ثقافة

تربويون ومتخصصون بأدب الطفل: التقبل والاحترام مفاتيح التواصل البنّاء مع النشء


أكد خبراء تربويون وكتّاب متخصصون في أدب الطفل، أن مفاتيح تأسيس علاقة صحية مع الأطفال، تتجسد في تفهم الصغار وتقبّلهم على ما هم عليه في سبيل تعزيز جسور التواصل البنّاء معهم.


 


جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “التواصل مع الطفل وفهم تطلعاته”، ضمن فعاليات الدورة الـ14 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، تحدثت خلالها الكاتبة والمستشارة التربوية الدكتورة فادية دعاس، والكاتبة أميرة بن كدرة، والمؤلفة المتخصصة في أدب الطفل ليلي لامات، وأدارتها الإعلامية سمر عبد العزيز تيمور.  


 


وفي حديثها حول بواكير تواصل الطفل مع المحيط الخارجي، قالت الدكتورة فادية دعاس: “إن الطفل يبدأ التواصل منذ فترة الحمل، من خلال تواصله مع أمه، وإن هناك أنواعاً مختلفة من لغات الحب وأشكال التواصل بحسب شخصيات وإدراكات الأطفال”، وبينت أن أسلوب التواصل ينبغي أن يكون متناسباً مع احتياجات كل طفل وإمكاناته، فمنهم من ينجح التواصل معه من خلال المكافأة، وآخرون بالمدح والرسائل الإيجابية المحفّزة، مشيرة إلى أن استخدام الدمى وإعطاء الطفل حرية التعبير من أقوى أساليب التواصل للتعرف على نفسية الطفل ومشاعره.


 


التربوية الدكتورة فادية دعاس


 


وشددت دعاس على ضرورة أن يكون الطفل صديقاً للتكنولوجيا، وقالت: “عالم التقنية والبرمجة ينمي مهارات الطفل، ولكن ضمن حدود معينة لا ينبغي أن تطغى على حياته الاجتماعية، سواء مع عائلته أو أصدقائه، بما يسهم في تنشئته كشخص سليم من الناحية الجسدية والنفسية”. مشيرة إلى أهمية ضبط سلوك الطفل بشكل إيجابي مبني على النصح والإرشاد، لا التهديد والعقاب.


 


الكاتبة أميرة بن كدرة


 


وأنه من الضروري أن نعرف كيف نتواصل مع أطفالنا بشكل فعال ومؤثر، هذا ما أكدته الكاتبة أميرة بن كدرة، التي شددت على ضرورة فهم حساسية ومشاعر الأطفال، وكيفية زرع الثقة بينهم وبين الكبار، فالطفل لا يتحدث مع أي شخص عما يدور في داخله، بل يختار من يشعر معهم بالراحة والقبول. ولذلك ينبغي على الوالدين والمعلمين والمربين أن يتعاملوا مع الطفل باحترام لشخصيته، وأن يستمعوا له باحترام وتقدير، حتى ولو كان كلامه بلا معنى في اعتقادهم؛ لأن هذا الاستماع والاهتمام يولّد في المقابل ثقة وانفتاحاً أكبر وتواصلاً أعمق.


 

المؤلفة ليلي لامات
المؤلفة ليلي لامات


 


المؤلفة المتخصصة في الكتابة للطفل ليلي لامات، أكدت أهمية القصص لتنمية مهارات التواصل مع الأطفال، وحذرت من الاستخدام السلبي للتكنولوجيا، وقالت ليلى: “يجب أن نربي أطفالنا باعتدال، فالعدل أساس التواصل الجيد مع الأطفال، والذي لا يتغاضى عن الحزم في التربية، مع اتباع أسلوب الحوار الذي يعتمد على الإقناع، وإبراز الخير من الشر للطفل، أما الاستهانة بفكره أو فهمه فإنه يقطع كافة حبال التواصل معه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى