ترجمة عربية لرواية “السنوات” لسيدة الأدب الفرنسى الفائزة بجائزة نوبل آنى إرنو
ما يهم بالنسبة إليها، هو القبض على هذا الامتداد الزمني الذى يشكله مرورها على الأرض في حقبة معينة.. القبض على هذا الزمن الذي عبرها، على هذا العام الذى سجلت فيه دواخلها فقط من خلال العيش فيه. وقد حدست شكل كتابتها إنطلاقا من شعور آخر.
ذلك الشعور الذى يغمرها وهى تحس أمام صورة ثابتة لإحدى الذكريات – وهى علي سرير المستشفي مع أطفال آخرين خضعوا لعملية اللوزتين بعد الحرب، أول على متن حافلة تعبر باريس في يوليو 68، أنها تنصهر في كلية مبهة، تفلح، بفضل وعي نقدي، في أن تنزع منها العناصر التى تشكلها، وحدا بعد الآخر.. الملابس، الأفعال، الكلام، إلخ. هكذا، تكبر تلك اللحظة الضئيلة من الماضى، وتفضي إلى أفق متحول وذي نبرة متجانسة في الآن نفسه.
أفق يشمل سنة أو العديد من السنوات. فتستعيد، برضا عميق يلامس الانبهار – لا تمنحه لها صورة الذكرى لشخصية لوحدها – نوعا من الشعور الجماعي الرحب الفسيح يكون وعيها، بل كل كيانها، عالقا في ثناياه. تماما مثلما تشغر بنفسها، وهي وحيدة في سيارتها على الطريق السيار، عالقة في الكلية المبهمة لعالم الحاضر.
حازت سيدة الأدب الفرنسي آنى إرنو وفقاً للأكاديمية السويدية، على جائزة نوبل للآداب لعام 2022، وذلك “لشجاعتها وبراعتها التي كشفت بها جذور الاغتراب والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية”.
ولدت الكاتبة الفرنسية آني إرنو عام 1940 وكبرت في بلدة يفيتوت الصغيرة في نورماندي، لأسرة متوسطة الحال، لكنها كانت طموحة، فكان لدى والديها محل بقالة ومقهى، ورغم حياتهما فى مكان بسيط، إلا أن والديها تمكنا من انتشال أنفسهما من الحياة البروليتارية إلى الحياة البرجوازية، وهو ما بدا واضحا في كتابات آنى إرنو فيما بعد، والتي ركزت فيها على التباينات القوية فيما يتعلق بالجنس واللغة والطبقة، متجاهلةً بذلك ما يدور في عالم السياسة كما يفعل أو ينشغل بعض الأدباء.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.