البابا تواضروس فى الفاتيكان .. حكاية أصغر دولة فى العالم
وتعد الفاتيكان، أصغر دولة من حيث المساحة فى العالم وتأخذ شكل شبه إهليلجى فى قلب مدينة روما عاصمة إيطاليا التى تحيط بها من جميع الاتجاهات ويفصلها عنها أسوار خاصة؛ تبلغ مساحة الفاتيكان 0.44 كم مربع ويقارب عدد سكانها 940 نسمة فقط وتعتبر بالتالى أصغر دولة فى العالم من حيث عدد السكان أيضًا.
ورغم الوجود التاريخى للفاتيكان، فإن هذا الوجود لم يصبح بالشكل المستقل المتعارف عليه اليوم، قبل 7 يونيو سنة 1929 حين تم توقيع ثلاث معاهدات فى قصر لاتران بين الحكومة الإيطالية بقيادة بينيتو موسيلينى وممثل البابا بيوس الحادى عشر، الكاردينال بيترو كاسبارى، وعرفت هذه الاتفاقيات باسم اتفاقية لاتران، نظمت الاتفاقيات الثلاث العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية، جزء مستقل عن الدولة الإيطالية ومدار من قبل البابا.
ورغم كونها أصغر دول العالم سكانًا ومساحةً فهى تستقى دورها وأهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية فى العالم والتى يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة،كذلك من كونها تحفظ فى متاحفها وأرشيفها مجموعة من أرقى المنتوجات الفنية للجنس البشرى على مر العصور، فضلاً عن القضايا السلمية والأخلاقية التى تدافع عنها.
بسبب صغر مساحة الفاتيكان، فمن الممكن حصر المعالم الرئيسية بثلاث مناطق هى كاتدرائية القديس بطرس والتى تعتبر حاليًا أكبر كنيسة فى العالم، والساحة أمامها إضافة إلى القصر الرسولى الذى يشمل عدة مبانى منفصلة تغطى سكن البابا وقاعة الاجتماعات الرسمية ومقرات عدد من المجامع إلى جانب مكتبة الفاتيكان والمتاحف إلى جانب الأرشيف، فى حين أن المنطقة الثالثة هى حدائق الفاتيكان. ويبلغ مجموع الساحات والشوارع فى الفاتيكان بما فيها شوارع الحدائق سبعين شارعًا وساحة، وأغلبها صغيرة المساحة وقليلة العرض.
استمدت اسمها من إحدى الهضاب الصغيرة كانت تسمى الفاتيكان، ولم تكن هذه الهضبة ضمن قائمة الهضاب السبع التى تنقل التقاليد الإيطالية أنها مهد مدينة روما الحديثة.