رحلة ابن فطومة.. هل قصد نجيب محفوظ رحلات الرحالة ابن بطوطة فى روايته الشهيرة؟
واحدة من روايات الفترة الفلسفية في حياة الأديب العالمي نجيب محفوظ كانت روايته الشهيرة “رحلة ابن فطومة” التي تحكي عن رحالة عربي هاجر من بلاده بعد فشلة في الزواج من محبوبته إلى دار الجبل بحثا عن الكمال والعدالة المفقودين في بلاده، يشجعه على ذلك استاذه الذي فشل في اكمال الرحلة بسبب الحرب التي كانت تدور بين البلاد المتجاورة، في تشابه كبير مع رحلات الرحالة الشهير ابن بطوطة ما اعتبره الكثير أنها تناص او استلهام من مسيرة الرحالة المغربي الكبير.
وتمر اليوم الذكرى 719 على ميلاد الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة، إذ ولد في 24 فبراير عام 1304، وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتى الطنجى، المعروف بابن بطوطة يعد من أشهر الرحالة المسلمين، وقام بثلاث رحلات جاب خلالها معظم أجزاء العالم المعروف فى زمانه مستغرقا حوالى تسع وعشرين سنة.
وتقول الناقدة عفاف عبد المعطى عن التشابه بين الرواية ورحلة الرحالة ابن بطوطة: رحلة ابن فطومة” لنجيب محفوظ فعنوانها يتماس بالجناس الناقص مع ابن بطوطة الرحالة الأشهر ابان الحملات الصليبية على الشرق، إنها رواية يقدم فيها محفوظ صورة رحالة يسرد مشاهداته عبر ضمير المتكلم، محدداً الإطار المكاني الذي تجري فيه تجربة الرحلة.
بينما يذهب الناقد المغربي نور محقق، في دراسة له بعنوان ” شعريّة نجيب محفوظ الرواية العربية والتراث السردي” أن رحلة ابن بطوطة تمثل النص السابق الأصلي ورواية «رحلة ابن فطومة»، باعتبارها تمثل النص اللاحق، الذي يعلن عن تعلّقه به بكل وضوح؛ بدءًا من عنوانه، ووصولًا إلى خاتمته المفتوحة، مرورًا بكل منعرجات تشكّلاته النصية الأخرى التي سنأتي على مقاربتها فيما بعد.
وبحسب دراسة بعنوان “أثر التناص التراثي في رواية” رحلة ابن فطومة” لنجيب محفوظ” للدكتور قتيبة يوسف الحباشنة الأستاذ بالجامعة الأردنية: في رحلة ابن فطومة، ينحو منحى فلسفياً، يعبر فيه عن إنسان عصره، جاعلاً من رحلة ابن بطوطة التراثية أساساً له، وإذا كان نجيب محفوظ في رواياته المختلفة يعكس رؤيته للحياة، وذلك بالأبعاد الفكرية التي أعاد تحويرها في قالب فني ناضج، فإنه في هذه الرواية يقدم خلاصة رؤيته الفكرية في قالب روحي فلسفي.
ويوضح الباحث: أنه فضلاً عن عنوان الرواية الذي يحيل إلى رحلة ابن بطوطة التي كتبها أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم الشهير بابن بطوطة الطنجي، ” إذ لم يترك ابن بطوطة بلاداً نزل بها إلا تحدث عن أهلها وسلطانها وعلمائها وقضاتها، وبذلك كانت رحلته معرضاً كبيراً لحياة الأمم والأقاليم التي نزل بها من الوجهتين: السياسية والاجتماعية، وكانت فيه نزعة دينية قوية، فأطال الوقوف عند رجال الدين، وأمور الإسلام، وزوايا الصوفية”.
ولافتت الدراسة إلى أن الأشكال والمواقف وطريقة السرد تتشابه في رواية “رحلة ابن فطومة” مع جميع ما جاء في كتب الرحلات المعروفة المذكور بعضها آنفاً، فإن ابن بطوطة وابن جبير والسندباد وعبد اللطيف وابن فضلان وأمين الريحاني وقنديل محمد العنابى كل منهم سافر مع القوافل ونزلوا في الفنادق والخانات وقاموا بطرح أسئلتهم لإرواء فضولهم، وأول ما طرحوها على أصحاب الخانات التي نزلوها، ثم على شيوخ وحكماء البلدان التى زاروها.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.