صدور الترجمة العربية لـ”كيف تصنع سيكوباتيا؟” عن دار الفاروق
وهو من ترجمة فاطمة فوزي النوحي، تعمل في مجال الترجمة منذ عام 1998 وقد قامت بترجمة ومراجعة محتويات عشرات من: الكتب والدورات التدريبية ومواقع الإنترنت والمقالات والرسائل العلمية وغيرها على مدار سنوات عملها. وتنوعت الأعمال التي ترجمتها ما بين الاقتصاد والأعمال وريادة الأعمال والتكنولوجيا والكمبيوتر والأدب والموضة والمهارات اليدوية والقواميس وأعمال الأطفال وغيرها.
يستعرض الكتاب يتعرض الكتاب لاضطراب الشخصية السيكوباتية (Psychopathic Personality Disorder) حيث يصحح الخطأ الذي يشوب وجهة نظرنا تجاه هذا الاضطراب من حيث تشخيصه والذي يعتمد في الوقت الحالي على النقاط الواردة في قائمة تدقيق هير المنقحة للاعتلال النفسي التي وضعها عالم النفس الكندي روبرت هير في السبعينيات من القرن العشرين Psychopathy Checklist (PCL-R).
ويتطرق الكتاب إلى التشريح الدماغي للمصابين بهذا الاضطراب وما هو مختلف داخل أدمغتهم عن البشر العاديين؛ كما يوضح الكيفية التي تم التوصل بها إلى هذا الاختلاف عن طريق دراسات حالة وتجارب قام بها الأطباء النفسيين وعلماء النفس على مدار سنوات طويلة.
ويتطرق الكتاب لسبعة من أكثر الشخصيات السيكوباتية لفتًا للنظر التي تعامل معهم المؤلف على مدار حياته المهنية، ويستعرض المؤلف في كل شخصية ظروف النشأة وتطور مراحل العمر والظروف التي أدت بالشخصية المعروضة لارتكاب جريمة ودخوله السجن ثم إلحاقه بالمستشفى النفسي التابع للسجن بعد تشخيصه بالسيكوباتية.
وتتنوع الشخصيات المعروضة فيما بينها بالنسبة لكل من: الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية وظروف التنشئة والمجتمع المحيط وغيرها. ويوضح المؤلف بالأدلة أن بعض الشخصيات السيكوباتية تنجح في اختراق النظم الاجتماعية والجنائية بنجاح دون أن يتم اكتشافها؛ وأطلق عليهم اسم السيكوباتيين الناجحين.
ويرفض المؤلف الممارسات والآراء التي سادت الطب النفسي لسنوات عن أن السيكوباتيين أشخاص لا يمكن علاجهم وينبغي إقصائهم بعيدًا عن المجتمع وهو ما دلل عليه بالشخصية السابعة التي أوردها في الكتاب والتي تحولت إلى شخصية ناجحة ومندمجة في المجتمع على الرغم من تاريخها الطويل في الجريمة والانحراف السلوكي.
ويعرض المؤلف وجهة النظر التي قدمها إخصائيو علم الوراثة الوبائي- مثل «إيسي فيدينج» – التي وجدت أن الأطفال الذين يتصفون بدرجة عالية من القساوة وعدم العاطفية تنذر بتحولهم عند البلوغ إلى سيكوباتيين؛ يحملون نفس النمط الجيني. ولكنه يوضح أنه لا يعتقد أن السيكوباتيين المجرمين يمكن أبدًا أن ينحدروا من بيوت وعائلات تتسم بالاستقرار والأمان وجيدة بما يكفي لتنشئة الصغار لأنه على الرغم من أن الموروث الجيني – أو الشخصية المميزة – تعد عاملًا مهمًا في الإصابة بهذا الاضطراب النفسي، فإن البيئة التي ينمو فيها الطفل هي التي تصنع الاختلاف من حالة لأخرى.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.