مؤتمر بمكتبة الإسكندرية يؤكد: تطور ملحوظ فى أوضاع المرأة بمصر
شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم افتتاح مؤتمر “المرأة والبيئة المستدامة”، الذى ينظمه برنامج دراسات المرأة والتحول الاجتماعى وبرنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الإفريقية بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع مؤسسة هانس زايدل الألمانية، مكتب جمهورية مصر العربية بالقاهرة، وذلك يومى 8 و9 مارس 2023.
افتتح المؤتمر الدكتور أحمد عبد الله زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وتوماس شما، الممثل المقيم لمؤسسة هانس زايدل الألمانية، مكتب جمهورية مصر العربية، وصلاح ماجد؛ مدير المنطقة الرابعة لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، جيلان المسيري؛ نائبة ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة فى مصر.
وقال الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، أن المكتبة تنظم فى اليوم العالمى للمرأة حدثان هامان؛ هما: مؤتمر “المرأة والبيئة المستدامة”، واجتماع الخبراء بعنوان “أين موقع المرأة العربية فى النهضة العلمية والتقنية التى تحتاجها أمتنا العربية؟” الذى يجمع خبيرات رائدات من الوطن العربى للحديث حول قضية المرأة والعلم.
وأكد زايد أن المرأة تلعب الآن أدوارًا متعددة فى المنزل والعمل والمجتمع، وتفرض عليها أعباء أكثر من الرجل، لافتًا إلى أن المسئولية الكبيرة التى تتولاها تجعل لها دورًا كبيرًا فيما يخص قضية البيئة، من خلال التنشئة الاجتماعية وتكوين الوعى البيئى، سواء من خلال سلوكها الخاص ليكون نموذج للأطفال، أو من خلال إدارة العلاقات داخل الأسرة لدعم الوعى البيئى.
وتحدث مدير مكتبة الإسكندرية عن أهم المشاكل التى تواجه المرأة فى الوقت الحالى والتى ينبغى العمل على حلها، ومنها وجود قيود على حركة المرأة، بسبب طبيعة بعض القيم الثقافية الجامدة التى تحد من نشاط المرأة، مما يؤدى إلى تهميشها والحد من دورها. أما المشكلة الثانية فهى وجود أعباء كثيرة ملقاة على عاتق المرأة، ومن هنا تأتى أهمية تعزيز مفهوم الشراكة وتوزيع المسئوليات على كافة أفراد الأسرة وهو ما يؤدى لمفهوم المساواة.
من جانبه، قال توماس شما، الممثل المقيم لمؤسسة هانس زايدل الألمانية، أن تحسين أوضاع المرأة ينعكس على تطور الدول، لذا فإن وضع المرأة وموقفها يختلف فى الدول المتطورة عن غيرها. ولفت إلى أنه لاحظ تقدما وتطورا ملحوظا فى أوضاع المرأة المصرية فى العشرين عامًا الماضية.
وأكد أن مؤسسة هانس زايدل الألمانية تعمل على العديد من المشروعات لدعم وتمكين المرأة، وأنها ستستمر فى تقديم مشروعات جديدة فى المستقبل لنصل لمرحلة المساواة بين المرأة والرجل. كما أعرب عن اعتزازه بالتعاون والشراكة مع مكتبة الإسكندرية فى الكثير من القضايا والمشروعات الحيوية.
وألقى صلاح ماجد؛ مدير المنطقة الرابعة لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، كلمة الأستاذ باسل رحمي؛ الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، أكد فيها على توافق أهداف مكتبة الإسكندرية والجهاز الساعية لرفع وهى المجتمع بمساعى التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ودور المرأة فى تطوير النشاط الاقتصادى والوعى البيئى.
وأشار إلى أن الجهاز حقق طفرة كمية ونوعية فى مجال تمكين المرأة، من خلال التمويلات الموجهة للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر الخاصة بالمرأة، إلى جانب الخدمات غير المالية المقدمة للمرأة ومنها التدريب المهنى، والتدريب على برامج ريادة الأعمال، والدعم التسويقى، والخدمات الصحية ومحو الأمية والتدريب من أجل التشغيل.
من جانبها، قالت جيلان المسيري؛ نائبة ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة فى مصر، أن قضية البيئة تعد من أهم القضايا التى تبرز عدم المساواة بين الجنسين بسبب تغير المناخ، فالنساء هم أكثر عرضة للمشاكل الناتجة عن نغير المناخ بسبب قلة مصادر الدخل وارتفاع نسبة المشاركة فى قطاع الزراعة الذى يتأثر بتغير المناخ بشكل مباشر، إلى جانب قلة الوصول للفرص ومحدودية رأس المال الاجتماعى ومحدودية صوت النساء فى صنع القرار.
ولفتت إلى أن الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ قد وضعت هدفًا فرعيًا وهو مساعدة النساء على التكيف مع تغير المناخ، كما أن مؤتمرCOP27 قد شهد إطلاق مبادرة مصر “المرأة الإفريقية والتكيف مع تغير المناخ” بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
وأكدت جيلان المسيرى على أهمية مساندة النساء فى المجتمعات الريفية للتكيف مع قضية تغير المناخ، ودعم قدرات النساء وتفعيل مشاركتهن فى معالجة القضية، وضمان وصول المرأة للخدمات الصحية والحماية الاجتماعية، وأن يكون للنساء دور فى صنع القرار الخاص بمشكلات البيئة. كما شددت على أهمية سد الفجوة الرقمية بين الجنسين، والاستثمار فى التعليم وتنمية المهارات للوصول المتكامل للمعرفة.
جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى بحث أهمية الدور التنموى الذى تلعبه المرأة فى دفع عجلة الاقتصاد وفى تحقيق بيئة مستدامة من أجل مستقبل أخضر، وتأثير هذا الدور على آليات التنمية المستدامة دون إغفال أهمية الدور الذى تلعبه المرأة من ذوات الاحتياجات الخاصة فى هذا الصدد كجزء لا يتجزأ من المجتمع. ويتم تنظيم هذا المؤتمر بحضور عدد كبير من الخبراء والباحثين والمعنيين بشؤون المرأة والبيئة من مختلف هيئات ومؤسسات الدولة وبمشاركة عدد كبير من الطالبات وحديثات التخرج من مختلف جامعات مصر .