Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مهارات التواصل

كيفية تحسين مهارات التواصل بين الشريكين وتفادي سوء التفاهم


تُعدُّ قضية تحوُّل الاهتمام من القضايا الشائعة بين المتزوجين والشركاء العاطفيين، والتي تجعل أحد الشركاء يبحث عن الاهتمام في مكان آخر، إضافة إلى الملل وبرود المشاعر وعدم استيعاب الاختلافات وتدخل الآخرين في الحياة الشخصية، وغيرها من أسباب الانفصال التي نسمع بها يومياً.

لكن من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث سوء التفاهم بين الشريكين وتتسبَّب بتفاقم المشكلات هي قلة التواصل بين الشريكين، فعندما يفتقر الزوجان إلى التواصل يصبح من السهل عليهما التحدث دون فاعلية، ولأنَّ الكلام والحديث جزء حيوي في أي علاقة؛ فيجب تحسين مهارات التواصل بين الشريكين لتكون العلاقة صحية ومستقرة وإيجابية ودائمة أيضاً.

ما هي مهارات التواصل؟

هي قدرة الإنسان على استخدام اللغة استخداماً فاعلاً عند التحدث لإيصال الأفكار والمشاعر ووجهات النظر بطريقة صحيحة، إضافة إلى استخدام وسائل تعبيرية غير لفظية مثل الإشارات والرموز والرسوم، أو الرسائل المكتوبة ولغة الجسد لضمان نجاح عملية التواصل، التي تُعدُّ عملية هامة لنجاح مختلف العلاقات ولضمان استمرارها، سواء علاقات العمل أم العلاقات الاجتماعية، والأهم من ذلك العلاقات العاطفية؛ فجميعنا نسعى إلى علاقة عاطفية مستقرة.

مهارات التواصل متعددة أبرزها ما يأتي:

  1. الثقة بالنفس.
  2. التحدث بوضوح.
  3. مهارة الاستماع الفاعل.
  4. مهارة الثبات الانفعالي.
  5. تقبُّل النقد.
  6. مهارة استخدام نبرة صوت ملائمة للحديث.
  7. احترام الآخرين والتعاطف معهم.
  8. مهارة طرح الأسئلة على الآخرين.
  9. مهارة النقاش والتفاوض.
  10. مهارة الإقناع.
  11. مهارات لغة الجسد.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة مُجرَّبة لتحسين مهارات التواصل

 

فوائد التواصل بين الشريكين:

التواصل الفاعل يساعد على إيصال الأفكار إيصالاً صحيحاً؛ ومن ثَمَّ يمنع المستمِع من الإبحار في الأفكار والتخمينات السلبية، ويجعل الفرد قادراً على التحدث عن مشكلاته وهمومه وقراراته وآماله المستقبلية بصراحة وصدق، وعند حدوث خلافات أو مشكلات يصبح إصلاحها أسهل وأسرع أيضاً دون إيذاء المشاعر أو التصرف تصرفاً خاطئاً.

كيفية تحسين مهارات التواصل بين الشريكين:

بعد التعرف إلى أهمية التواصل الفاعل بين الشريكين، سنقدم فيما يأتي بعض النصائح المساعدة على تحسين مهارات التواصل؛ بهدف تفادي سوء التفاهم ونشوب الخلافات:

1. حاوِل أن تفهم شريكك جيداً:

يجب التعرف إلى شريكك جيداً والتركيز على جميع التفاصيل لتستطيع فهم أفكاره ووجهات نظره وطموحاته، فمثلاً تعرَّف إلى نبرة صوته عندما يكون حزيناً وعندما يكون فرحاً، وطريقة تحدثه عندما يكون يائساً وطريقته عندما يكون متفائلاً، فكثيراً ما يحتاج الإنسان إلى من يفهمه دون التحدث.

عند إدراكك لتلك التفاصيل يصبح التعامل أسهل، إضافة إلى ذلك من الضروري فهم احتياجات الشريك والسعي إلى إشباعها، فلا يمكن للعلاقة بينكما أن تنجح إن لم يسعَ كل طرف إلى إرضاء الآخر وإسعاده، ونقيض ذلك ستكون الطرف الذي يحصل على كل شيء ولا يقدم شيئاً؛ فيبتعد الطرف الآخر شيئاً فشيئاً.

2. احترِم شريكك دائماً:

واجب الشريكين تجاه بعضهما بعضاً الاحترام دائماً في مختلف الظروف، وعدم التحدث بطريقة مهينة وخاصة أمام الآخرين، فعلى الشريك احترام شريكه وعدم التحدث عن الخلافات أو العيوب أو النقاط السلبية للعلاقة بينهما أمام الآخرين.

3. كن مستمعاً جيداً:

يجب أن تعطي الشريك فرصة ليتحدث دون مقاطعته ومحاولة تغيير الحديث، ويجب إظهار الاهتمام بحديثه، فلا تشغل نفسك بالنظر إلى الهاتف أو التلفاز مثلاً، وحاول النظر إليه والتركيز معه.

4. كن واقعياً:

الحياة في الواقع لا تشبه الأفلام والمسلسلات الرومانسية التي تصوِّر الحياة لنا بأنَّها وردية ومملوءة بالحب والسلام؛ لأنَّنا بشر نحزن ونتعب نتيجة ضغوطات الحياة الكثيرة، ومن الطبيعي أن نشعر بالملل أحياناً؛ لذلك يجب تفهُّم ذلك، إضافة إلى وجود فروقات كبيرة بين المرأة والرجل، فمثلاً ترى المرأة أمر تغيير لون شعرها أمراً عظيماً، بينما الرجل قد لا يعير الأمر اهتماماً أبداً.

5. كن شجاعاً لتقول ما تريد:

يتردد كثير منا ولا يستطيع التعبير عن أفكاره ورغباته، وبالطبع لن يستطيع الشريك دائماً معرفة ما ترغب فيه دون كلام؛ لذلك فكِّر جيداً وحدد أراءك ومشاعرك لتستطيع أن توضح للشريك الأشياء التي ترغب فيها، ولا تظن أنَّ حديثك أو مشاعرك غير هامة؛ لأنَّ تراكم المشاعر السيئة يولِّد انفجاراً لاحقاً.

6. عبِّر عن مشاعرك الإيجابية:

يسعد الإنسان عند سماع المديح والكلمات الجميلة الإيجابية من شريكه العاطفي، وخاصة عندما يبذل مجهوداً لإسعاده أو عندما يعبِّر له عن حبه ومشاعره الإيجابية، فلا تقلِّل من جهده وتُشعره بعدم اهتمامك؛ بل يجب أن يشعر بأنَّ تلك المشاعر متبادلة وحاول أن تشكره وتعبِّر عن امتنانك عند سعيه إلى إرضائك.

7. انتبه إلى لغة جسدك:

نحن نرسل أحياناً رسائل خاطئة دون الانتباه لذلك، فتولِّد مشاعر سلبية لدى الطرف المقابل؛ إذ إنَّ لغة الجسد قد تتسبَّب في قطع الحديث قبل بدئه، فمثلاً ضم الذراعين وشد الكتفين تشير إلى عدم الرغبة في الحديث، فحاول أن تحدث تناغماً بين تعابير وجهك ونبرة صوتك ونظرة عينيك، فأي خلاف يمكن حله حلاً أفضل إن حدث النقاش بصوت متوسط وبابتسامة ولطف، بدلاً من الصراخ أو الكلام الجارح.

8. لا تكن أنانياً:

عند التحدث مع شريكك لا تكن أنانياً وتظهر بأنَّك تحب نفسك وتسعى إلى سعادتك فقط، ولا تأخذ المناقشات بصورة شخصية كي تستطيع تفهُّم وجهات النظر والآراء المخالفة لرأيك، فليس بالضرورة أن يمتلك شريكك الأفكار والآراء نفسها.

9. اختر الوقت المناسب للتحدث:

كثيراً ما يساء فهم الطرف الآخر أو ينشب خلاف نتيجة عدم اختيار الوقت المناسب للتحدث؛ لذلك ابتعد عن النقاشات الهامة عندما يكون الشريك متعباً جسدياً أو نفسياً، وحاول أن يكون النقاش بعيداً عن الضوضاء؛ لأنَّ الضوضاء تسبِّب توتراً.

10. ضَع نفسك مكان الطرف الآخر:

كل منا يعيش ظروفاً تؤثِّر في حالته النفسية أو المادية وما شابه ذلك، وكي تستطيع تفهُّم الشريك عند حدوث خلافات بينكما يجب أن تضع نفسك مكانه وتفكر جيداً بكيفية تعاملك مع الموقف أو الأمر الذي تسبَّب بالخلاف فتستطيع فهم تصرفاته.

11. حاوِل تقبُّل النقد:

يحزن الإنسان ويصبح وضعه النفسي ومزاجه أسوأ عند سماع تعليقات سلبية، وقد ينفعل ويبدأ بالتحدث عن عيوب الشخص الذي انتقده، لكن سنقع حينها في مشكلة لا جدوى منها، والأفضل تأجيل الرد إلى وقت آخر ومحاولة التفكير جيداً في كلام الشريك، فربما انتقاده رغبة منه في جعلك أفضل، فإن كان محقاً بانتقاده يجب محاولة تقبُّله ومحاولة السعي إلى التخلص من العيوب المزعجة وتحسين الصفات السلبية قدر المستطاع، ولا تظن أنَّه أمر يُنقص من قدرك شيئاً، فجميعنا نمتلك عيوباً وسلبيات يجب أن نسعى إلى التخلص منها.

12. اعفُ واصفح:

تتطلب الحياة أن يكون الإنسان متسامحاً ويتقبَّل اعتذار الطرف الآخر عند حدوث الخلافات؛ فحدوث مشكلة نتيجة اختلاف الآراء ووجهات النظر لا يعني انتهاء الحب؛ بل تستطيع وصف تلك الخلافات بالتوابل التي تضاف إلى الطعام لتغير شيئاً من طعمه؛ فالخلافات تكسر الروتين الممل، وتذكَّر أنَّ العفو من شيم الكرام والصفح من شأن العظام.

13. حافِظ على الحالة الصحية والمزاجية:

الحالة الصحية والمزاجية لها دور كبير في سعادة الإنسان؛ لأنَّها تؤثِّر في استقراره النفسي الذي يؤثِّر بدوره في قدرته على التواصل مع الآخرين، ويتم ذلك بالحرص على تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة بانتظام، فقد أكدت دراسات كثيرة دور الرياضة الهام في تعزيز شعور الإنسان بالراحة والرضى وتخلصه من المشاعر والأفكار السلبية التي تسبِّب ضغطاً نفسياً له، ومن الأفضل تخصيص وقت يومياً لممارسة الرياضة مع شريكك، ولا يُعدُّ الذهاب إلى نادٍ رياضي أمراً ضرورياً؛ إذ تستطيع الاكتفاء بالمشي يومياً في الهواء الطلق.

في الختام:

نجاح العلاقات واستمرارها يتطلب من الإنسان بذل جهد وخاصة العلاقات العاطفية التي تؤثِّر في مختلف جوانب حياة الفرد؛ فنجاحها واستقرارها يساعدان على الشعور بالاستقرار النفسي، وأفضل ما يمكن أن يفعله الإنسان لنجاح علاقته مع شريكه العاطفي أن يعمل على تحسين مهارات التواصل التي تساعد على إيصال الأفكار والمشاعر للطرف الآخر بأفضل شكل لتفادي سوء التفاهم، ويتم ذلك من خلال الانتباه إلى التفاصيل كلها، ومحاولة فهم احتياجات الشريك والسعي إلى تلبيتها، واحترامه دائماً والاستماع الفاعل لحديثه، ومناقشته بعيداً عن الأنانية والتشبث بالرأي ومحاولة تقبُّل نقده، والأفضل محاولة الشخص أن يضع نفسه مكان الطرف الآخر ليتفهَّم تصرفاته وسلوكه ووجهات نظره.

عند التحدث إليه من الضروري اختيار الوقت المناسب وعدم التردد في التعبير عن المشاعر والأفكار ومحاولة التعبير عن المشاعر الإيجابية مثل الشكر والامتنان، مع الانتباه للغة الجسد التي تؤدي دوراً هاماً في وصول الأفكار إلى المستمع، وحاول أن تهتم بصحتك بممارسة الرياضة بانتظام لتحافظ على مزاجك وتبقى في حالة نفسية جيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى