رسالة الإمام .. فقهاء الإسلام .. زيد بن على
يقدم مسلسل رسالة الإمام، بطولة الفنان خالد النبوى، أجزاء من سيرة وفكر الإمام الشافعى، أحد أبرز الفقهاء فى التاريخ الإسلامى، وهناك العديد من الفقهاء المعروفين وغير المعورفين فى التراث منهم الإمام زيد بن على.
عاش الإمام زيد بن على بن الحسين صادقًا ومات مخلصًا، كان فقيها عالما طالبا للعلم، اتصل بالإمام أبى حنيفة النعمان وتناقشا فى شئون العلم، وله مذهب فقهى معروف، وسيرته دالة على علمه، كما أنها دالة أيضا على الظلم الذى تعرض له من الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك ومن الأتباع الذين كانوا يريدونه متعصبًا مغلقًا لكنه كان سمحا واسع المعرفة.
تقول كتب التراث إن والده على زين العابدين بن الحسين قد رأى فى المنام سيدنا النبى محمد عليه الصلاة والسلام يبشره بمولد زيد، وجاء زيد فى سنة 80 هجرية، وسيرة مقتل جده الحسين لا تزال تسرى بين الناس، وقد وهب نفسه للعلم، وعاش فى المدينة المنورة لم يخرجه منها سوى طلب العلم والدفاع عن نفسه ضد تهمة باطلة حاكها له بنو أمية.
كانت الحياة فى المدينة المنورة هادئة بعض الشيء قياسا بما يحدث فى الشام والعراق، حيث زاد الخلاف وتعددت الفرق وراحت تلعن بعضها وتكفر غيرها، وقد شغل ذلك الإمام زيد بن على فراح يستزيد من العلم ويعلم الناس، وصار له مجلس علم وفقه، وهذا أغضب الخليفة الأموي.
كان زيد متعبدًا ورعا لا يفكر فى السياسة لكنه أجبر عليها، ومما ينسب إليه قوله “والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يمينى من شمالي، ولا انتهكت لله مَحْرَماً منذ عرفت أن اللّه يعاقب عليه”، وقال أيضا “والله لو علمت أن رضاء الله عز وجل فى أن أقدح ناراً بيدى حتى إذا اضطرمت رميت بنفسى فيها لفعلت؟”.
كان الخليفة هشام بن عبد الملك لا يحب الإمام زيد فحاول أن يبعد الناس عنه، وسعى للتقليل من قيمته، ودفع ولاته لمضايقة زيد، وفى الوقت نفسه لم يسمح له بالشكوى منهم، ووصل الأمر أن لو زيد ألقى السلام لا يرد هشام عليه، واشتد الأمر بينهما حتى قال زيد لهشام “سأخرج من مجلسك، ثم لن ترانى إلا حيث تكره”.
والتف أهل الكوفة حول زيد بن على ودعوه للخروج مؤكدين له أنهم سينصرونه، ويبدو أن زيد كان طيب القلب فصدقهم، وأعلن الخروج على بنى أمية، لكن أتباعه كانوا يجتمعون غليه ويسألونه: ما تقول فى أبى بكر وعمر؟ فيقول “ما سمعت أحداً من آبائى تبرّأ منهما، ولا يقول فيهما إلاّ خيراً”، ولم يقتنع الأتباع المتعصبون بهذا القول، وراحوا يتخلون علن الإمام حتى قيل أنه لم يظل معه سوى مائتى رجل، وهنا وجبت الإشارة إلى أن الإمام زيد كان يعرف الإجابة التى يريدونها وكان سيربح الدنيا لو قالها، لكنه وهو الرجل الصادق مع نفسه رفض أن يبيع نفسه وقال قولة الحق ودفع ثمنها فادحا.
أرسل الأمويون جيشا لمحاربة الإمام زيد ودارت الحرب، وصال زيد وجال، لكن فى النهاية أصابه سهم فى جبهته واستشهد فى سنة 122 هجرية، ودفنه أتباعه سرا لكن بنى أمية عرفوا مكان دفنه فأخرجوا جثمانه وصلبوه وأرسلوا الرأس إلى هشام بن عبد الملك فى الشام.
واختلف المؤرخون فى فترة الصلب قيل بأن الجسد ظل شهورا وقيل أربع سنوات والجسد أو ما تبقى منه لم ينزل من على خشبة الصلب، وفى النهاية أحرقوه ونثروا رماده فى النهر.
وعندما علم أهل المدينة بمقتل زيد بن على ضج أهلها بالبكاء كأنه يوم مقتل جده الإمام الحسين، ومرت السنوات وذهبت الدنيا إلى حالها وذهب قتلته إلى النسيان وظل الإمام زيد بن على اسما دالا على العلم والصدق.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.