“استراحة بين الشوطين”.. كتاب عن كرة القدم أثناء الحرب اللبنانية
يقول فوزي يمين، والذي لُقّبَ حين كان لاعباً بالمايسترو، وفي هذا كتاب “استراحة بين الشوطين” الصادر عن منشورات المتوسط: ثمَّ تنغلق المدرَّجات على نفسها، فيقف الجمهور المسيحيُّ، ويتسلَّح بفِرَقه، ويتَّخذ من سيطرة ناديه «الراسينغ» التاريخيَّة سبباً لوقوفه هذا، ويخرج جمهور من الأرمن خلف الهومنتمن والهومنمن، ليُترجم توجُّهات حزبَي الطاشناق والهانشاق المتناقضَيْن فكريَّاً وسياسيَّاً.
في الجهة الأخرى، النجمة والأنصار والتضامن بيروت، أندية تمثِّل التوجُّهات الأخرى التي تلوح على خطٍّ مناوئ للأندية المسيحيَّة.
الغرائز الكامنة تخرج دفعة واحدة بعد تتويج النجمة بطلاً عام 1972 وهيمنته على البطولة وتفوُّقه في كلِّ شيء، وكان قبله الراسينغ والهومنتمن والهومنمن.
من الكتاب
الفِرَق السياسيَّة المتحاربة خلال هذه السنوات، أي من 1975 حتَّى 1990:
الجبهة اللبنانيَّة، جيش لبنان الحُرّ، جيش لبنان الجنوبيّ، إسرائيل، نمور الأحرار، الكتلة الوطنيَّة اللبنانيَّة، حُرَّاس الأرز، الاتِّحاد الثوريّ الأرمنيّ في لبنان، حزب الرمغافار الديمقراطيّ الليبراليّ الأرمنيّ، حزب الطاشناق، حزب الهنشاك، الحزب الديمقراطيّ الاشتراكيّ، الحزب التقدُّميّ الاشتراكيّ، الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، حزب البعث العربيّ الاشتراكيّ، الحزب العربيّ الديمقراطيّ، حركة الناصريِّيْن المستقلِّين – المرابطون، الحزب الشيوعيّ اللبنانيّ، حركة الوحدويِّيْن الناصريِّيْن، التنظيم الشعبيّ الناصريّ، الحركة الوطنية اللبنانيَّة، جبهة المقاومة الوطنيَّة، منظمة التحرير الفلسطينيَّة، حزب الله، إيران، حركة التوحيد الإسلاميّ، سورية، حركة أمل، حركة فتح، القوَّات اللبنانيَّة، جبهة الإنقاذ الوطنيّ الفلسطينيّ، المَرَدَة، حزب الكتائب، الجيش اللبناني، قوَّة الأمم المتَّحدة المؤقَّتة في لبنان، القوَّة المتعدِّدة الجنسيَّات في لبنان: الولايات المتَّحدة وفرنسا وإيطاليا، قوَّات الردع العربيَّة: السعوديَّة، السودان، الإمارات، ليبيا، اليمن الجنوبيّ …
الفِرَق الرياضيَّة المتحاربة خلال هذه السنوات، أي من 1975 حتَّى 1990:
الأنصار، النجمة، الصفاء، الشبيبة المزرعة، شباب الساحل، التضامن بيروت، الراسينغ، الحكمة، الاستقلال، الأهلي صربا، السلام زغرتا، الرياضة والأدب طرابلس، الأهلي صيدا، التضامن صور، البرج، المبرَّة، الشباب الغازيَّة، الأخاء الأهلي عاليه، الهومنتمن، الهومنمن.
في مطلع التسعينيَّات، تذهب البلاد إلى انفراج. تُحَلُّ الميليشيات. تُفتَح الطُّرُق. تعود الحياة إلى مجراها. يتمُّ التداول في كلمات مثل “ائتلاف” و”اتِّفاق”.
ومثل نتيجة مباراة في كرة القَدَم، تخسر “الشرقيَّة”، وتربح “الغربيَّة”، وتُطرَح شرعيَّة الاتِّحاد على بساط البحث. أيّ اتِّحاد هو الشرعيّ؟ اتِّحاد “الشرقيَّة” أم اتِّحاد “الغربيَّة”؟ يتدخَّل مكتب دستوريٌّ فرنسيٌّ لفَضِّ الخلاف. وبعد وجهات نظر متعدِّدة، يعطي الأحقِّيَّة للاثنَيْن.
على المستوى السياسيِّ، يجري اتِّفاق اللبنانيِّيْن في الطائف في السعوديَّة. وعلى الصعيد الرياضيِّ، وبسعي من أحد العمداء السوريِّيْن، وهو رئيس الاتِّحاد السوري لكرة القَدَم ورئيس اللجنة الأولمبية أيضاً، تبدأ الوساطات الوفاقيَّة، وتُطرَح الصيغ الإجماعيَّة لجمع الاتِّحادَيْن في الشام في سورية، ويكون فريقُنا نقطة الفصل في هذه العمليَّة. لا يمشي الحال. ينفرط العقد، ويعود كلُّ واحد إلى بيته.
فوزي يمين، من مواليد زغرتا – شمال لبنان 1967، كاتب ومترجم وهو دكتور متفرّغ في الجامعة اللبنانيّة كلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة ويدرس مادّتَي “الشعر الحديث” و”محترف الكتابة”. يكتب في الصحافة منذ الثمانينات، وله الكثير من المقالات والتحقيقات والترجمات في العديد من الجرائد اللبنانيّة مثل “النهار”، و”ملحق النهار”، و”المستقبل”، و”السفير”، و”الأخبار”. شارك في تجارب مسرحيّة وسينمائيّة، وشاعر أصدر العديد من الكتب.
فوزي لاعب سابق في كرة القدم في نادي السلام زغرتا والحكمة بيروت وانضمّ إلى صفوف المنتخب الوطنيّ اللبناني في تصفيات كأس العالم 1993، لُقّب بالمايسترو.
اكتشاف المزيد من موقع الدكتور العتيبي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.