لماذا رفض هيكل منصب نائب رئيس الوزراء بعدما عرضه عليه ممدوح سالم؟
تمر اليوم الذكرى الـ 35 على رحيل ممدوح سالم رئيس وزراء مصر الأسبق، إذ رحل في 25 فبراير عام 1988، وهو كان سياسي وعسكري ورئيس وزراء مصري، تخرج في كلية الشرطة وتدرج في العمل حتى رتبة اللواء، فمديراً لأمن الإسكندرية، واختاره الرئيس جمال عبد الناصر، ليكون مسؤولاً عن أمنه الشخصي، (1960 ـ 1967).
ثم عين بعد ذلك ممدوح سالم محافظاً لأسيوط عام 1967، ومحافظاً للغربية عام 1970، ثم محافظاً للإسكندرية 1970، وزيراً للداخلية عام 1971، ونائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية عام 1972، واختاره السادات رئيساً للوزراء عام 1975، وفي عهده جرت انتخابات برلمانية، شُهد بنزاهتها، وفي عام 1978 اختير مساعداً لرئيس الجمهورية.
وكان رئيس وزراء مصر الأسبق ممدوح سالم، وقع اختياره على اختياره على الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ليكون نائبا له ومختصا بشئون الإعلام، وهو ما اعتذر عنه “الأستاذ”، وتحدث الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل عن أسباب اعتذاره عن منصب نائب لرئيس الوزراء في فترة حكم الرئيس أنور السادات، وذلك في إحدى حواراته الصحفية: “إنني أتذكر ما قلته للرئيس السادات، وقلت لممدوح سالم حينما عرض على الاثنين أن اشترك في كتائب لرئيس الوزراء في الوزارة التي تشكلت برئاسة السيد ممدوح سالم عام 1975، إنني أرى بداية حملة على جمال عبد الناصر وعصره وأنا لا أريد أن أكون شريكا فيها ولا حتى أحد شهودها الصامتين”.
أوضح هيكل أن تجربة الرئيس جمال عبد الناصر كان فيها الإيجابي والسلبي، وكان يجب أن تقيم سلبا وايجابا وتسقط السلبيات ويبنى على الايجابيات، قال “قلت للرئيس السادات ما قلته لممدوح سالم، أن التاريخ سوف يسألك أين كنت عندما حدثت هذه التجاوزات، وهل كنت شريكا بالموافقة فيه أو كنت شريكا بالصمت”.
ويذكر الكاتب الصحفي سعيد الشحات في موسوعته “ذات يوم” سارت الأمور بعد ذلك حتى كان لقاء هيكل وممدوح سالم.. يؤكد هيكل، أن سالم عرض عليه الاشتراك فى وزارته نائبا لرئيس الوزراء ومختصا بالإعلام والثقافة.. يضيف: “سمعت عرضه الرقيق كاملا بما فيه تصوره لمهمة وزارته وآماله فيما تستطيع تحقيقه، واتفاقه مع الرئيس «السادات» على مجلس السياسات العليا يرأسه رئيس الجمهورية، ومعه رئيس الوزراء، وخمسة نواب لرئيس الوزراء أنا بينهم، وأنهم سيعملون كفريق رسم ومتابعة سياسات الدولة بسلطات كاملة”.
يؤكد هيكل، أنه أبدى اعتذاره بعد أن فرغ سالم من عرضه، وذكر له أسبابه المفصلة فى حوار بينهما استغرق ساعتين كاملتين.. يذكر: “كانت هناك أسباب متعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للحكم، وهى سياسات لا أوافق عليها، وبالتالى لا أستطيع أن أنفذها أو أعبر عنها، وكانت هناك أسباب متعلقة بطبائع السلطة والحكم فى مصر وقتها، وكانت هناك أسباب أخرى، ثم قلت إن لدى سببا آخر قد يبدو شخصيا والحقيقة أنه أكثر من ذلك”، حسبما يذكر “هيكل” فى كتابه “لمصر لا لعبد الناصر”.