الليث بن سعد فى رسالة الإمام .. كيف ظلم التلاميذ فقيه مصر؟
كانت هناك مراسلات فقهية بين كل من الإمام مالك فى المدينة والإمام الليث بن سعد فى مصر، وخلال أحداث مسلسل “رسالة الإمام” بطولة النجم خالد النبوى، والذى يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، يظهر حب واهتمام الإمام الشافعى بفقه وعلوم الليث بن سعد، وضمن أحداث المسلسل حرص مؤسس الفقه الشافعى بزيارة قبر الفقيه المصرى بمجرد وصوله إلى الفسطاط وإعلانه نيته جمع مؤلفات التي اندثرت بسبب عدم حفظ تلاميذه لها.
الليث بن سعد.. ظلمه تلاميذه
ورغم أن “الليث” يعد واحد من أبرز فقهاء مصر على مر العصور، ويلقبه المحققون بفقيه مصر، وهو يستحق هذا اللقب عالي القدر لغزارة علمه، وقد عاش في القرن الثاني الهجري وعاصر الإمام مالكًا رضي الله عنه وقيل عنه إنه فاق في علمه وفقهه الإمام مالك بن أنس، غير أن تلامذته لم يقوموا بتدوين علمه وفقهه ونشره في الآفاق، مثلما فعل تلامذة الإمام مالك، وكان الإمام الشافعي يقول: “الليث أَفقه من مالك إِلا أَنَّ أَصحابه لم يقوموا بِه”.
الليث بن سعد أفقه من مالك
وقد تعرض مذهب الليث بن سعد للزوال بعد فترة وجيزة من وفاته، وهو ما يتبين من قول الشافعي المتوفي سنة 204 هـ أي بعد نحو ثلاثين عامًا فقط من وفاة الليث: «الليث أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به». أرجع المفكر المصري أحمد أمين في كتابه “ضحى الإسلام” سبب ضياع مذهب الليث إلى عدم اعتنائه بتدوين مذهبه في كتب.
الليث بن سعد.. لم يدون علمه
كما أن الإمام الليث نفسه لم يهتم بتصنيف المصنفات، فلم يصل لأيدينا سوى شذرات مما نُقل من علمه أمثال كتابي “عشرة أحاديث من الجزء المنتقى الأول والثاني من حديث الليث” الذي كان مضمونًا في كتاب “الفوائد” لابن منده و”جزء فيه مجلس من فوائد الليث بن سعد”.
الليث بن سعد فى الكتب
وبحسب كتاب “ترشيح المستفيدين بتوشيح فتح المعين في الفقه على المذهب الشافعي” تأليف السيد علوي بن أحمد بن عبد الرحمن السقاف، أن “الشافعى” جاء إلى مصر، ليعلم أهلها، ويطلع على مذهب الإمام الليث بن سعد، وفيها اجتمع إليه علماء مصر وأعيانها، وبقى فيها الإمام حتى وفته المنية، وكان قد اطلع على فقه الإمام الليث ومسائل من فقه الإمام الاوراعي واستفاد منها وكتب كتبه الجديدة التي اصطلح على تسميتها بالمذهب الجديد.
ذكرت بعض كتب التاريخ والسير وجود مؤلفات ومصنفات للإمام الليث بن سعد، إلا أنّه لم يصل إلينا سوى بعض الرسائل التي كان يتبادلها مع الإمام مالك، وكتابين فقط هما “كتاب التاريخ، وكتاب المسائل في الفقه”، وربما يعود السبب في ضياع مؤلفاته وإندثارها كما حدث مع مذهبه إلى عدم اهتمام تلاميذه في تدوين علمه ونشره.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.