ثقافة

باربرا كينجسولفر: رواية ديمون كوبرهيد الفائزة بـ بولتيزر مستوحاة من ديكنز




باربارا كينجسولفر.. كاتبة تتناول في رواياتها قضايا العدالة الاجتماعية منذ عقود، بدءًا من روايتها الأولى The Bean Trees عام 1988 على خلفية حياة المهاجرين في ولاية أريزونا، ودائما ما يشعر القارئ بأن أعمالها غاضبة ومنخرطة في السياسة وأكثر صلة بتطور الأذواق.


رواية باربرا كينجسولفر الجديدة التى فازت بـ جائزة بوليتزر Demon Copperhead أعادت الكاتبة إلى منطقة أبالاتشيا، حيث نشأت وحيث تعيش مرة أخرى بعد عقود من الزمان، في مزرعة في جنوب غرب ولاية فرجينيا كما يوحي العنوان، وتدور حول يتيم يعيش بين الفقر ووباء المواد الأفيونية الذي ابتليت به المناطق الريفية في أمريكا.


وحول تفاصيل هذه الرواية تحدثت باربرا كينجسولفر مع مجلة slate الأمريكية عن تفاصيلها.. وإلى نص الحوار.


يبدو من الصعب كتابة روايات عن الفقر لأن المشكلة مستعصية على الحل. كيف صنعت كتابًا لا يرسخ اليأس على الرغم من أنه يتعلق بشخصيات لديها كل الأسباب لفقدان الأمل كما فى روايتك ديمون كوبرهيد؟

 


كيف تحميها من الشعور باليأس؟بنفس الطريقة التي أعيش بها حياتي مع الأمل، إنه شيء يستمده المرء من الحياة إذا اضطررت إلى اختيار سمة ثقافية واحدة لهذه المنطقة “أبالاتشيا فى الولايات المتحدة وهي منطقة ريفية” فهي المرونة المتأصلة في المجتمع، الطريقة التي نعتمد بها على مجتمعاتنا وننتمي إليها، لقد نجونا من الكثير من الهراء، هل يمكنني قول ذلك؟


بالنظر إلى أبالاتشيا من الخارج كل الناس يعرفون عنا أو يفكرون فينا على أننا متخلفون، جاهلون، وهذا ليس ما نحن عليه، وجزء من سبب كتابتي عن هذا المكان هو مواجهة تلك الصور النمطية وإظهار للعالم صورة لنا ببعض الدقة وهو ما فعلت من خلال رواية ديمون كوبرهيد.


غادرت أبالاتشيا لفترة طويلة فما الذي أعادك؟

 


حسنًا، لقد غادرت لأن هذا ما يفعله أبناء المدن الصغيرة فى العادة يريدون التخلص من غبار البلدة الصغيرة، كنت أرغب في الذهاب إلى الكلية، وبعد ذلك أردت الخروج للعالم والبحث عن الثروة والتجربة والحرية لذلك قمت بالتنقل في جميع أنحاء أوروبا وانتهى بي الأمر بالعيش هنا وهناك للعمل في وظائف منخفضة الأجر. عندما وصلت إلى توكسون بأريزونا علقت، ذهبت إلى هناك متوقعة أن أبقى شهرًا، وبقيت 20 عامًا، في كل يوم عشت فيه في توكسون كنت أفتقد الأشجار، وأفتقد الجداول والوديان والسراخس، افتقدت الماء واللون الأخضر.


كانت توكسون هي المكان الذي كتبت فيه كتابًا لأول مرة روائيًا عن انفجار لغم التحولات الاجتماعية وأزمات طبقة العمال أليس كذلك؟

 


نعم، ليس أول كتاب نشرته، بل أول كتاب كتبته. كنت أقوم بتغطية الإضرابات العمالية، كنت مؤيدًة لعدد من المنشورات الوطنية، وبدأت فى تحليل ما يحدث عندما تصطدم قوة كبيرة بالطبقة العاملة، ومن ثم كتبت عن ذلك.


أبالاتشيا نفسها شخصية رئيسية في ديمون كوبرهيد لماذا فضلت الكتابة عن مسقط رأسك؟

 


أنا من أبالاتشيا، نشأت في كنتاكي وأعيش في جبال جنوب غرب فيرجينيا. أنا ملتزمة بالكتابة بأمانة واحترام عن هذه المنطقة التي تتعرض للسخرية على نطاق واسع والتتى ظلت غير مرئية في الثقافة الأمريكية السائدة. أبالاتشيا جميلة وغنية ثقافيًا، لكن تاريخًا طويلًا من الاستغلال تركنا مع فقر هيكلي، وفرص محدودة، وعجز تعليمي يميل الغرباء إلى الضحك عليه، آخر هذه المآسي – وباء المواد الأفيونية فقد استهدفتنا شركات الأدوية عمدًا بسبب حبوبها السامة. 


ما علاقة ديمون كوبرهيد بديفيد كوبرفيلد لتشارلز ديكنز؟

 


ديمون كوبرهيد رواية حديثة تعيد تقديم “ديفيد كوبرفيلد”، والتي كتبها ديكنز للاحتجاج على ويلات الفقر على أطفال عصره، لقد كتبت لنفس السبب ومن هنا جاءت التسمية، كان من الصعب والممتع أيضًا نقل الشخصيات والمواقف الفيكتورية إلى مكاني وزمني: مدرسة داخلية للأولاد المعوزين ومزرعة تبغ محاصرة حيث يتم جلب الأولاد بالتبني للقيام بعمل غير مدفوع الأجر.


من هم “الأولاد الضائعون” في هذه الرواية؟

 


هناك نسبة مخيفة من الأطفال الضائعون في منطقتي تصل إلى 30% وقد فقدوا والديهم بسبب تعاطي العقاقير التي تصرف بوصفة طبية، إنهم  يعيشون مع أجداد أو مع آخرين قد يفضلون عدم تربيتهم. هذا هو الحال مع بطلي الخيالي ومجموعة أصدقائه المتناثرة. إنهم يريدون بشدة أن يُنظر إليهم في عالم يريد محوهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى