ترجمة عربية لكتاب “فى الوحدة القومية الإيطالية” للفيلسوف أنطونيو جرامشى
يجمع هذا الكتاب التاريخ إلى علم الاجتماعى إلى هاجس غرامشى لإنتاج نظرية ماركسية فى السياسة، كما يقول فواز طرابلسى فى مقدمته للكتاب، حيث يصف النص “على أنه نموذج منهجى نادر لتفكير ماركسى فى المسألتين الوطنية والقومية، ويأخذ غرامشى خلاله المسافة الكبيرة اللازمة عن نظرية ستالين فى المسألة الوطنية والقومية”.
وفى تناول غرامشى للمسألة الوطنية – القومية فإنه يمر ويناقش العديد من المفاهيم، فمن ثنائية “المجتمع السياسى/ المجتمع المدني”، مرورا بمفهوم الثورات وخاصة “الثورة السلبية”، ومفهوم “الطبقات والتمثيل الطبقي”، من حيث العلاقة بين الريف والمدينة، وليس انتهاء بـ”الفوارق الاجتماعية غير الطبقية”. لنجد أنفسنا أمام مادة غنية ونادرة لأفكار غرامشى المؤسسة التى “ياما” طالها الغموض، وخاصة مع مقدمة فواز طرابلسى التى أضاء بها المفاهيم الأساسية فى الكتاب، وأمل بها أن “تسهم – أيضا – فى إنتاج معارف أوضح عن مسارات وتحولات واقعنا العربى المعاصر”.
فواز طرابلسي، مفكر وسياسى لبناني، من أبرز وجوه الحركة الوطنية اللبنانية، وهو أستاذ جامعى يحمل دكتوراه فى التاريخ من جامعة باريس. كان أستاذاً زائراً فى جامعة نيويورك، وجامعة ميتشيجان، وآن آربور، وجامعة كولومبيا، ونيويورك، وجامعة فيينا. وهو أيضاً زميل فى كلية سانت أنتوني، وأكسفورد، وويسنشافتس كوليج، برلين. ساهم فواز فى المشهد السياسى والفكرى والاعلامى العربى الراهن، وقد أصدر الكثير من الكتب بين مؤلف ومترجم. تتناول كتبه موضوعات التاريخ، والسياسة، والحركات التحريرية والاجتماعية، والفلسفة السياسية، والمذكرات، والفولكلور، والفن فى العالم العربي. وقد ترجم الكثير إلى اللغة العربية (عن الإنجليزية والفرنسية). الآن يشغل منصب أستاذ مساعد فى العلوم السياسية والتاريخ فى الجامعة الأمريكية فى بيروت، ويرأس تحرير مجلة “بدايات” الفصلية.
أنطونيو غرامشي، فيلسوف ماركسى إيطالى بارز، وأحد أهم القادة والمنظرين للحركة الثورية الإيطالية، ويطلق على فكره اسم «الغرامشية». ولد عام 1891 فى جزيرة سردينيا الإيطالية. أصدر العديد من الصحف والمجلات التى تُعنى بمتابعة تطور الحركة التاريخية للطبقة العاملة فى إيطاليا والعالم، وأسهم فى تأسيس الحزب الشيوعى الإيطالي. اعتقله نظام موسولينى الفاشى عام 1928، وحكم عليه بالسجن لعشرين سنة. وظل فى السجن حتى عام 1935 حيث نقل الى المستشفى بسبب تدهور حالته الصحية ليموت هناك بعد عامين (1937) بنزيف دماغي. أثّر غرامشي، ولا يزال، بالكثير من المفكرين الكبار مثل إدوارد سعيد، ونعوم تشومسكي، وميشيل فوكو، وديفيد هارفي.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.