أستاذ طب نفسى: ارتفاع نسبة الاكتئاب لدى الأطفال ما قبل الحضانة
قال الدكتور عبد الناصر عمر، إن أساس التربية الصحيحة أن تتأكد الأسرة أن الابن سعيد، لأن الأسر تهتم في المقام الأول أن الابن يكون ناجح وليس سعيد، والسعادة تكون مرتبطة بنجاحه في المدرسة أو علاقته مع أخواته، ولكى ينشئ الطفل في بيئة سعيدة، يجب أن تلاحظ الأسرة تصرفات الأبناء جيدًا.
وأوضح الدكتور عبد الناصر عمر، في تصريحات خاصة لـ “اليوم السابع”، أن كثير من الأعراض النفسية لدى الأطفال تتخذ بصورة خاطئة من الأهل، إذ أن لدينا نسب اكتئاب مرتفعة للغاية بين الأطفال، إذ نجد أن نسبة الاكتئاب ما قبل الحضانة 8 من عشرة بالمئة، وفيما تحت الخمس سنوات تصل نحو 6%، وفكرة أن اكتشف أن ابنى يعانى من الاكتئاب مبكرًا أمر في غاية الأهمية، من أجل تلقى العلاج في مرحلة مبكرة.
وأضاف الدكتور عبد الناصر عمر، أن الاكتئاب لدى الأطفال يختلف عن الكبار، ونلاحظ التحول في تصرفات الطفل الذى كان يتمتع بالهدوء وفجأة أصبح لديه سوء سلوك، كما أن الاضطراب السلوكى المفاجئ يعنى أن تلك أعرض الاكتئاب، ومثالا على ذلك أصبح يشعر بالخوف عكس ما كان عليه، أو أصبح عصبى زيادة عن اللازم، وبالتالي يجب أن نحترم تلك الأعراض، وكل ما يتم التدخل مبكرًا نستطيع المعالجة والسيطرة وهو في مرحلته المبكرة.
وأشار أستاذ الطب النفسى، إلى أن هناك أمراض كثيرة يصاب بها الأطفال خلال سن المراهقة، ولا يفصح عنها خوفا من رد فعل أسرته، نتيجة الأفكار النفسية التي قد تؤذى الآخرين، وعلى الأسرة فهم قدرات الأبناء، والوعى بأهمية واكتشاف المرض النفسي مهم حتى نستطيع مساعدة الأبناء.
وأكد أستاذ الطب النفسى، أن كثير من الأمراض النفسية نتيجة اضطراب كيميائى، وإذا لم يتم معالجته نفسيا يتحول إلى اضطراب يصيب الخلية المخية، وبالتالي يحدث تأخر في الشفاء، ولهذا ننادى دائما بمعالجة مرضى الانفصام والاكتئاب مبكرا حتى لا يزداد الوضع سواءً، وضمان لعدم تحول المرض لمزمن.
ومن المفترض أن يتجه الآباء والأمهات حال ملاحظة أن طفلهم لدية اضطراب في الأداء الوظيفى أو الاجتماعى إلى أخصائي نفسى، مشيرً إلى الأعراض الأكثر انتشارًا هو فرط الحركة والاكتئاب لدى الأطفال، ونجد أن تلك الأعراض تكون بسبب الأسرة نفسها فنجد على سبيل المثال طفل نسبة ذكائه 90% وتحصيله المدرسة يسمح له باقتناء 70 أو 80%، ولكن الأسرة تصمم على أن يتحصل على درجة أعلى من ذلك، فعليهم أن يتفهموا أن هذه قدرات ولا يمكن أن يتجاوزها الطفل نظرًا لإمكانياته، إلى جانب التنمر على الشكل والأداء يرفع النسبة بشكل كبير.
وتابع أستاذ الطب النفسى: أن الحب لا يكفي في التربية، فكافة الأهل يحبون أبناءهم، ولكن الكثير منهم لا يعرفون أسس التربية الصحيحة، فالمحبة تدفع أحياناً إلى التسلط وفرض الرأي بدافع الخوف، محذراً من العواقب النفسية التي تنشأ عن مقارنة الطفل بأقرانه، والتي تدمر ثقة الطفل بنفسه واحترامه لذاته.
وحول وسائل التكنولوجيا الحديثة، أشار أستاذ الطب النفسى، إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة هي المعقل الرئيسى للأفكار عند الطفل والمبادئ والأخلاقيات، وليس الأهل وحدهم، ولكن لتلك الوسائل تأثير سلبى، والجلوس بشكل مستمر على تلك الوسائل في منتهى الخطورة، ومن الممكن أن يحدث ما نسميه غسيل مخ وتغير لمفاهيمه التي تربى عليها، ويجب أن يتم تحديد الوقت ومتابعة ما يتم مشاهدته على وسائل التكنولوجيا الحديثة، ولهذا يجب أن لا يزيد وقت الوسائط الاجتماعية عن نص ساعة أو ساعة بالكثير.
وأضاف الهدف من التربية هو أن نفهم الأبناء ونعرف كيف نجعلهم سعداء، وكيف يتميزون فيما يريدون، دون صدامات وتناقضات قد تؤدي إلى أزمات أو أمراض نفسية تنشأ عن أخطاء في تقدير الأهل لحالة طفلهم، وممارسات خاطئة في طريقة تعاملهم معه.