كيف تتعامل مع صوت النَّقد الذي يخاطبك من الداخل؟
للأسف في مرحلةٍ ما، لم يضطر أحد إلى إخبارنا بهذه الأشياء؛ لأنَّنا بدأنا نخبر أنفسنا هذه المعتقدات الخاطئة، وقد تحوَّل الناقد الخارجي إلى ناقد داخلي، وحصرنا أنفسنا في منطقة راحة قد شكلها هذا النَّقد.
لم يُقال أي من هذا النَّقد لإلحاق الأذى بنا؛ بل بدلاً من ذلك، لقد قيل لحمايتنا، لكن لقد كانت النية مضللة، وقد حان الوقت للبدء في تحدي كل تلك المعتقدات التي مُلئت في رؤوسنا عندما كنا صغاراً في السن، وحان الوقت لتهدئة ذلك الناقد الداخلي والتوقف عن الإيمان بالنقاد الخارجيين، وهذا ما سوف نتعمق فيه في هذا المقال.
الناقد الداخلي:
كلٌّ منا لديه صوت في رأسه وهو من ناحية معينة عبارة عن سيل الوعي اليومي، ومن ناحية أخرى هو مجموعة من جميع المعتقدات والتوقعات التي واجهناها خلال حياتنا، وقد تخدمنا هذه المجموعة إذا كانت تلك المعتقدات والتوقعات تزيدنا قوةً، لكن إذا كانت مليئة بالشكوك والسلبية، فإنَّها ستتحول إلى ناقد داخلي؛ أي إلى ذلك الصوت الذي يخبرنا دائماً بما لا يمكننا فعله ولماذا سوف نفشل؟
إنَّه صوت قد تعلَّمنا الإصغاء إليه عندما كبرنا، وهو صوت يجب أن نتعلم عدم الإصغاء إليه، بالطبع، من الجيد التفكير في اختياراتنا وأحلامنا واتخاذ قرارات مستنيرة، لكن في كثير من الأحيان نفرط في التفكير ونستسلم قبل أن نحاول؛ لأنَّ ذلك الصوت قد أخبرنا أنَّ ما نفكر فيه “مستحيل” على أية حال.
قد تستغرق تهدئة هذا الناقد الداخلي بعضاً من الوقت، فقد أصغيتَ إليه لفترة طويلة جداً؛ لذلك من المحتمل ألا تتمكن من إيقافه فجأةً؛ لذا تحلَّ بالصبر وكن لطيفاً مع نفسك، ولا تستسلم.
كيفية إيقاف ناقدك الداخلي:
يتكون الناقد الداخلي من الأفكار فقط، ومن الممكن تغيير الأفكار بمجرد إدراكك لها، اتبع النصائح الآتية للتغلب على الناقد الداخلي:
- حدد ما يخبرك به ناقدك الداخلي واكتب هذه العبارات.
- اعرف مصدر هذه المعتقدات، ومن أخبرك بها، هل هي عائلتك؟ أو أصدقاؤك؟ أو معلميك؟ أو ثقافتك؟
- صف كيف أثرت هذه المعتقدات في سلوكك في الماضي.
- أعد كتابة هذه العبارات بطريقة إيجابية، وارجع إليها كلما بدأ ناقدك الداخلي في إزعاجك.
شاهد بالفيديو: كيفية التحكم بالانفعالات وضبط النفس
مثال تطبيقي:
- أنا لست جيداً بقدر الأشخاص الآخرين.
- لقد أخبرني معلمي بهذا الأمر عندما كان عمري 6 سنوات.
- لقد قارنت نفسي بالآخرين واختبأت.
- أنا جيد بما فيه الكفاية.
سيساعدك هذا على مواجهة كلمات ناقدك الداخلي وتغيير نظرتك للعالم إلى نظرة أكثر قوة، إذا واصلت إخبار نفسك العبارات الإيجابية التي أعدت صياغتها، سوف تبدأ في تصديقها.
إذا أردت اتخاذ خطوة إضافية، اجمع الأدلة المتعلقة بتلك العبارات الإيجابية من الماضي وابحث عن طرائق لإثباتها لنفسك في المستقبل؛ لذلك ابحث عن أمثلة لما يجعلك فريداً وكيف أنَّ هذا التفرد رائع جداً، وشارك في الأنشطة التي تسلط الضوء على تفرُّدك تفرداً أكبر.
تحويل ناقدك الداخلي إلى مشجِّع داخلي:
عندما تبدأ في جمع أدلة على روعتك، ستبدأ في الإيمان بنفسك وبقدراتك أكثر، وبالتدريج قد يتحول ناقدك الداخلي إلى مشجع داخلي بدلاً من ذلك.
للمساعدة على هذا الانتقال، افعل ما يأتي:
- أنشئ قائمة بثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها أو تحبها في نفسك كل يوم.
- اطلب من أصدقائك سرد أعظم 3 نقاط قوة لديك.
- اكتب رسالة تقدير لنفسك تتحدَّث فيها بلطفٍ عن نفسك.
في الختام:
افعل ذلك بانتظام أو كلما احتجت إلى القليل من التشجيع، وليس من الغرور أن تحبَّ نفسك؛ بل هذا أمر منطقي؛ لذا اعلم أنَّك كافٍ، ولا تدع أيَّ شخص يُخبرك بخلاف ذلك، وإن كانت نفسك.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.