سره الباتع .. كيف تعامل المصريون مع علماء الحملة الفرنسية وهل تعاطفوا معهم؟
الجانب الذى يمثله النجم حسين فهمى، فيما يخص تواجد علماء الحملة الفرنسية فى مصر، يفتح بابا للتساؤل حول كيف استقبل المصريون علماء الحملة وهل تعاطف أعضاء حملة نابليون مع الفلاحين حقا كما يظهر في المسلسل؟
بحسب كتاب “تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية” تأليف جمال الدين الشيال، فإنه بينما كان الجنود يحاربون فى المدن، وفى القرى، كان هؤلاء العلماء عاكفين على أبحاثهم وآلاتهم وكتبهم، يدرسون تربة مصر، ونباتاتها، وحيوانها، وطيرها، ونيلها، ومعادنها، وطرقها، وأسواقها، وصناعاتها، ومجتمعاتها، وآثارها … إلخ، ثم يسجلون في دفاترهم نتائج أبحاثهم هذه كلها، لتكون الرصيد المختزن للمؤلف العظيم الذي يضعونه عن مصر بعد خروج الحملة، وهو كتاب وصف مصر.
وأوضح الكتاب أن الناس في مصر يشاهدون هؤلاء الفرنسيين يتنقلون في القرى والمدن يقلبون أنظارهم في كل شيء ويُخضعون كل ما يرون ويشاهدون لبحثهم وآلاتهم، ويسألون ويقيدون، فلفت أنظارهم هذا الفضول، ولكنهم لم يلبثوا أن انصرفوا عن هؤلاء الفضوليين وجذبتهم شئون حياتهم الخاصة.
أما فيما يخص موقف علماء مصر من نظرائهم الفرنسيين، فأكد الكتاب أنه كان مغايرًا لموقف العامة، فقد اتصلت الأسباب بينهم وبين رجال الحملة بعد أن هدأت المعارك الأولى وأسفرت عن فرار المماليك الذين كانوا سوط عذاب مشهرًا على المصريين منذ أمد طويل، فهم من جانبهم رأوا أن حماتهم قد تخلوا عنهم وفروا هاربين، ونابليون من جانبه كان يرى كما قال في مذكراته أنه لكي يسوس “هؤلاء الناس — أي المصريين — لا بد من وسطاء يسعون بيننا وبينهم، وكان لا بد أن نقيم عليهم رؤساء وإلا أقاموا رؤساءهم بأنفسهم، وقد فضلت العلماء وفقهاء الشريعة؛ لأنهم: أولًا كانوا كذلك — أي رؤساء بطبيعتهم — وثانيًا لأنهم كانوا مفسري القرآن، ومعروف أن أكبر العقبات تنشأ عن أفكار دينية، وثالثًا لأن للعلماء خلقًا لينًا، ولأنهم — دون نزاع — أكثر أهل البلاد فضيلة، لا يعرفون كيف يركبون حصانًا، ولا قبل لهم بأي عمل حربي، وقد أفدت منهم كثيرًا، واتخذت منهم سبيلًا للتفاهم مع الشعب، وألَّفت منهم الديوان”.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.