امرأة ذكية وجميلة.. هل تلقت زنوبيا ملكة تدمر تعليمها فى مصر؟
يذكر التاريخ زنوبيا كأمرأة ذكية وجميلة، لكنها كانت مقاتلة إضافة إلى ذلك، إذ كانت ترتدى زى القتال وتحارب فى غزواتها التى انطلقت من بلادها تدمر التى كانت ملكة فيها إلى مختلف مناطق نفوذ الإمبراطورية الرومانية.
ولدت زنوبيا فى تدمر عام 240 ميلادية فى زمن سطوة الإمبراطورية الرومانية واسمها الحقيقى “بت زباى”، أما اسمها المعروف فقد أطلقه الرومان ويعني قوة المشتري، وكانت أمها ترجع بنسب إلى كليوباترا في مصر، وقد تلقت تعليمها في الإسكندرية فدرست تاريخ الإغريق والرومان وتخلقت بأخلاق كليوباترا وبطموحها.
رأت فى زوجها السياسى فرصتها لتحقيق طموحاتها، وكانت تشهد معه مجالس القوم وجلسات مجلس الشيوخ، وهكذا نشأت معه على أهداف واحدة وكان تاج الملك يرفرف فوق رأسيهما في أحلام اليقظة، حتى إذا وصلت إلى الملك اختطفت يد الغدر زوجها، وبعد أن قُضي على غريمه، اعتلت العرش نيابة عن ولدها “وهب اللاب”.
غزت مصر عام 270 ميلادية بمساعدة جنرال مصري يدعى تيماجينس، وضمتها لاحقًا، وقد كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية في ذلك الوقت.
ويفسر غزو مصر أحيانًا برغبة زنوبيا في تأمين طريق تجاري بديل إلى الفرات، والذي تم قطعه بسبب الحرب مع الإمبراطورية الساسانية، ومع تعطل طريق الفرات جزئيًا فقط، وطموح زنوبيا الشخصي والسياسي، فإن الدافع لإقامة هيمنة تدمر على الشرق لعب بالتأكيد دورًا في قرارها بغزو مصر.
غير أن الإمبراطورية الرومانية أرسلت إليها جيشا بقيادة أورليان فهزمها في نفس العام، وقد جرى القبض عليها واقتيادها إلى روما مكبلة بالأغلال.
ويذكر تاريخ السير الرومانية (Historia Augusta) أنها شاركت بموكب احتفال انتصار الإمبراطورية الرومانية عليها مرغمة بعد القبض عليها إثر هزيمتها أما الامبراطورية الرومانية وأن القائد الرومانى أورليان دخل بها روما في موكب نصر مهيب وهي مقيدة بسلاسل ذهبية ومزينة بالجواهر النفيسة وطاف بها في شوارع روما.
لم تترك زنوبيا مذكرات لكنها ظهرت في قصص وأعمال أدبية مثل رواية “أنا زنوبيا ملكة تدمر” للكاتب الفرنسي بيرنار سيميوت، وهي رواية تاريخية أدبية تروي قصة زنوبيا كما تخيلها بيرنار سيميوت ولا تحتوي على أي وثائق تاريخية معتمدة.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.