ثقافة

سره الباتع.. الحملة الفرنسية على مصر استعمارية أم تنويرية؟



خلال الحلقة الرابعة من مسلسل “سره الباتع” للمخرج خالد يوسف وأثناء الجلسة التي جمعت الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت الذى يلعب دوره الفنان أيمن الشيوى، مع كبار وشباب قرية شطانوف، تحدث قائد الحملة الفرنسية أنه لم يأتِ إلى مصر غازيًا بل جاء لنصرة الإسلام، لكن العالم الفرنسي كليمونت الذى يجسده النجم حسين فهمى، قائلاً في رسالة إلى صديقه الفرنسي: “لن أقول لك إننا جئنا لنحمل إليهم شعلة الحضارة، وأذيقهم طعم الجمهورية الفرنسية التي تنهل منها بلادي كما قال لهم بونابرت، جئت عدوًا يا صديقي، جئنا بأحدث من وصلت إليه أوروبا من آلات الدمار”.


 


والحقيقة أن الحملة الفرنسية ارتكبت العديد من الجرائم، يقول كتاب “الصليبية والجهاد.. حرب الألف سنة بين العالم الإسلامى وعالم الشمال” تأليف وليام بوليك، ترجمة وتحقيق عامر شيخونى وعماد يحيى الفرجى، صدرت ترجمته عن الدار العربية للعلوم ناشرون.


 


وحاوَل نابليون أن يُقَسِّم مُعارضيه ويُفرِّقهم مثلما يَفعَل المستعمرون عادة، فكان يَعمَل مراراً ضدَّ المماليك، بينما يُعلِن تأييدَه للشعب المصرى، قال إن جَشَع المماليك هو سبب تَخريب مصر التى كانت ذات يوم أرضَ “المُدن العظيمة والقنوات العَريضة والتجارة النامية”، استَغَل ضَعفَ المجتمع المصرى بشكل لطيف وماهر باستِغلاله الفِرقَةَ بين المسلمين والأقباط، ومثلَما فَعَلَ مَن سَبقوه، فقد شَجَّعَ نفوذَ وفَخرَ الأقباط واستَخدَمهم فى جَمعِ الضرائب.


 


وكان الأسلوب الذى اتَّبَعَهُ نابليون هو إرهابُ المصريين بجيشه، ومهما كان القفاز الذى لبسته الإمبريالية الفرنسية ناعماً، فقد كان يُخفى تَحتَه مَخالِبَ حادَّة، ومثلما كان البريطانيون فى الهند والهولنديون فى إندونيسيا والروس فى القوقاز والصينيون فى آسيا الوسطى، فقد كان الاحتلال الفرنسى لمصر ديكتاتورية عسكرية، لكى يَعمَل الاستعمار وتَنجَح الإمبريالية لا يمكن تَحَمُّلُ أية مقاومة حتى لو كانت هَمسَا.


 


وبحسب تصريحات سابقة للمؤرخ الدكتور محمد عفيفى، قال فيها لـ”اليوم السابع” إن الحملة الفرنسية كانت حملة استعمارية، والفرنسيون أنفسهم يعترفون بذلك، ومن بينهم المستشرق الفرنسى أندريه ريموند الذى ألف معه كتابًا عن الحملة الفرنسية، وقال ذلك فى مقدمته للكاتب.


 


وتساءل “عفيفى” حول كيفية أن تكون هناك حملة تنويرية وفيها العساكر أكبر عددا من العلماء والمثقفين؟ وهل يكون ذلك اسمه جيش؟ مشيرًا إلى أن الجيش الفرنسى كان يسمى حينها جيش الشرق، وكان به عدد كبير من العلماء بالفعل لكنهم عسكريون فى الأساس. 


 


وأوضح عفيفى، أن مجىء نابليون بونابرت إلى مصر كان من أجل بناء امبرطوريته فى الشرق، وأنه جاء غازيا وخرج بعد تعاون بين الدولة العثمانية وبريطانيا، والفرنسيون يعلمون ذلك ويعترفون به، لافتا إلى أن أى مظاهر علمية حدثت كانت أشياء إضافية جاءت مع الحملة العسكرية.


سره الباتع


مسلسل (سره الباتع) للمخرج خالد يوسف مأخوذ عن رواية للأديب الراحل يوسف إدريس، وهو  بطولة  أحمد فهمي، ريم مصطفى، أحمد السعدني، حنان مطاوع، حسين فهمي، نجلاء بدر، عمرو عبد الجليل، صلاح عبد الله، هالة صدقى، أحمد عبد العزيز أحمد وفيق، وتدور الأحداث حول الشاب الذي يبحث عن سر مقام “السلطان حامد” الموجود في إحدى قرى الريف المصري، ويقوده البحث عن اللغز إلى وقت الحملة الفرنسية على مصر، ويُكتشف أن صاحب المقام لعب دورا هاما في مقاومة الاحتلال، حيث قام بقتل أحد قادة الجنود ولذلك أطلق الاحتلال حملة للقبض عليه خاصة أن له علامة مميزة وهي وشم عصفور على وجهه وأربع أصابع فقط في يده، ولكن يقع الجنود في ورطة عندما يقوم الشباب في القرى التي يهرب إليها بقطع إصبع من أصابعهم ورسم نفس الوش على وجوههم لتضليل الجنود والحفاظ على حياة “حامد”.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى