العالم، ويؤجج خطاب الكراهية في وقت يحتاج فيه عالمنا إلى السلم الأهلي.
وأكد أنه على الدول أن تتحمل مسؤوليتها باحترام حق كل إنسان بممارسة إيمانه بكل حرية، عليها أن تقوم بخطوات راسخة في حماية الديانات ورموزها، والمؤمنين بها، وإشاعة روح المحبة والأخوّة بين اتباع الديانات، وتحصين المواطنين من التطرف والعنف، ومعاقبة المسيئين منعاً لتكرارها.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.