“المنسيات.. منسيات الآلهة”.. مجموعة شعرية للبحرينى قاسم حداد
يطغى هاجس النسيان على قصائد قاسم حداد، الشاعر الرؤيوي، الذي ينحت في فضاء اللغة جماليات يصعب نسيانها، فهو كما النورس له من الماء الكبير درب طويل، ومن المدن أيام لا تمحى وتاريخ من الحسرات، ومن الحرية سجون ومناف لا حد لها، ومن الغابة حصة خشب قديم، ومن البحر أساطير وحكايات. لكن الشاعر لا يستسلم لأذى الماضي وجروح الذاكرة؛ فقد أنقذته الكتابة والدفاتر المحبرة من عثرات الطريق.
في “المنسيات” آلهة وبشر وملائكة وكتب تعاقبنا على سهونا؟ بينما لا يأبه الشاعر بما رسم على جدار الوجود من قصص ومرويات، إذ يخلق مرويته الخاصة، يعزف سيمفونيته، ويخاطب ذاته: “دع لحبرك حرية الماء وصلابة الثلج/ واكتب ذرائعك شامخة في هواء الأجنحة”. ويعتذر مسبقا “ليت من ينسى سيذكر أنني حاولت/ أن أبقى خفيفا/ فوق أكتاف الأحبة في طريق القبر”، ثم يعود ليتمسك مرة أخرى بعقيدة الكتابة والشعر: “بعد خمسين عاما/ كنا معا نجرب عقيدتنا في الكتابة/ ونرمم ما أفسدته المدارس”.
النسيان صنو الموت في كل منسيات الآلهة، وضد النسيان كتب الشاعر قاسم حداد منسياته واقفا وسط العاصفة؛ رائيا، حرا، عاشقا كـ “جبل لا يميل” أو كما خط آخر سطر من الكتاب.
ومن قصائد المجموعة الشعرية نقرأ معا:
سنبكي دما
ولن يكترث الآخرون بنا
إننا أسف الأمس والبارحة
على لبن، ليس ينفعنا، في التراب
مثلنا
نحن في قلعة حرة
ومن دون باب،
تلك قصتنا الجارحة.
يذكر أن قاسم حداد، شاعر من البحرين، ولد عام 1948 في مدينة المحرق البحرينية ويعد من أبرز شعراء القصيدة الحديثة، صدر للشاعر عدد من الدواوين ابتداء من العام 1970، منها: “قلب الحب”، “الدم الثاني”، “البشارة”، “القيامة”، “شظايا”، “انتماءات”، “النهروان”، “مجنون ليلى”، “عزلة الملكات”، “يمشي مخفورا بالوعول”، “الجواشن”، “علاج المسافة”، “قبر قاسم”، “له حصة في الولع”، “ورشة الأمل” “سيرة شخصية لمدينة المحرق”، “أيقظتني الساحرة”، “ما أجملك أيها الذئب”، “لست ضيفا على أحد”، “فتنة لسؤال”، “الغزالة يوم الأحد”، “ثلاثون بحرا للغرق”، و”لا تصقل أصفادك”.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.