ذكرى رحيل محمد عبد الوهاب.. كيف تعرف موسيقار الأجيال على أحمد شوقى؟
وبحسب كتاب “فنيات الكتابة الأدبية (ص 208)” للكاتب سيد غيث، فإن بدايات محمد عبد الوهاب الغنائية فى مطلع العقد الثالث من القرن الماضى، كانت مع فوزى الجزايرلى صاحب فرقة مسرحية بالحسين، والذى وافق على عمله كمطرب يغنى بين فصول المسرحيات التى تقدمها الفرقة مقابل 5 قروش كل ليلة، وغنى عبد الوهاب حينها أغانى الشيخ سلامة حجازى متخفيا تحت اسم محمد البغدادى، حتى لا تعثر عليه أسرته، إلا أن أسرته عثرت عليه، لكنه أصر على عودته للغناء وهرب مع فرقة سيرك إلى دمنهور حتى يستطيع الغناء.
ويذكر الكاتب منير المجيد فى مقال له نشر بعنوان “محمد عبد الوهاب وأنا” أن عبد الوهاب اختار اسما مستعارا لأنه كان يخشى من غضب أهله، إذا ما عرفوا باحترافه الغناء، لهذا أطلق على نفسه “محمد البغدادى”، ووصل أجره فى هذه الفترة، إلى أربعة جنيهات، ثم ارتفع إلى ستة جنيهات، لكن سرعان ما عرف الأخ الأكبر، طالب جامعة الأزهر، بالأمر فاقتاده من أذنه إلى البيت لينال عقوبة من الوالد.
وبالعودة إلى كتاب “فنيات الكتابة الأدبية” يوضح الكاتب سيد غيث، أن أسرة الموسيقار الراحل، وافقت بعد إصرار منه على السماح له بالغناء، لكنه هذه المرة لم يستمر أيضا، حيث عمل مع فرقة “عبد الرحمن رشدى المحامى” على برنتانيا، مقبل 3 جنيهات شهريا، وكان يغنى نفس أغانى الشيخ سلامة حجازى، وحدث أن حضر أمير الشعراء أحمد شوقى أحد العروض، وبمجرد سماعه صوت عبد الوهاب، قام متوجها إلى حكمدار القاهرة الإنجليزى آنذاك، ليطالبه بمنع محمد عبد الوهاب من الغناء بسبب صغر سنه، ونظرا لعدم وجود قانون يمنع الغناء، أخذ تعهدا على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم.
لكن أمير الشعراء أحمد شوقى، رجع وتبنى عبد الوهاب، بعدما سمعه فى حفل بأحد كازينوهات الإسكندرية 1924 م، وطلب لقاءه بعدها، ومنذ ذلك الوقت رافق عبد الوهاب أمير الشعراء وصار الأب الروحى له.