صدر حديثا.. كلمات فى زمن الـ “أى كلام” لـ دينا شرف الدين
صدر حديثا كتاب كلمات …فى زمن الـ “أى كلام” للكاتبة والإعلاميةـ دينا شرف الدين، ويحتوى عددا من المقالات المهمة التى نشرتها الكاتبة فى موقع اليوم السابع.
وتقول دينا الشرف الدين فى مقدمة الكتاب:
ما دفعنى بقوة لأكتب بموضوع الأخلاق، و أسترسل بالحديث عنها و ما ترتب على تراجعها و اختفائها من آثار سلبية و ظواهر اجتماعية شديدة الخطورة قد تصيب المجتمع بالتفكك والانهيار فالأخلاق هى المنظم الأساسى الذى يحكم العلاقات بين الناس بأى مجتمع.
سنوات من الإنحدار الخلقى لم تقتصر فقط على سوء سلوكيات أصحابها و لكنها أضرت بالمجتمع كله و ضربته بمقتل، فتضرر على جميع المستويات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتعليمية والثقافية والفنية.
وتوالت صدماتى يوماً بعد يوم مما أصاب المجتمع من تدنى للخلق و تردى للسلوك ما أصابنى بالذهول الشديد فى البداية ثم تحول تدريجياً إلى حالة من الإحباط الذى يلازم العجز عن التغيير و يصاحب خيبة الأمل التى يشعر بها كل ذى أيدٍ مكتوفة، حيث تعالت أمواج انحطاط الأخلاق لتصل إلى ذروتها فى أعقاب ثورة يناير التى كانت سبباً مباشراً فى كسر حواجز الخوف و قيود الإلتزام حتى فاضت و أطاحت فى طريقها بكل القيم و العادات و الأعراف التى كانت تحكم المجتمع منذ زمنٍ ليس ببعيد .
فالهوة التى تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم بين الماضى الغير بعيد بقيمه و أخلاقياته و شرائعه المجتمعية و بين أخلاق اليوم بمفرداتها الجديدة كانت السبب فى تحولى و من يهتم بنفس همومى إلى مجرد غرباء فى ديارهم و بين أهليهم و بنى أوطانهم، الذين تحولوا بين ليلة و ضحاها إلى أناس آخرين لا نعرفهم و لا يعرفوننا فقد افترقت الطرق بين هؤلاء الذين انخرطوا سريعاً مع مفردات العصر و سلوكياته و اختاروا ركوب الأمواج الجديدة التى تحمل كل من يقفز عليها لتصل به لبر الأمان الذى ينشده و تُطيح بكل من يأبى أن يخفض لها رأسه، ليصبح آنذاك من المغرقين .
فقد تربينا على قيم و تقاليد و أعراف تلقيناها عن آبائنا و أمهاتنا و من يحيطون بنا من الأهل و الأصدقاء و الجيران بشكل تلقائى لا يتطلب الكثير من الجهد إذ أنها كانت سمة هذا الشعب الطيب الخلوق المهذب المتواضع المرحب الشهم الأمين الصابر منذ فجر التاريخ، فكنا نرى و نسمع و ندرك و نتعلم تلك القيم بشكل دائم فى كل مراحلنا العمرية فى البيوت و المدارس و الشوارع و النوادى إذ أنها كانت سلوكيات و أخلاقيات عامة تحكم جميع أفراد المجتمع و من يخرج عنها و يتجاوزها يكون استثناءً معلوماً لدى الجميع فيناله العقاب الجماعى بالنبذ أو الإزدراء أو فقدان الهيبة و احترام الآخرين، ذلك قبل أن يغرق المجتمع فى هذا المستنقع شديد العمق و إن تحدثت عن ” التعليم ” و ما أصابه من تدهور .
لن يسعنى القول إلا أنه المصيبة الكبرى التى ساهمت بشكل سريع فى هذه الحالة المتدنية التى يتسم بها جيل اليوم.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.