الاتيكيت الوظيفي في مكان العمل وأهم قواعده
يشمل الإتيكيت الوظيفي عدداً من الجوانب الهامَّة بدءاً من اللَّباقة والاحترام في التعامل مع الزملاء والمرؤوسين، وانتهاءً بالمظهر الشخصي والزِّي المهني، فيتطلَّب الإتيكيت الوظيفيُّ أيضاً الاهتمامَ بالوقت والمواعيد، والمشاركة بنشاطٍ في الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، والتعامل بلباقةٍ مع العملاء والشركاء التجاريين.
إضافة إلى ذلك، ينصُّ الإتيكيت الوظيفيُّ على ضرورة الحفاظِ على سريَّة المعلوماتِ السريَّةِ والتجاريَّة، والامتناع عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الشخصية في أثناء ساعات العمل، والتعبير عن الامتنان والاعتراف بجهود الآخرين.
باختصارٍ يُعَدُّ الإتيكيت الوظيفي أداةً أساسيَّةً في بناء سمعةٍ مهنيَّةٍ جيِّدةٍ وتحقيق النجاح في العمل من خلال احترام القواعد والتصرف بلباقة واحترام، ويمكن للأفراد أن يُثبِتوا أنفسَهم بصفتهم محترِفين موثوقاً بهم وقادرين على تحقيق النتائج المرجوَّةِ في بيئةِ العملِ.
تابعوا هذا المقال لمزيد من التفاصيل والنصائح العملية عن كيفيَّةِ تطبيق الإتيكيت الوظيفيِّ بنجاحٍ وتعزيزِ فرص نجاحك المهني.
ما هو الإتيكيت الوظيفي؟
يشير الإتيكيت الوظيفي في مكان العمل إلى مجموعةِ السلوكات والمعايير التي يُفترَض أن يتَّبِعَها الموظَّفون في بيئة العمل، ويهدف الإتيكيت الوظيفيُّ إلى تعزيز الاحترام والاحترافية والتعاون بين الموظفين، وتعزيز سير العمل الفعَّال والإنتاجية.
للإتيكيت الوظيفي في مكان العمل عدة مبادئ، ولكن من الجدير بالذِّكر الإشارة إلى اختلاف تطبيق هذه المبادئ بين الشركات والصناعات المختلفة؛ لذلك من الأفضل الاطِّلاع على سياسات وقواعد السلوك المُعتمَدة في مكان العمل الخاص بك والتِزامها.
ما هي أهم قواعد الإتيكيت الوظيفي؟
فيما يأتي بعض قواعد الإتيكيت الوظيفي الهامَّة:
1. الالتزام بالمظهر اللائق:
ينبغي أن يكون المظهرُ الشخصيُّ مناسباً للبيئة العملية ومتوافِقاً مع سياسات اللِّباس في الشركة، ويُفضَّل ارتداء الملابس النظيفة والمهنية والملائمة للمناسبة.
2. الوقت والانضباط:
يجبُ الالتزام بالوقت المُحدَّدِ لبدء وانتهاء العمل والاجتماعات، كما يجب الالتزام بالجدول الزَّمنيِّ لتقديم المشاريع والمهام.
3. الاحترام والاهتمام بالآخرين:
يجب التعامل مع الزملاء والمرؤوسين والعملاء باحترامٍ واهتمامٍ، فينبغي الاستماع بعنايةٍ والرَّد بطريقةٍ مهذَّبة ومُحترَمةٍ.
4. الاتِّصال الفعَّال:
يُفضَّل استخدامُ لغةٍ مهنيَّةٍ واضحَةٍ في التواصل مع الآخرين، وينبغي الرَّد على الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية ردَّاً مُهذَّباً وفي الوقت المناسب.
5. الخصوصية والسرية:
يجب الاحتفاظ بسريَّة المعلومات السرية والحسَّاسة المتعلِّقَةِ بالعمل، وينبغي التعامل مع المستندات والملفَّات والمعلومات بعنايةٍ واحترام الخصوصية.
6. الاحترام للتَّنوُّع:
يجب احترامُ التنوعِ الثقافي والتعدُّدية في مكان العمل، والتعامل بإيجابية مع الزملاء من جميع الخلفيَّات الثقافية والدينية والجنسيَّة.
7. العمل الجماعي:
ينبغي المساهمة في بيئة العمل الجماعية والتعاون مع الفريق، وحُبُّ تشجيع التواصل والمشاركة الفعَّالة وتقديم المساعدة للزملاء عند الحاجة.
8. الهاتف المحمول:
يجب استخدام الهاتف المحمول استخداماً مناسباً في مكان العمل، فيجب تقليل الانشغال به وتجنُّب استخدامه في الأوقات غير المناسبة أو في أثناء الاجتماعات.
9. حُسنُ التعامل مع التحديات والصعوبات:
يجب التعامل باحترَام عند مواجهة التحديات والصعوبات في مكان العمل، وينبغي السعي إلى حلِّ المشكلات بطرائقَ بنَّاءةٍ والتعاون مع الزملاء لتحقيق النجاح.
10. الاهتمام بالنَّظافة والنِّظام:
يجب الحفاظ على النظافة الشخصية والنظام في مكان العمل، وينبغي ترتيب مكتبك ومساحتك الشخصية والمحافظة على بيئة عمل مُرتَّبة ومُنظَّمة.
تذكَّر أنَّ قواعد الإتيكيت الوظيفي قد تختلف قليلاً من مكان عملٍ إلى آخر، وقد يكون للثقافة والصناعة التي تنتمي إليها الشركة تأثير في بعض الاختلافات الدقيقة في الإتيكيت الوظيفي؛ لذلك، قد يكون من الجيِّد أيضاً استشارة سياسات وإرشادات الشركة المُحدَّدة لمزيدٍ من التوجيه.
ما هي أهمية اتِّباع قواعد الإتيكيت الوظيفي في مكان العمل؟
اتِّباع قواعد الإتيكيت الوظيفي له أهميةٌ كبيرةٌ في بيئة العمل، ويمكن تلخيص أهمية اتِّباعها على النحو الآتي:
1. بناء العلاقات المهنية:
تساعد قواعد الإتيكيت الوظيفي على بناء وتعزيز العلاقات المهنية من خلال احترام الزملاء والتعاون معهم، فيمكن للأفراد بناءَ ثقةٍ واحترامٍ بين بعضهم بعضاً، وهذا يسهم في تحقيق الأهداف المشتركة بفاعلية وكفاءة أكبر.
2. الحفاظ على سمعة الشركة:
عند اتِّباع قواعد الإتيكيت الوظيفي، تُعزَّز سمعة الشركة المهنية، فالتعامل مع العملاء والزملاء يُعكَس إيجابيَّاً على المؤسسة ويساهم في بناء صورة إيجابية تعكس الجودةَ والمصداقية.
3. تعزيز الإنتاجية والكفاءة:
عندما تكون القواعد واضحة، يُمكِّن الإتيكيت الوظيفي الفريق من العمل بفاعلية وكفاءة أكبر، فيُسهِمُ الالتزام بالمواعيد والتواصل الفعَّال والتعاون في تحقيق الأهداف المشتركة وتحسين الإنتاجية.
شاهد بالفديو: 6 أنشطة غير مرتبطة بالعمل تعزز الإنتاجية
4. إنشاء بيئةِ عملٍ إيجابيَّةٍ:
تساهِم قواعد الإتيكيت الوظيفي في إنشاء بيئةِ عملٍ إيجابيَّةٍ ومريحة للجميع، فعندما يشعر الأفراد بالاحترام والتقدير، يكون لهذا تأثيرٌ إيجابيٌّ في المزاج والإلهام لديهم، وهذا يُعزِّز التحفيز والإنتاجية.
5. التميُّز الشخصي والمهني:
عندما يتبع الفرد قواعد الإتيكيت الوظيفي، يَتميَّز بالمهنية والاحترافية في سلوكاته وتصرُّفاته، وهذا يسهم في بناء سمعَته الشخصية وتعزيز فرصة التقدم والنجاح في حياته المهنية.
عموماً، يساهم اتِّباع قواعد الإتيكيت الوظيفي في بناء بيئة عملٍ إيجابيةٍ ومحترمة، ويُعزِّز التواصلَ الجيِّدَ وبناءَ العلاقات المهنية القوية.
نصائح لاتِّباع قواعد الإتيكيت الوظيفي:
إليك بعض النصائح لاتباع قواعد الإتيكيت الوظيفي:
1. كن محترماً:
احترمْ زملاءك ومرؤوسيك والعملاء، وتعامل بلباقة واهتم بحضورك اللائق وسلوكك الاحترافي.
2. احترم خصوصية الآخرين:
تجنَّبْ الكشف عن المعلومات الشخصية أو السريَّة للآخرين دون إذن، واحتفظْ بسريَّة المعلومات التي تتعلَّق بزملائك أو العملاء.
3. كن موجوداً وفعَّالاً في الاجتماعات:
حضور الاجتماعات في وقتها وكن مستعداً للمُشارَكة والتعاون مع الآخرين، واحترم رأي الآخرين وتجنَّب انقطاع التركيز أو التشتت.
4. التواصل الفعَّال:
كن متأنياً في التواصل الشفوي والكتابي، وتجنَّبْ استخدام لغةٍ غير لائقةٍ أو توجيه الانتقادات، وكن واضحاً وموضوعياً في التعبير عن أفكارك وآرائك.
5. احترام الوقت:
كن دقيقاً في التزامك المواعيد المحددة، وقدّم عذراً مقبولاً وبادر بإعادة جدولة الاجتماعات في حالة عدم تمكُّنك من الحضور في الوقت المحدد.
6. كن لبقاً في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:
احترمْ المهنية والخصوصية عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بيئة العمل، وتجنَّب نشر المعلومات الحسَّاسة أو الهجوم على الزملاء.
7. تحدَّث بثقةٍ واحترامٍ:
عبِّر عن أفكارك وآرائك بثقة واحترامٍ، وتجنَّبْ التحدث بصوت مرتفع أو التقاط الأنفاس بقوَّةٍ.
8. كن لبقاً في المظهر الشخصي:
احرِصْ على ارتداء الملابس المناسبة والمُحتشمة وَفْقاً للبيئة الوظيفية، وتجنَّب ارتداء ملابس غير لائقةٍ أو مثيرةٍ، وأيضاً يجب أن تُظهِر رعاية النظافة الشخصية من خلال العناية بالشعر والأظافر والأسنان والرَّوائح غير الجيدة.
9. حافظ على التعاون وروح الفريق:
كونك عضواً فعَّالاً في الفريق، قدِّم المساعدة والدعم للزملاء عند الحاجة وابنِ علاقاتٍ اجتماعيَّةً إيجابيةً وثيقةً بين الزملاء.
10. احترام الهيكل القيادي:
اتَّبع السلسلة الهيكلية واحترم أوامرَ وتوجيهات المُشرِفين والمديرين، كونك مُحترِفاً يعني أن تحترمَ الحكمة والخبرة القيادية.
11. عزز مهارات التواصل:
اعمل على تحسين وتنمية مهارات التواصل الشخصية والاحترافية، قم بتحديث مهاراتِك في الكتابة والقراءة والتحدث والاستماع.
شاهد بالفديو: مهارات التواصل في العمل أهميتها وطرق تحسينها
12. اعمل على تحسين استخدام التكنولوجيا:
استخدم التكنولوجيا استخداماً أخلاقياً وفعالاً في العمل، وتجنَّب استخدام الهواتف الذكية أو التصفح العشوائي على الإنترنت في أثناء الاجتماعات أو النشاطات العملية.
13. حافظ على المرونة والتكيف:
كن مرناً ومُستعِداً للتعامل مع التغيرات والتحديات في بيئة العمل، وتعلَّم كيفيَّة التكيف مع الظروف المختلِفة والتعامل معها بإيجابية.
14. حافظ على الاحترام المتبادل:
كما ذكرنا من أهمِّ قواعد الإتيكيت الوظيفي الاحترام؛ لذلك ولاتِّباع قواعد الإتيكيت الوظيفي عليك التعامل مع الزملاء والمرؤوسين والعملاء باحترامٍ ولباقةٍ، وتجنَّب التحدُّث بحديث مُهين أو التصرف بطريقة تجرح مشاعر الآخر.
في الختام:
نستنتج أنَّ الإتيكيت الوظيفي هو عنصرٌ أساسيٌّ في النجاح المهني والتفوق في بيئة العمل، فهو يساعد على إقامة علاقاتٍ مهنيَّةٍ قويَّةٍ، وبناء سمعة جيدة، وتحقيق رضى الزملاء والمرؤوسين والعملاء.
من خلال تطبيق الإتيكيت الوظيفي، يمكن للفرد أن يُظهِر احترامَه للآخرين، ويتعامل معهم بأسلوبٍ مهذَّبٍ ومُحترَم، إنَّ الاحترام والتعاطف والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل الحفاظ على الوقت والتباعد الجسدي واستخدام لغة لَبِقَةٍ، يُعَزِّزُ من ثقة الآخرين في قدراتك ومهنيَّتك.
إضافة إلى ذلك، يساعد الإتيكيت الوظيفي على إثبات الانضباط والتنظيم الشخصي، فعندما يتمتَّع الفرد بمهارات الإتيكيت الوظيفي، يَظهَرُ شخصاً مُحترِفاً وموثوقاً به وقادراً على إدارة وقته وتنظيم أعماله تنظيماً فعَّالاً.
لا يمكننا إغفال أهمية الإتيكيت الوظيفي في بيئة العمل المُتعدِّدةِ الثقافات، وإنَّ فهمَ التقاليد والعادات والقيم المختلفة للأفراد من خلفيَّات مُختلِفة يُعزِّزُ التفاهم ويُقلِّل من الاحتكاكات والتوترات، فيساهم الإتيكيت الوظيفي في إنشاء بيئة عمل مُتعاوِنة ومُتناغِمة يتمتَّع الجميع فيها بالاحترام والتقدير.
يجب أن ندرك أنَّ الإتيكيت الوظيفي ليس مجردَ قائمةٍ من القواعد والتعليمات، بل هو نهجٌ شاملٌ للتعامل مع الآخرين بأسلوبٍ احترافيٍّ ومُهذَّبٍ، وإنَّ تطبيق الإتيكيت الوظيفي يُعزِّزُ فرصَ النجاح والتطور المهني، ويساهم في بناء علاقات قوية ومُستدامة في مجال العمل؛ لذا دعونا نسعى جميعاً إلى تطوير وتعزيز مهارات الإتيكيت الوظيفي في حياتنا المهنيَّةِ.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.