هدى شعراوى.. 75 عامًا على رحيل رائدة الحركة النسائية فى مصر
تنتمي هدى شعراوي إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات الذي ضم أيضا شخصيات بارزة أخرى في تلك الفترة مثل: نبوية موسى وعديلة نبراوي وغيرهن.
ولدت هدى عام 1879 في محافظة المنيا بصعيد مصر لأسرة من الطبقة العليا، والدها هو محمد سلطان باشا الذي أصبح لاحقًا رئيسًا لمجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، أما والدتها (إقبال هانم) فكانت من أصول شركسية جاءت من منطقة القوقاز لتعيش مع عمها في مصر. نشأت هدى مع أخيها عمر في منزل والدها في القاهرة، تلقت تعليمها في سن مبكر فدرست مواد مختلفة مثل النحو والخط بلغات متعددة. أمضت طفولتها وأوائل سن الرشد في عزلة عن الطبقة العليا من المجتمع المصري.
كانت شعراوي أبرز النساء المشاركات في الحياة العامة، وأسست جمعية لرعاية الأطفال عام 1907، وبذلت جهودا لإقناع الجامعة المصرية الوليدة بتخصيص قاعة لمحاضرات السيدات عام 1908، وافتتحت مدرسة للفتيات عام 1910.
وقادت مظاهرات النساء عام 1919 ضد المستعمر الإنجليزي، متأثرة بنشاط زوجها علي شعراوي السياسي خلال الثورة، وخلال الثورة أسست لجنة حزب الوفد للسيدات وأشرفت عليها.
وبينما يستقبل المصريون البطل القومي سعد زغلول عام 1921، قامت هدى شعراوي بالدعوة لرفع سن زواج الفتيات إلى 16 عاما، كما دعت لرفع سن زواج الفتيان إلى 18 عاما، وأطلقت دعوتها لوضع قيود على طلاق الرجل للمرأة من طرف واحد.
كما جاهدت هدى ضد ظاهرة تعدد الزوجات، وجاهدت لتلقي النساء التعليم وخروجهن للعمل المهني والسياسي وتثقيفهن، وتوجت جهودها بإنشاء الاتحاد النسائي المصري عام 1923، وظلت تشغل منصب رئاسته حتى عام 1947.
دافع الاتحاد عن حقوق المرأة المصرية، ودعا لإصلاح القوانين التي تحد من حريتها، مثل القوانين المنظمة للزواج والحضانة والطلاق.
لم تلبث شعراوي أن استقالت من حزب الوفد عندما وجدت سياسييه يتنكرون لدعواها بإصلاح أحوال السيدات والفتيات المصريات، وفقا لجريدة الأهرام.
شاركت في تأسيس “الاتحاد النسائي العربي”، وتولت رئاسته عام 1935، كما تولت منصب نائبة رئيسة لجنة اتحاد المرأة العالمي في العام نفسه.
كما شاركت هدى شعراوي في مؤتمرات دولية حول العالم، أبرزها مؤتمر باريس عام 1926، ومؤتمرا أمستردام وبرلين عام 1927.
توفيت في 12 ديسمبر 1947 بسكتة قلبية وهي تكتب بياناً في فراش مرضها تطالب فيه الدول العربية بأن تقف صفاً واحداً في قضية فلسطين.