صدور الجزء الخامس من ديوان دفاتر مهيار الدمشقي للشاعر الكبير أدونيس
في دفاتر مهيار الدمشقي، تبدو الوحدة بين أدونيس الشاعر ومهيار الرمز أكثرَ تفصيلاً ووضوحاً وأبعدَ توغلاً في التساؤل حول الممنوع المكبوت المؤجل، أو الحميم الخصوصي، وكل ما يرتبط بالصبوات والشهوات والرغبات.
تصبح الكتابة أكثرَ عموديةً، ويصبح الحقل المعرفي أكثر اتساعاً وأنقى شفافية وتصير طرق التعبر أقرب إلى الومضة والشذرة، وإلى البارقة والخاطرة، تجاوباً مع الانفجارات العابرة، المتقطعة، المفاجئة، في هذا الجسم الكثيف، التائه، المطوق، المُعذب، الطامح، المتخاذل، المهاجِم، المقتحِم، المقلد، المبدع، الذي يُسمى الحياة العربية.
أدونيس شاعر سوري، ولد في 1930 بقرية قصابين في سوريا، تبنى اسم أدونيس تيمناً بأسطورة أدونيس الفينيقية، الذي خرج به عن تقاليد التسمية العربية منذ عام 1948، أصدر مع يوسف الخال مجلة “شعر” عام 1975 ثم أصدر مجلة “مواقف” بين عامي 1969 و 1994وهو أستاذ زائر في جامعات ومراكز للبحث في فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وألمانيا فضلا عن نيله عدداً من الجوائز العالمية وألقاب التكريم وتُرجمت أعماله إلى لغات عديدة.
فى كتاب الثابت والمتحول يتناول أدونيس كيف فكر المسلمون الأوائل وسلكوا انطلاقاً من إيمانهم بأن الدين الإسلامي أساس ومقياس للنظرة إلى الغيب والحياة الإنسانية معاً، وقد ربطوا ربطاً عضوياً بين الدين وتنظيم الحياة، وبين اللغة والشعر والفكر.
وفى الجزء الأول “الأصول” يعرض لهذا كله، موضحاً الفرق بين اصطلاحي “الثابت” و”المتحول”، أما الجزء الثاني، «تأصيل الأصول»، فيعرض الصراع بين العقل والدين، إضافة إلى الانقلاب المعرفي الجذري المتمثل في الحركة الصوفية بمختلف مستوياته وأبعاده في الثقافة العربية، ويتناول الجزء الثالث من كتاب «الثابت والمتحول» مشكلات الحداثة في الفكر العربي مع أمثلة على شخصيات من التراث وعصر النهضة، أما الجزء الرابع فيطرح تساؤلات بين أكثرها أهمية: هل علم جمال الشعر هو علم جمال الثبات أو علم جمال التغير؟