ثقافة

سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية تدشن 24 موقعًا ثقافيًا فى محافظات الجمهورية



منذ نشأتها في عام 288 قبل الميلاد على يد بطليموس الأول وحتى تدميرها نتيجة للحرائق، كانت مكتبة الإسكندرية منارة للعلوم والمعارف في العالم القديم، ومركزًا للإشعاع الحضاري واللقاء بين الحضارات والثقافات المختلفة، وفي الربع الأخير من القرن العشرين الميلادي، قامت الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمات دولية عديدة بإحياء مشروع مكتبة الإسكندرية لترى هذه المكتبة النور في أكتوبر 2002، صرحًا عظيمًا غير بعيد عن الموقع القديم للمكتبة، ولتستكمل مكتبة الإسكندرية الحديثة مسئوليتها كمنارة ومركز إشعاع حضاري.


 


تطورت مكتبة الإسكندرية منذ إنشائها لتحوي اليوم كثير من الإمكانيات العلمية والبحثية والتكنولوجية، ما يهيئ لها أن تتبوأ مكانة متقدمة في مسيرة تطور العلوم والمعارف في مصر. ولهذا جاء التفكير في إنشاء “سفارات” لمكتبة الإسكندرية خارج الحيز الجغرافي لمدينة الإسكندرية لتكون بمثابة فروع للمكتبة الرئيسية داخل جميع مدن ومحافظات مصر على أن تكون المرحلة اللاحقة انشاء سفارات خارج القطر المصري.


 


ويقول مدير مكتبة الإسكندرية، إن المكتبة تمتلك سفارات للمعرفة في أغلب الجامعات المصرية، وتسعى حاليا للوصول إلى جميع الجامعات، حيث يتبقى ما يقرب من ست جامعات فقط هي التي لم يتم فيها سفارات للمعرفة، والرغبة في التوسع تمتد للتعاون مع جميع الجامعات الأهلية، وكذلك جميع المؤسسات الحكومية والرسمية من أجل عمل سفارات معرفة تابعة للمكتبة في أي محافظة أو مدينة مصرية بهدف نشر المعرفة وكذلك تكون منفذ يوفر إصدارات المكتبة من الكتب والمجلات، وفيما يخص الوصول إلى المحافظات البعيدة مثل الصعيد، فالمكتبة لديها رؤية بأن يتم تقديم الكثير من فعالياتها مثل المؤتمرات والمعارض والاحتفالات الفنية والثقافية في المحافظات المختلفة وفى المراكز التي تتبع المحافظة، وليس في مقر المكتبة أو مراكزها الثقافية فقط.


 

التدشين في 2014


أوصى مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية برئاسة رئيس الجمهورية بالإسراع في إنشاء وتطوير سفارات المعرفة لمكتبة الإسكندرية في جميع الجامعات والمحافظات المصرية، وعليه فقد قررت إدارة المكتبة انشاء إدارة خاصة لسفارات المعرفة بقطاع التواصل الثقافي تكون مهمتها تنفيذ هذا المشروع الطموح.


 

24 سفارة 


تنتشر سفارات المعرفة التابعة لمكتبة الإسكندرية في الجامعات المصرية الموجودة في الأقاليم الخمسة التابعة لجمهورية مصر العربية، حيث يوجد بإقليم الصعيد 7 سفارات، وفى إقليم القاهرة الكبرى 5 سفارات، وفى إقليم الدلتا 5 سفارات، وإقليم القناة 5 سفارات، وفي إقليم الإسكندرية سفارتين.


 


الخدمات التي تقدمها سفارات المعرفة


كنتيجة مباشرة لتطور تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح العالم يوصف بأنه قرية صغيرة وهو ما أدى الى الإحساس بالقرب “الافتراضي” وانعدام الإحساس بالمسافات. من جهة اخرى فقد أدى نفس التطور في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إلى تسهيل الحصول على المعلومات والمصادر المعرفية، وعليه فيفترض في سفارات المعرف أن تكون مهيئة لإمداد المجتمع الثقافي والعلمي الذي تتواجد فيه بمعظم موارد مكتبة الاسكندرية الثقافية والتكنولوجية والعلمية المعرفية التي تشمل على:


 


• عدد لانهائي من المصادر المعلوماتية المرئية والمسموعة والمتوفرة في صورة رقمية على خوادم المعلومات الموجودة في المكتبة.


• قواعد بيانات دولية للأبحاث العلمية التطبيقية والنظرية والتي تشترك فيها مكتبة الإسكندرية.


• قدرة هائلة على الحسابات وتحليل البيانات من خلال جهاز ال سوبر كومبيوتر الذي يوجد في مكانين فقط داخل جمهورية مصر العربية، أحدهم في مكتبة الاسكندرية.


• عدد كبير من المحاضرات والسيمينارات وورش العمل التي تبث في الحال داخل سفارات المعرفة عبر شبكة الانترانت الخاصة بمكتبة الإسكندرية والتي يلقيها ويشارك فيها عدد كبير من العلماء المصريين والدوليين.


 

تبادل الثقافي


تقوم سفارات المعرفة بمكتبة الإسكندرية بدور كبير في التبادل الثقافي، وسفارات المعرفة، كأي سفارة بدولة لا تهتم فقط بنشر الثقافة والمعرفة بل وأيضاً تهتم بالتواصل وتبادل المعرفة؛ فان سفارات المعرفة لمكتبة الاسكندرية يتم استغلالها لتكون البوتقة التي تنصهر فيها المعارف القادمة من مكتبة الإسكندرية أو من الجامعة أو المركز البحثي الحاضن للسفارة ويمكن من خلالها بث المحاضرات العلمية والسيمينارات وورش العمل على شبكة الإنترانت لا لتصبح السفارات مجرد مكاناً لاستقبال المعرفة فقط بل أيضاً مكاناً لإنتاج وبث المعرفة والمعارف التقليدية للجامعة أو المحافظة.


من ناحية أخرى تقوم مكتبة الاسكندرية بالتواصل مع العديد من الجامعات المصرية والعربية والدولية بغرض المساهمة في نشر العلوم وثقافة البحث العلمي وذلك من خلال تقديم العديد من الخدمات التدريبية للباحثين والطلاب على كيفية كتابة المشروعات او الأبحاث العلمية ومراجعتها.


 


كما تهدف تلك السفارات للتكامل مع كافة الجهود والمراكز الموجودة بالفعل داخل الجامعات مثل مراكز دعم الابتكار، مراكز دعم الربط مع الصناعة، وحدات إدارة مشروعات التعليم العالي، وحدات دعم المشروعات البحثية الخ، ويتوقع أن تعود السفارات بالنفع على الجامعات وعلى المكتبة من خلال تبادل المعرفة واستغلال الطاقات العلمية داخل المكتبة والمشاركة في العديد من المشروعات المشتركة بين الجامعات ومكتبة الإسكندرية.


 


ولقد سعت سفارات المعرفة التابعة لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية منذ بدأ العمل بها وحتى الآن إلى تعزيز وتدعيم رسالة ورؤية مكتبة الإسكندرية في النهوض بالعلم والمعرفة وخلق جسور من التواصل والترابط بين المكتبة وبين الشباب المصري في شتى ربوع مصر.


 

1500 فعالية سنويًا


سعت سفارات المعرفة إلى تنمية وثقل مهارات الشباب بما يؤهلهم إلى خوض غمار تحديات المستقبل وصنع غد أفضل لمصرنا العزيزة، وتقوم سفارات المعرفة بتنظيم أكثر من 1500 فعالية سنويًا فيما بين ورش عمل وندوات تعريفية وعمل بث مباشر للفعاليات التي تجري داخل مكتبة الإسكندرية، ولقد تنوعت المجالات التي تناولتها سفارات المعرفة فيما بين المجال العلمي والفني والمهارى. فعلى سبيل المثال، نظمت سفارات المعرفة بكل من جامعات عين شمس وطنطا ودمياط والقاهرة وكفر الشيخ وجامعة جنوب الوادي ورش عمل في مجالات الإذاعة والتليفزيون، التصوير الفوتوغرافي، تصوير الفيديو وكيفية إعداد مراسل تلفزيوني إلخ. كما نظمت سفارات المعرفة أيضا بجامعات الزقازيق وبنها ودمنهور والمنصورة وجنوب الوادي وجامعة عين شمس العديد من الورش في مجالات فنية مختلفة، مثل الرسم، رسم البورتريه، الأشغال الفنية، الكروشيه والحرف اليدوية المختلفة، مثل الرسم على الجلود والأحجار وتلوين المنسوجات. كما حرصت سفارات المعرفة أيضا على الاهتمام بالجانب العلمي والبحثي حيث نظمت سفارات المعرفة في جامعات المنيا وجنوب الوادي ودمنهور ودمياط وطنطا وبورسعيد ورش عمل في تنمية مهارات البحث العلمي لدى الطلاب وكيفية البحث داخل محركات البحث المختلفة. كما اهتمت سفارات المعرفة أيضا بمعالجة ونشر الوعي حول أهم القضايا المجتمعية حيث نظمت سفارات المعرفة بجامعات القاهرة والمنصورة والفيوم وبنها والعريش ورش عمل في مجال نشر التسامح، إرساء مبادئ الحوار الهادف المثمر، دعم مهارات التفاوض والإقناع وذلك سيرا جنب إلى جنب مع الفكرة المحورية التي تبنتها مكتبة الإسكندرية خلال هذا العام، والتي تمركزت حول نبذ العنف ونشر التسامح ومكافحة التطرف.


 


كما نظمت سفارة المعرفة بجامعة سوهاج وجامعه أسيوط مجموعة من ورش العمل حول نبذ العنف، وتدعيم مبادئ التكامل والترابط بين أفراد وفئات المجتمع، وتشجيع العمل الجماعي وأثراء روح الفريق بين الشباب. 


 


كما حظي جانب تكنولوجيا المعلومات على اهتمام سفارات المعرفة الجانب الهام والحيوي من دور أساسي وفعال في بناء المجتمعات الحديثة، حيث أقامت سفارات المعرفة بجامعات سوهاج وأسوان والقاهرة وبنها والمنصورة وكفر الشيخ وغيرها مجموعة من ورش العمل في مجالات البرمجة والحاسب الآلي وكيفية استخدام التطبيقات المختلفة لخدمة البحث العلمي، كما أقامت سفارة المعرفة بجامعة الزقازيق ورش في مجال ريادة الأعمال والتسويق الإلكتروني واتخاذ القرار مهارات التواصل واللغة وسوق العمل. 


 


 ومن أبرز ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية هو تقديم وتعزيز الخدمات التي تقدمها سفارات المعرفة لذوي الاحتياجات الخاصة وذلك عن طريق تنظيم عدد كبير من ورش العمل والفعاليات لتعليم لغة الإشارة لطلاب الجامعات المصرية المختلفة، وقد تم ذلك بالتعاون مع مؤسسة هانزايدال. 


 


وقد هدفت تلك الورش إلى دمج الطلاب من ذوي الإعاقة السمعية مع أقرانهم من الطلاب الآخرين داخل الجامعات، وذلك عن طريق تنظيم ورش عمل في تعليم مبادئ لغة الاشارة، وعمل تجمع بين الطلاب من الصم وضعاف السمع وأقرانهم من الطلاب في مجالات فنية ومهارية مختلفة، شارك في تلك الورش العديد من الطلاب من الصم وضعاف السمع في مختلف الجامعات المصرية، وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم تنظيم تلك الورش في جميع سفارات المعرفة قام بالتدريب في هذه الفعاليات عدد كبير من أكفأ مترجمي لغة الإشارة وأكثرهم مهارة على مستوى الجمهورية.


 


كما أن مكتبة الإسكندرية قد تلقت خلال الأشهر الثلاث الماضية العديد من المخاطبات من عدة مؤسسات حكومية وجامعات تطلب إنشاء سفارات معرفه داخل مقراتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى