سمو رئيس ” قياس ” يقدم نموذجاً مقترحاً للاختبارات الوطنية
قدم سمو رئيس المركز الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود يوم الثلاثاء 9/4/1434هـ نموذجاً مقترحاً للاختبارات الوطنية بالمملكة العربية السعودية وذلك خلال مشاركته في الجلسات المصاحبة للمنتدى الدولي للتعليم 2013م والمقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض بمدينة الرياض.
وعرف “رئيس قياس” سمو د. فيصل الاختبارات الوطنية بأنها اختبارات محكية المرجع تطبق على صفوف معينة وفي مقررات محددة بصفة دورية على المستوى الوطني لمراقبة مستوى التحصيل الدراسي للطلاب، وتزود هذه الاختبارات التربويين وصانعي السياسات التعليمية والمسؤولين عن التطوير التربوي بمعلومات علمية منظمة وموثوقة عن أداء الطلاب الأكاديمي على مستوى الدولة.
وأضاف سموه أن أهداف الاختبارات الوطنية هي توفير بيانات صادقة للقائمين على رسم سياسة التعليم، والمساهمة في إعداد معايير تربوية تتسم بالواقعية، ومراقبتها، وتحديد العلاقات بين التحصيل الدراسي والمتغيرات، ومقارنة المستويات التحصيلية بين المدارس والمناطق، وتوجيه جهود العاملين للرفع من المستويات التحصيلية، بالإضافة إلى ذلك تعزيز المحاسبية، وتقديم معلومات تشخيصية، وإطلاع الطلاب وأولياء أمورهم على نتائج تقويم أدائهم، وإثراء الرؤى والأطروحات، وزيادة الوعي الاجتماعي بمجريات العملية التعليمية.
وأكد من خلال النموذج المقترح أن الحاجة للاختبارات الوطنية تتشكل في سد الفراغ الناتج عن عدم وجود اختبارات ومؤشرات لمستوى التعليم واتجاهه على مستوى الوطن، ومناقشة الوضع الحالي في ضوء بيانات موثقة وصادقة، ومساعدة الوصول إلى مستويات معيارية، وربط مستويات التحصيل بالعوامل المدرسية والاجتماعية وتقديم معلومات لمعالجة العوامل المثبطة وتفعيل العوامل المعززة، إضافة إلى التحقق من مبدأ العدالة في تقديم الخدمات التعليمية.
وعن محاذير تطبيق الاختبارات الوطنية أشار سمو الدكتور فيصل أن استخدام الاختبارات لتصنيف الطلبة إلى ناجحين وراسبين من محاذير التطبيق، ومنها اقتصار الاختبارات على بعض المعايير التي تؤدي إلى اختزال المناهج في المدارس إلى ما يقع ضمن دائرة الاختبار، إضافة إلى ذلك تكرار نماذج الاختبارات أو بعض أجزائها، وعدم أخذ الاختبارات بجدية، والإسراف في تصنيف المدارس، وعدم الاستفادة من نتائج الاختبارات في تصحيح مسار التعليم.
وحول تطبيق الاختبارات بين رئيس قياس أن التطبيق على جميع طلاب المراحل المحددة، ولكن بشكل تدريجي ومتناوب بين المدارس في بداية المشروع، وذلك من خلال الحاسب بأنظمة مركزية (IBT) لضمان تساوي ظروف التطبيق وأمان مواد الاختبارات وحفظها، حيث تتضمن مهارات الكتابة، والمهارات الحديثة مثل القدرة على الطباعة بشكل مباشر على الحاسب، ويتم استقاء متغيرات الدراسة من بيانات الطلاب والمعلمين والمدارس في قواعد البيانات المتوفرة بنظام وزارة التربية دون الحاجة لتضمين الاختبارات استمارات مطولة لجمعها.
وعن معايير الاختبارات أكد سموه أنها تتم صياغة معايير ومؤشرات الأداء لتشمل جميع معايير المحتوى الدراسي للمراحل السابقة لمرحلة التطبيق، ويتم تمثيل معايير المحتوى في الاختبارات بشكل متناوب كل ثلاث سنوات لضمان تمثيل جميع المعايير على المستوى الوطني لكي يتم التعامل بشكل شامل مع محاور الإصلاح والتطوير.
وتطرق سمو رئيس المركز إلى بناء الاختبارات وذلك حسب معايير الأداء المخصصة لكل مقرر ولكل عام، وتتوزع الأسئلة لتغطي المستويات المعرفية وبما يتناسب مع المؤشرات المعتمدة، حيث تربط جميع الأسئلة بالمعايير والمؤشرات والمستويات المعرفية ومستوى الصعوبة من خلال خارطة متعددة الأبعاد، يتم من خلالها التعرف على مستويات الطلاب في جميع المعايير بشكل دقيق، وذلك من خلال بناء بنك أسئلة يحوي على أداء معروف من خلال تجربتها على عينات ممثلة لمجتمع الطلبة.
وتوصل سموه من خلال (نموذج الاختبارات الوطنية) إلى عدة نتائج وتوصيات منها التعامل مع الضعف المشترك (على المستوى الوطني) بإجراءات وطنية شاملة، ومع الضعف المحلي أو الخاص بمدارس معينة بإجراءات خاصة محلية، بعد معرفة أسباب هذا الضعف، ووضع المستهدف للمدارس والمناطق التعليمية ليكون أعلى بنسبة 20% من المتوسط الوطني للعام الأخير من التطبيق، وتتم المحاسبة على مقدار نسبة التغير في الأداء كل ثلاثة أعوام، وكذلك تقديم المدارس ، على ضوء التقارير والبيانات المقدمة، من خلال خطة سريعة وأخرى طويلة المدى تتواءم مع جوانب الضعف والقوة لدى المدرسة وبما يتناسب مع الخطة العامة التي تقدمها الجهة المعنية بالوزارة، حيث تتمثل المعايير المهمة كل عام وذلك للخلوص إلى تقارير موثوقة لكل طالب بشكل مستقل، عن أدائه وعن احتياجاته التأهيلية.
وفي رد سموه على أحد المداخلات عن المستقبل المهني للاختبارات الوطنية للطلاب وللمؤسسات التعلمية أفاد بأن الاختبارات الوطنية بطبيعتها هي اختبارات لبعض المراحل الدراسية وتهتم بمقررات محددة والتي تعتبر مفاتيح للأداء التعليمي , وأن هذه الاختبارات هي منظومة كاملة تشمل على وضع معايير وتشمل أيضاً التقارير التي تصدر من هذه الاختبارات سواءً تقارير وطنية على مستوى الوطن لصانعي السياسية التعليمية أو الوزارة، وكذلك المدراس والإدارات التعليمية والطلاب وأولياء أمورهم.
وحول رأي سموه في إقامة المنتديات وورش العمل التعليمية المتخصصة قال” إقامتها مهم جداً وخاصة المواضيع التي تطرح من خلال المنتديات التي طرحت اليوم, وبحاجة المستوى التعلمية والأهم أننا نستفيد من هذه التظاهرة ولا تكون فقط مجرد إلقاء محاضرات ويستمع لها الحضور، وإنما يجب أن تستفيد الجهات المتخصصة من هذا الطرح الموجود وتضع خطة عمل لتستفيد من الخبرات الأخرى وتختصر الوقت والجهد.
من جانباً أخر يشارك يوم غدٍ الاربعاء ضمن جلسات المنتدى والمعرض الدولي للتعليم 2013م مدير إدارة الاختبارات المهنية بالمركز الوطني للقياس والتقويم الدكتور عبدالله السعدوي في ورقة عمل عند الساعة الحادية عشر صباحاً تحت عنوان (دور المعايير المهنية والاختبارات في تحسين برامج إعداد المعلمين وتطوير أدائهم).
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.