Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مهارات التواصل

الوساطة كأداة لحل النزاعات: أهمية المبادرة وعدم التأخير


هل يمكن أن يكون الأوان قد فات على الوساطة؟ وهل هناك دائماً فرصة لإصلاح الأمور حتى بعد تأخير البدء في المحادثة؟ يستكشف هذا المقال أهمية المبادرة وعدم التأخير في الوساطة، والعواقب المحتملة لتأخير المحادثات، وكيف يمكن للوسيط المتمرس أن يظل فعالاً حتى في الحالات المتأخرة.

قد لا تجدي الوساطة نفعاً عندما يتأزم النزاع، ولكن يُنصَح بمناقشة الموضوع حتى بعد فوات الأوان، فأحياناً تكون المحادثة المتأخرة أفضل بكثير من عدم التطرق إلى الموضوع أبداً. ولكن لا يمكننا تجاهل حقيقة أنَّ التأخير يؤثر على فعالية المحادثة. إنَّ تأخير بدء المحادثة، أو تجنبها حتى اللحظة الأخيرة يمكن أن يؤدي إلى العواقب التالية:

  • تقل ثقة زملائك أو أعضاء فريقك في قدرتك على إدارة المواقف.
  • تبقى المشاكل التي كانت محور المحادثة عالقة.
  • تتفاقم المشاكل الأساسية وتصبح أكثر تعقيداً لتشمل عواملاً أو أفراداً إضافيين.
  • تترسخ تصورات المعنيين، رغم أنهم ينسون أو يحرِّفون بعض الذكريات المتعلقة بالمشكلة.
  • تُثار شكاوى أو تظلمات، مما يؤدي إلى تأخير الحلول وإضافة مهام جديدة.
  • سيغادر الأشخاص الجيدون.

ولكن تبقى الوساطة غالباً أداة مفيدة لحل النزاعات حتى وإن أصبحت هذه العواقب واقعاً.

توفر الوساطة المساحة اللازمة لفهم المواقف المبهمة، وتحليل المشاكل المعقدة، وإعادة بناء الثقة مرة أخرى. يكمن سر الوساطة في الاعتراف بوجهات النظر المختلفة للأفراد مع السماح بتكوين تصورات جديدة من خلال طرح الأسئلة التحليلية، والإصغاء إلى الأجوبة، وإعادة النظر في الافتراضات، والتعامل مع الموقف بطريقة تعاونية تحل المشكلات.

قد يكون الأوان قد فات بالنسبة لبعض الأفراد، وبالتالي فإما أن تكون الوساطة فعالة في تحسين الوضع بشكل طفيف،

أو أنها ليست خياراً لأنهم لا يريدون أو حتى لا يؤمنون بإمكانية حل النزاع.

شاهد بالفيديو: طرق حل النزاع في مكان العمل بفاعلية

  

لماذا يصل الناس إلى هذه المرحلة؟

يصل الناس إلى هذه المرحلة للأسباب التالية:

  1. طلبوا المساعدة والتدخل من القادة الكبار مراراً وتكراراً بشأن مشكلة معينة، لكنَّهم قُوبِلوا بالتجاهل لفترة طويلة مما أدى إلى تراجع ثقتهم في نية المنظمة أو قدرتها على تقديم دعم إضافي يتجاوز جلسات الوساطة التقليدية.  
  2. عانوا من المشكلة لفترة طويلة جداً لدرجة أنَّهم لا يستطيعون تصوُّر أي تحسن.
  3. تصاعد المشكلة وتطورها إلى حالة من الخلل الوظيفي والسلوكيات العدائية وفقدان الرغبة في التواصل مع بقية الأطراف.

يقبل الأفراد الوساطة أحياناً، لكنهم لا يشاركون بطريقة تحقق النتائج المرجوة.

يؤدي التأخير غالباً إلى تحجر آراء الناس حول وضع أو شخص معيَّن، ثم تتحول هذه الآراء إلى حقائق بالنسبة لهم، خاصةَّ إذا لاقت تشجيعاً من الآخرين غير المعنيين.

ومع ذلك، يؤدي الاستعداد دوراً محورياً في عملية الوساطة، لذا فإنَّ الوسيط المتمرس سيكون قادراً على تنظيم إجراءات العمل واستخدام أدوات إضافية تحقق نتيجة سلمية على الأمد الطويل، مثل التدريبات الإضافية، والتحليلات النفسية، وجلسات الكوتشينغ الفردية الخاصة بحل النزاعات.

قد يؤدي التأخير إلى إحباط آمال حل المشكلة، ولكن يعي الوسيط المتمرس صعوبة تغيير الآراء وتطبيق خطوات الحل، لذلك قد تكون هناك خطوات إضافية للوصول إلى نتيجة أكثر سلمية.

تشمل هذه الخطوات تدخُّل مزيد من الأشخاص في الوساطة. إذا تمت الوساطة في وقت مبكر من المشكلة فإنَّها ستشمل فقط الأشخاص المعنيين بالقضية الأساسية، ولكن يصبح من الضروري إشراك أفراد آخرين للتوصل إلى حل شامل وفعال بعد مرور الوقت وتورط موظفين آخرين في المشكلة.

كيف يمكن الحؤول دون هذا الموقف؟

أولاً، عندما يطلب منك أحدهم المساعدة في موقف ما، اختر الاستجابة بوعي بدل ردود الفعل التلقائية. إذا طُلِبَ تدخلك وارتأيت أنَّه ضروري لتحسين الأمور، فالخطوة التالية هي تحديد ما إذا كنت أنت أو وسيط خارجي هو الأكثر ملاءمة لإدارة النزاع بشكلٍ محايد وفعال.

ثانياً، إذا كانت هناك عوامل تؤدي إلى تأخير تسوية الوضع، اعترف بوجود المشكلة وضرورة المبادرة إلى حلها قبل أن تؤثر على سمعتك، أو أجواء الفريق العام، أو الإنتاجية، أو خسارة الموظفين الهامين.

ثالثاً، طوِّر مهارات وثقة القادة في منظمتك وأعضاء فِرَقهم من خلال إجراء برامج تدريب أو كوتشينغ خاصة بمهارات القيادة، والحزم، وإدارة النزاعات. يتوانى عديد من الأشخاص عن حل المشاكل بسبب افتقارهم للثقة بقدرتهم على إدارة الوضع بشكل فعال، وليس لأنهم مهملون أو مقصرون.

تترسخ ثقافة التغذية الراجعة المنتظمة، والمحادثات الإنتاجية، والتواصل السلمي إذا شعر أكبر عدد ممكن من الأشخاص في المنظمة بأنَّهم مؤهلون للتعامل مع المحادثات الصعبة والتواصل بفعالية مع زملائهم.

تتطلب المحادثات المحرجة والصعبة شجاعة كبيرة، ولكنَّ ثمن تأخير تلك المحادثات وحل النزاعات باهظ جداً على الصحة النفسية والعافية البدنية ومسيرات العديد من الأفراد، وليس للتأخير أي مزايا أو فوائد.

في الختام

تبقى الوساطة أداةً فعّالة لحل النزاعات حتى عندما يبدو أنَّ الأوان قد فات. يتطلب التعامل مع النزاعات بشكل فعال سرعة الاستجابة والشجاعة لبدء المحادثات الصعبة في الوقت المناسب. يمكن أن يؤدي التردد والتأخير في التعامل مع المشاكل إلى تفاقمها وجعلها أكثر تعقيداً وصعوبة في الحل.

بتبني نهج استباقي وتطوير مهارات القيادة وإدارة النزاعات، يمكن للقادة خلق بيئة تفاعلية وإيجابية حيث تُحل النزاعات بشكل بنّاء وسليم، مما يعزز الثقة والإنتاجية داخل الفريق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى