التاريخ المصرى القديم.. من هم الملوك الذين سبقوا الملك مينا فى حكم مصر؟
التاريخ المصرى القديم مليء بالحكايات والأسرار التي لا تكشفها إلا القطع الأثرية القديمة والتي يتم العثور عليها ما بين الحين والآخر، لأنه من الصعب أن يرصد أحد تلك التفاصيل التي تمتد على مدار قرون طويلة سجلت بعضها على جدران المعابد في زمن الكتابة المصرية القديمة وأخرى لم تسجل بعد، ولكن تكشفها كنوز أثرية تخرج من باطن الأرض.
ومن الحكايات المصرية القديمة الملك المعروف لدينا جميعا “مينا” مؤسس الأسرة الأولى، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه، من هم الملوك الذين سبقوا الملك مينا ؟.
يقول الدكتور سليم حسن فى موسوعة مصر القديمة، أما الملوك الذين سبقوا “مينا” وحكموا البلاد فإن المصريين يعدونهم أشباه الآلهة الذين أتوا بعد أسرات آلهة لم نعرف عنهم شيئًا، ولم يذكر المصريون إلا أن ملوك الوجه القبلي كانت عاصمتهم في “نخن” (الكوم الأحمر)، وعاصمة ملوك الوجه البحري كانت “بوتو” ويعرفون كذلك أن ملك الوجه القبلي كان يلبس التاج الأبيض وكانت تحميه الإلهة “النسر” “نخبت” وملك الوجه البحري كان يلبس التاج الأحمر وتحميه الإلهة “الصل” “وزيت” أي الثعبان، وقد حفظت لنا الآثار أسماء تسعة الملوك الذين سبقوا “مينا” في الدلتا، وقد وجدت أسماؤهم محفورة على قطعة من حجر يرجع تاريخه إلى الأسرة الخامسة، ويحتمل في عهد الملك “نوسر رع” وهذا الحجر يعرف بحجر “بلرم”؛ وذلك لأنه محفوظ في بلرمو عاصمة صقلية، وقد عثر على أربع قطع أخرى منه موجودة الآن بالمتحف المصري.
يذكر أن المؤرخ سليم حسن هو أحد أعلام المصريين في عِلم الآثار، قدم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، كان منها عملُه الأبرز «موسوعة مصر القديمة»، ذلك العمل الذي يتكوَّن من ثمانية عشر جزءًا، كما كان له العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ويُلقَّب بعميد الأثريين المصريين.
وُلد سليم حسن عام1893 م بقريةِ ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وقد توفى والده وهو صغير فقامت أمُّه برعايته وأصرت على أن يكمل تعليمَه، وبعد أن أنهى سليم حسن مرحلة التعليم الابتدائية والثانوية وحصل على شهادة البكالوريا عام 1909م التحق بمدرسة المعلمين العليا، ثم اختير لإكمال دراسته بقسم الآثار الملحَق بهذه المدرسة لتفوُّقه في عِلم التاريخ، وتخرَّج فيها عام 1913م، وقد عمِل سليم حسن مُدرسًا للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم عُيِّن بعدها في المتحف المصري بعد ضغطٍ من الحكومة المصرية؛ حيث كانت الوظائف فيه حِكرًا على الأجانب، وهناك تتلمذ على يد العالِم الروسي “جولنسيف”.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.